المواطنة على طريقة المتقاعدين ..
د. صبري ربيحات
15-08-2024 05:41 PM
إذا كنت مارا من شارع محمود الحمود في إسكان الأمانة الواقع في ابو السوس إلى الغرب من عمّان فأنك وبلا شك سترى مظاهر الاحتفال الدائمة بمئوية الدولة الأردنية. بالنسبة للوكيل المتقاعد هاني صبيح المحاميد الذي امضى كل شبابه في خدمة وطنه فلا شيء يشبه الوان العلم ولا شيء يعلو عليه ولا يزال ينظر له كل صباح وكأنه في احد مراكز التدريب للقوات المسلحة..
في أعماق ابو حمزة حب للوطن لا يضاهيه حب وحديثه عن الوطن لا يخالطه حديث عن الذات وهو مثل العبادين يستهل حديثه بالحمد وينهيه بالشكر لا لاحد بل لهذا الوطن المغروس فينا.
المنزل رقم ٢٠ في شارع محمود الحمود الواقع داخل إسكان الأمانة منزل مميز جدا فهو بيت نابض بحب الوطن والاعتزاز بكل ما فيه ومزين باعلام الاردن على مدار العام.
في هذا المنزل المتخم بالحس الوطني الذي بثه ابو حمزة في كل ارجاء المكان ووصل الى الشارع والحي تشعر بالمحبة الفطرية العفوية التي لا تبدلها المواقع ولا الأيام.
لقد خرج هاني من الجندية ولا زال فيها بقلبه فهو يتحدث عن الجيش والاردن وقادته العسكريين والخيول التي ساسها ابان خدمته في نادي البولو برومانسية ترقى الى مستويات العشق.
في حديثي مع الجنرال الطبيب مفلح السرحان طبيب الأنف والأذن والحنجرة اللامع والذي احرص على مراجعته كلما ثقل سمعي او اتهمتني زوجتي باني عنيد لا اسمع الكلام عرجنا على نماذج من رؤية الناس للوطنية والمواطنة.
من الناس من يرى المواطنة رخصة للاستحقاق فيطالب بمكاسب وامتيازات قد يغضب ان لم تعط له او توقفت عنه. ومنهم من يرى انه البار والمخلص الوحيد وهو الحارس على فكرة الانتماء والولاء فيوزع الاتهامات على الاخرين بأنهم أقل وطنية او بلا انتماء
الى جانب هذين الصنفين هناك صنف اخر ممن يرون من لا ينافق او يتزلف او يدخل في ميادين عرض الحب والولاء والانتماء ويردد اسطوانة صباح مساء بأنه غير مضمون او غير مؤتمن.
الحقيقة التي تدعمها الشواهد ان كل من يبالغ في المديح او التملق او الحب يجد مشكلة في إثبات ما يقول لذاته فيضطر لتكرار ذلك عله يصدق هو ما يقول.
بيت ابو حمزة نصف المكتمل والمزين بالإعلام الاردنية بيت يأوي اسرة اردنية مؤلفة من تسعة أفراد كانت اخرى مشروعاته الاقتصادية شراء شاشة تلفزيون من المؤسسة العسكرية باقساط شهرية تصل إلى 15 دينارا شهريا..
لا اظن ان في حسابات ابو حمزة ان يزاحم المرشحين الذين حلوا علينا من اوروبا واسيا والخليج ليتقاسموا الـ 41 مقاعدا ودخلوا الى كل الدوائر المتاحة بشعارات حب الوطن..
الحب على طريقة هاني صبح المحاميد هو الحب الذي يحتاجه الوطن والإهتمام باوضاع من هم على شاكلته واجب للدولة ومؤسساتها لحماية رصيدها من الحب غير الموسمي الرائج هذه الايام.