قضيتان فلسطينيتان الاولى مرتبطة بايران والثانية باسرائيل
م. وائل سامي السماعين
14-08-2024 06:52 PM
بعد انقلاب حركة حماس على السلطة الفلسطينية في عام 2007، ظهر واقع جديد في غزة، مما جعل مصير القطاع غير مؤكد وأصبح ضحية للتوترات بين إيران والغرب. هذا الواقع خلق قضية فلسطينية جديدة ترتبط بحلها بيد الإيرانيين والإسرائيليين، مما يجعلها واحدة من أعقد المشكلات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وربما العالم بأسره، الذي يجد نفسه عاجزًا عن حلها أو حتى التدخل فيها. الصراع الآن لا يقتصر فقط على إيران وإسرائيل، بل يشمل الولايات المتحدة وحلفاءها ، وإيران وحلفاءها مثل حزب الله، وحماس، والحوثيين، والحشد الشعبي، والعديد من الفصائل التي تصنف على أنها إرهابية من جهة أخرى. وبذلك، أصبحت غزة ساحة للصراع الإيراني الغربي.
هجوم السابع من أكتوبر، الذي يعرف بـ"طوفان الأقصى"، كان برعاية إيرانية. وقد صرحت وسائل الإعلام الإيرانية على لسان أحد المسؤولين الإيرانيين أن منفذي تلك العملية ينتمون إلى "مدرسة قاسم سليماني"، مما يشير إلى أن إيران، من خلال عملية طوفان الأقصى، انتقمت لاغتيال قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة. وبهذا، يدفع المدنيون الأبرياء في غزة ثمن هذه التحالفات السياسية، حيث تحولت غزة إلى ساحة صراع وحرب بالوكالة بين إيران والغرب، بقيادة بنيامين نتنياهو من جهة وحماس وحزب الله من جهة أخرى.
ومن هنا جاء تأكيد الاردن دوما على انه لن يسمح لاحد بتحويل الاراضي الاردنية الى ساحة صراع في المنطقة حفاظا على الشعب الاردني وسلامة اراضيه.
أما القضية الفلسطينية الثانية، فهي القضية الفلسطينية الأساسية المتعلقة بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، التي تقر بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الحل متفق عليه عالميًا، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو،
والمتطرفون من الجانب الإسرائيلي، يستغلون تهديدات التحالف الإيراني ووكلائه في المنطقة لتعطيل تنفيذ هذه القرارات.
السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس تدرك تمامًا هذه المخاطر، وتحرص على عدم الانجرار إلى ساحات صراع لا مصلحة لها فيها، مركزة على الهدف الأساسي وهو تحقيق حلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولته. لذلك، من الضروري أن يدرك الفلسطينيون بمختلف انتماءاتهم السياسية مخاطر هذه المرحلة، وأن يوحدوا صفوفهم ويكرسوا جهودهم للقضية الأساسية للشعب الفلسطيني، دون الانجرار وراء التحالفات الإقليمية التي لا تخدم مصلحتهم.
waelsamain@gmail.com