كناكريه وتقرير الاستدامة السابع لصندوق استثمار أموال الضمان
السفير الدكتور موفق العجلوني
16-08-2024 12:05 AM
أعلن يوم امس صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي عن إصدار تقرير الاستدامة السابع لعام ٢٠٢٣ والذي يُعد خطوة مهمة في مسيرة الصندوق لتعزيز الالتزام بأهداف التنمية المستدامة.و إن هذا التقرير الطوعي السابع يعكس التزام الصندوق بممارسات الاستدامة من خلال استثماراته وانشطته المختلفة، و ان الاستثمار المسؤول هو أحد القيم المؤسسية التي تحكم عمل الصندوق.و من العلوم ان الصندوق يقوم بشكل طوعي بإصدار تقرير يتضمن أبرز جهوده في تطبيق الممارسات الإيجابية ذات أثر ملموس على البيئة والمجتمع، وكذلك جهوده في تحقيق الاستدامة المالية لمنظومة الضمان الاجتماعي.
هذا وفي استعراض شمولي لتقرير الاستدامة السابع للعام ٢٠٢٣، استوقفني المعطيات الهامة التالية:
اعتبار تبني ممارسات استثمارية مستدامة جزءًا لا يتجزأ من الخطة الاستراتيجية للصندوق، بحيث تؤدي الى تحقيق عوائد مالية مستمرة للصندوق ولآجال طويلة، وتعزز الفوائد الاقتصادية للأجيال الحالية والمستقبلية.
على الرغم من التحديات الاقتصادية التي فرضتها الظروف الاقليمية الا أن الصندوق تمكن من تحويل هذه التحديات إلى فرص بفضل استراتيجيته المرنة ونهجه في تنويع الاستثمارات، كما استطاع تقليل المخاطر المالية وتحقيق استقرار نسبي في عوائد المحافظ المختلفة.
تمتد استثمارات الصندوق على مساحات المملكة في قطاعات البنوك، والتعدين، والصناعة، والطاقة والسياحة، والزراعة، والتطوير العقاري والمناطق التنموية والصحة والنقل.
يولي الصندوق أهمية كبيرة للامتثال لمعايير الحوكمة المؤسسية التي ترسخ ثقافة الادارة الرشيدة والشفافية والمساءلة، لإدراكه لأهمية ذلك في تعزيز ثقة الشركاء والمستثمرين المحتملين للصندوق، وفي المناخ الاستثماري وبيئة الاعمال في المملكة ككل.
يلعب الصندوق دور رئيسي في توجيه الاستثمارات للمحافظات، والاستغلال الأمثل لميزتها النسبية، وتوفير فرص عمل دائمة للمجتمعات المحلية وخاصة في معالجة الفقر والبطالة.
يبدوا لي من استعراض التقرير، هنالك التزام حقيقي بمعايير الحوكمة الرشيدة، كون استثمارات الصندوق تساهم في النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة في الأردن. ويبرز ذلك بشكل جلي من خلال التزام الصندوق بتطبيق ممارسات استثمارية مستدامة، مما يعكس مسؤولية اجتماعية وبيئية. وخاصة ان هذا التقرير يلتزم بالشفافية ويصدر بشكل طوعي. وعندما يلاحظ هنالك تنوع في الاستثمارات يشير إلى استراتيجية شاملة ومرنة، تسعى لتقليل المخاطر وتحقيق استقرار عوائد مستدامة. وخاصة تساهم استثمارات الصندوق في تحسين جودة الحياة وتعزيز البنية التحتية، مما يدعم التنمية الاقتصادية في مختلف المناطق في المملكة. كما ان التركيز على الحوكمة الرشيدة يعزز من مصداقية الصندوق ويزيد من ثقة المستثمرين والشركاء. علاوة على التزام الصندوق بمساهمة فعالة في التنمية الشاملة للمملكة. وبالتالي من خلال هذه المعطيات، يمكن للصندوق تعزيز فعاليته في تحقيق أهدافه وزيادة تأثيره الإيجابي على الاقتصاد والمجتمع، وتعزيز ثقته في القطاع الاستثماري على نطاق أوسع.
وهنا لا بد ان اشير للدور الكبير لمعالي رئيس الصندوق الدكتور عز الدين كناكريه وفريقه من الجنود المجهولين في الصندوق و والزملاء في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي وعلى رأسهم عطوفة المدير العام الزميل الدكتور محمد صالح الطراونة في نجاح صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي من خلال الخبرات الغنية والقيادة الحكيمة التي برزت في إدارة الصندوق. حيث بفضل هذه الإدارة الشاملة بالأهداف، استمر الصندوق في إصدار تقارير الاستدامة الطوعية منذ سبع سنوات، مما يعكس التزامه بأهداف التنمية المستدامة وممارسات الاستثمار المسؤول. وبالتالي هذا الالتزام يعزز من الشفافية ويعكس حسن إدارة الموارد. بنفس الوقت تبنى الصندوق استراتيجية تنويع استثماراته عبر قطاعات متعددة مثل البنوك، الطاقة، الزراعة، والصناعة. هذا التنوع يساعد في تقليل المخاطر ويعزز الاستقرار المالي.
وبفضل هذه الجهود المتواصلة ليل نهار استطاع الصندوق بناء ثقة المستثمرين والشركاء من خلال تعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة، مما يعزز من مصداقية الصندوق في الأسواق. بنفس الوقت استطاع الدكتور كناكريه ابراز دور الصندوق في تحقيق أهداف مشروع التحديث الوطني ورؤية التحديث الاقتصادي، مما يعزز من تنافسية الأردن على المستوى العالمي ويعزز النشاط الاقتصادي في المملكة.
ومن خلال معرفتي بمعالي الدكتور كناكريه عن قرب فهو يمتلك خبرة واسعة في الإدارة المالية والاستثمار، ويساهم في توجيه الصندوق نحو استراتيجيات ناجحة ومستدامة. وقدرته على وضع استراتيجيات طويلة الأجل تركز على الاستدامة والتنوع وتساهم في تحقيق استقرار مالي وضمان العوائد المستمرة. علاوة خبراته في إدارة الأزمات والتحديات الاقتصادية مكنته من اتخاذ قرارات استراتيجية تساعد في تحويل الأزمات إلى فرص. وتبنيه لمعايير الحوكمة الرشيدة مما يعزز من شفافية الصندوق ويعزز من ثقة الشركاء والمستثمرين، الامر الذي يساهم في جذب المزيد من الاستثمارات. وان قدرته على التواصل الفعّال مع مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك المستثمرين والشركاء، ساهم في تعزيز التعاون وتحقيق أهداف الصندوق.
وما يبعث على الاطمئنان بالنسبة لصندوق استثمار اموال الضمان الاجتماعي هو وجود رئاسة جليلة مثل الدكتور عز الدين كناكريه والذي لعب دوراً محورياً في نجاح صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي من خلال قيادته الحكيمة ورؤيته الاستراتيجية، وخبراته في الإدارة المالية والاستثمار، والتزامه بالاستدامة والحوكمة الرشيدة، وقدرته على التكيف مع التحديات، كلها عوامل ساهمت بشكل كبير في تعزيز أداء الصندوق وتحقيق أهدافه الاستراتيجية.