الذكاء الاصطناعي قادم لوظيفتك 2
رامي خريسات
15-08-2024 01:29 PM
في الجزء الأول أشرنا إلى أننا نقف على أعتاب حقبة جديدة في سوق العمل، حيث يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى عنصر محوري يعيد تشكيل الوظائف كما لا نعرفها. ستزداد قدرات الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام اليومية وتحسين الكفاءة، ثم تطفو على السطح المخاوف حول مصير العمال التقليديين.
ففي الوقت الذي يرحب فيه البعض بالتكنولوجيا باعتبارها وسيلة لتحسين الإنتاجية وفتح آفاق جديدة، يترقب آخرون بقلق التغييرات التي قد تطيح بوظائفهم.
الخلاصة كانت أن الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف متعددة والواقع سيكون أكثر تعقيدًا من مجرد إزاحة وظائف واستبدالها، حيث سيبقى السؤال: - كيف يمكن للعاملين أن يظلوا ذوي قيمة في عالم تُعيد فيه الخوارزميات رسم القدرات البشرية؟
البنوك لن تسلم فهي مهددة بالعملات الرقمية التي بدأ يزداد رواجها ويرتفع سعرها، وبمهنة خبراء التمويل عبر النت الذين يوفرون خدمة جمع المال من خلال المواقع الإلكترونية، ويرشدون اصحاب المشاريع حول أفضل السبل لتنظيم حملات الاكتتاب بأسلوب التمويل الجماعي بدل الاقتراض من البنك او طرح الاسهم بالطرق التقليدية.
الخطر وصل إلى أن 70 % من المهن الحالية لن نكون بحاجتها خلال الـ10 سنوات القادمة، ونحتاج لإحلالها بالوظائف المستجدة ليس بهدف توليد فرص عمل جديدة فحسب، وإنما لتوفير بدائل للعمالة التي ستفقد وظائفها، فمثلاً المستقبل القريب مشرق لمحللي البيانات الرقمية والبرمجة، وللطباعة ثلاثية الابعاد، وفي مجالات الطاقة البديلة.
ومع استمرار تقدم التكنولوجيا والابتكارات تزداد الفرص امام:
1. مصمم العوالم الافتراضية، بناء وتصميم البيئات الرقمية في الميتافيرس.
2. مدرب الذكاء الاصطناعي، تدريب الخوارزميات لتصبح أكثر ذكاءً وفعالية.
3. معالج الإدمان الرقمي، المختص بمعالجة الاشخاص والمؤسسات من الإدمان الرقمي على حساب الواجبات، والالتزامات الوظيفية، والعائلية، والاجتماعية.
4. مهندس الجينات الرقمية، تطوير تقنيات لتحسين الصفات البشرية وعلاج الأمراض المستعصية.
5. مدير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ضمان استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول ويتماشى مع القيم الإنسانية.
6. مهندس الروبوتات الشخصية، تصميم روبوتات لتلبية احتياجات الأفراد والعائلات، سواء للمساعدة في المنزل أو تقديم الرعاية الصحية.
7. مرشد الواقع المعزز وتوجيه المستخدمين في الاستفادة من تقنيات الواقع المعزز (AR) في الحياة اليومية، من التسوق إلى التعلم التفاعلي.
8. متخصص إدارة السمعة الرقمية وإدارة الصورة العامة للأفراد والشركات على المنصات الرقمية بسبب زيادة وجودنا على الإنترنت.
9. خبير التوأمة الرقمية والذي سيتولى إنشاء “توأم رقمي” لكل شيء، من المدن إلى الأجهزة، ما يتيح للمؤسسات والأفراد اختبار وتحسين الأنظمة قبل تطبيقها في العالم الواقعي.
10. مصمم النظم البيئية المستدامة ودمج التكنولوجيا مع الطبيعة لإنشاء مجتمعات ومنشآت صديقة للبيئة تعتمد على الطاقة المتجددة.
11. متخصص الذاكرة الاصطناعية وتصميم وترميم الذكريات البشرية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
فأين نحن من كل ذلك؟ لأنه، حتى لو توهمنا اننا غير معنيين بهذا كله، إلا أن الدول التي تستقطب عمالتنا كلها مهتمة بالتكنولوجيا وستسارع لتبني هذه التطورات وبالتالي نخسر فرصاً مهمة لأبنائنا ولن نكون جاهزين لرفدهم بالكفاءات الأردنية في هذه المجالات المستجدة، فهل ننطلق سريعاً...؟
الغد