facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ماذا لو عاد الشهداء فجرا


عروبة الحباشنة
14-08-2024 12:22 PM

في فلسفة الموت ، لا يصدق رهان ، فالبشر يرحلون سريعا اذا ماقررت الأرض أن تلتهمهم في جوفها، فتكون أنت المشاهد المتوجس ، الذي يكبت عدوانيته للرحيل ، ويطلق عنان روحه في أزمنة الخيبة !..

ماذا لو عاد الشهداء فجرا، تساؤل تراجيدي يلح في خلجات روحي، لو بالامكان ان يروا مهزلة الانسانية وهراء الكلمة وفتور الفكرة وحشرجة المبادىء ، أيمكن للشهداء " قامات التضحية " كل على حد سواء ، من ضحوا من أجلنا ، من أجل بلور الكرامة العربية المنصهر ، وشرف الحياة بلا راية بيضاء ، ان يشاهدوا موقفنا الحيادي الضرير ، أمام شجاعتهم وعنادهم ، إننا أللاشيء المبصر والذي أصابنا عمى الألوان أمام أنهار الدم الأحمر في غزة الشرف ، غزة التي تعرفنا واحدا واحدا ، بعرينا القبيح ، بوسائد أسرتنا العربية ، بمبتغانا السخيف وعناويننا الكاذبة ، بأزقتنا الشاهدة على ترف الليل وترنح الأجساد وأدخنة السيجارة في خلسة الوحدة والشجن .

ماذا لو عاد الشهداء فجرا ، لوجدوا مكامن تضحياتهم من أجلنا تضج بالنسيان ، وكما قالها محمود درويش " تنسى كأنك لم تكن " وهم لم يكونوا في مسرحنا المبتور من الستارة ، حيث توجسنا المصطنع ، ودموع التماسيح التي تسكن حدقة المواطن العربي كلما هم بالتأثر على جثة بلا رأس أو رضيع يبكي اسفل الردم !

إن عودة الشهداء فكرة مرعبة ، والرعب أن يعودا مستبشرين بنا ، مضحك هذا ، من نحن ؟ وكيف لنا الجرأة ممارسة التبرير حينما تحملوا هم وزر الخطيئة ، خطيئة صمتنا وعجزنا وضعفنا المقرف ، وإيماننا الضئيل ورؤوسنا الفارغة ، عودتهم بمثابة صك فضيحة بتوقيعنا وبصمتنا ، من شرقنا إلى غربنا فقد يغفرون لليمن والجنوب اللبناني الصامد لكنهم لن ولم يغفروا لما تبقى من خريطتنا العربية وعواصمنا المتبجحة وعهر الخطابات وجنون الصمت الذي وحده وبكل جدارة وحدنا ، وحدتنا كانت بصمتنا ، تفردنا بالصمت حينما كان الصراخ أسمى في قضيتنا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :