بقاء نتنياهو يضع العالم أمام خيارين
كمال زكارنة
14-08-2024 10:36 AM
استمرار حكومة نتنياهو وبقائها تحكم كيان الاحتلال،وهي تواصل ارتكاب المجازر والمذابح والجرائم وحرب الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني،والاغتيالات والاعتداءات المستمرة على الشعبين الفلسطيني واللبناني،يضع المنطقة والعالم امام خيارين،اما مواصلة سياسة الصمت ودور المتفرج على ابادة الشعب الفلسطيني، حتى يروى نتنياهو وزمرته الوزارية وجيشه من دماء اطفال ونساء فلسطين،او ان يتسع الصراع ليشمل جبهات ودولا اخرى ،وتصبح حربا اقليمية واسعة، قد تتطور الى حرب عالمية ،لا احد يقدر ان يتوقع نتائجها المدمرة ومتى تننتهي.
الولايات المتحدة واوروبا ومعها اسرائيل،لا تكترث ابدا لابادة الشعب الفلسطيني ،وكل ما يهمها حماية الكيان من ضربة او هجوم ايراني ومن جبهات اخرى مثل لبنان واليمن والعراق،ومنذ ارتكبت حكومة نتنياهو جريمة اغتيال اسماعيل هنية،اخذت كل الجهود تنصب على الطلب من ايران بعدم الرد والتريث ،مع استمرار المفاوضات والوساطات العربية والاوروبية والامريكية ،للتوصل الى صفقة لمنع وقوع حرب اقليمية بهدف انقاذ اسرائيل منها،ووفقا لبعض التسريبات "غير مؤكدة" ،فان بعض ملامح الصفقة المطروحة تتضمن بنودا اهمها ،وقف دائم للحرب على غزة ،وانسحاب اسرائيلي كامل من القطاع ،والمباشرة باعادة الاعمار وادخال المساعدات وانهاء الحصار ،والافراج عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين والاسرى الاسرائيليين،والافراج عن مليارات الدولارات الايرانية المجمدة في بنوك اوروبا وامريكا ،والانسحاب الاسرائيلي جزئيا من مزارع شبعا وكفر شوبا اللبنانيتين المحتلتين .
هذه المقترحات تعتبر مسودة قابلة للتعديل والزيادة والحذف ،لكن المهم ان الجهود تنصب الان على صفقة اتفاق يوقف الضربة الايرانية المرتقبة للكيان وتمنع حربا اقليمية متوقعة.
المهم في هذه الصفقة ،انها لم تتضمن القضاء على المقاومة الفلسطينية ولا على حزب الله في لبنان،ولا سحب السلاح منهما، ولا تحقق اي هدف من اهداف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة .
وأهم بند تضمنته الصفقة التي لا تزال على شكل مقترحات واغراءات تقدم لايران ،تعهد واشنطن باسقاط حكومة نتنياهو ،لان الجميع يدرك بأن وجود نتنياهو وحكومته الفاشية العنصرية ،يعني استمرار الحرب وتوسعها لتصبح اقليمية شاملة،ستكون لها نتائج كارثية على مستوى المنطقة والعالم وخاصة على اسرائيل.
الا ان ايران وحلفائها غير مطمئنين للعرض والمقترح الامريكي ،في ظل استمرار ومواصلة الحشود العسكرية الامريكية في البحرين الاحمر والابيض المتوسط والقواعد العسكرية الامريكية في المنطقة ،وتزويد اسرائيل بأحدث الطائرات الحربية ووسائل الدفاع الجوي الارضية والصاروخية،وغيرها من الاسلحة المتطورة دون توقف.
وتقوم الولايات المتحدة بدور مزدوج ،الاول عسكري من اجل ترجيح معادلة الردع لصالح الكيان الغاصب لفلسطين،والثاني سياسي من خلال انجاز الصفقة المذكورة، بهدف تجنيب اسرائيل دمار شامل، واصابتها بشلل حياتي طويل الامد،كلفته تريليونات الدولارات.
نتنياهو يسعى جاهدا الى توريط الولايات المتحدة في حرب طاحنة في الشرق الاوسط ،من خلال اقحامها في مواجهة عسكرية شاملة مع ايران وحلفائها واشعال حرب اقليمية في المنطقة،لانه يعتقد ان الحروب هي الوسيلة الافضل لاطالة عمر الاحتلال في فلسطين.