منذ مدّة و أنا اقرأ ، قلاية بندورة قلاية بندورة ، و أنا و البندورة لسنا اصدقاء و لكن بالرغم من انقطاع المودّة... اشتهيتُ القلّاية...
فتحت باب المنزل و إذ بجاري العزيز الذي قدِمَ إلى الاردن بعد الازمة في سوريا، يحمل اغراضه و يهمّ إلى منزله سعيدا بسبب قدوم والدته بعد عشر سنوات من الفراق، نزلت إلى السوق ، دخلت إلى المتجر و إذ بصاحبه يتحدث مع ابنه على الهاتف و يقول " بكام الجنيه اليوم يبني؟ "
خرجت من المحل فوجدتُ قريبتي ، و بينما القي التحية عليها تذكّرت أنّ خالتها أتت من بيروت لتتعالج في الاردن " الحمدلله منيحة على الاقل بتلاقي علاجها هون بكرامة" .
دخلت المخبز و اقتربتُ من المحاسب و اخرجت الدينار الذي به اعتز ، فرأيت صورة لصدام يضعها اعلى الكاش "العراق راح بعد صدام ، شوف الاخبار كلها نكد " ، رميت عيناي على التلفاز و إذ بمجاعة تُبث عن اليمن و مجازر في فلسطين و اعمال شغب في الغرب ، عدتُ إلى المنزل ، أعددتُ القلّاية و جلست أتناولها و أنا أقول ، أهلا بقلاية يراها الغير خيانة ، فما الخيانة إلّا دمار الداخل ، و ما الحكمة إلا استقرار و أمان.
لا يهمّ و لا يجب أن يهمّ ، فما دام الأردن بخير فما ضرر صوت الغير؟ ألسنا أعلم باحوالنا؟ ألسنا نعلم ما قدمت و تقدّم و سوف تقدّم هذه الارض؟ هذه القيادة ؟ هذا الملك؟ ، هذه الملكة ؟ هذا الشعب ؟ فهل نحتاج في الاردن لشهادة من أحد؟
أليسوا يريدوننا مثلهم ، أن نلبس نيشان الدمار ، و أن ندخل نفق الديموقراطية الأسود ، فنحن خير من عرِف الديموقراطية ، و منذ أكثر نصف قرن نعلم علم اليقين كيف كادت أن تمحو هويتنا ، و أحراش جرش لا زالت تعج بالحكايا ، و أزقة عمان لم تفارقها صدى الحرية التي يريدونها ، فمن ليس من ترابها ، لا يهمّه سكونها من خرابها.
حفظ الله مملكة لم تكن يوما إلا سند ، و حفظ الله ملكا حفظ استقرار هذه البلد و أدام الله من يريدون لها الخير و يخلصون لها في السرّاء و الضرّاء.