بالامس كنت عائدا من الطفيلة بعد العصر.. رأيت أن انعطف نحو اليمين عند جسر جامعة البتراء وبعد الدوار انعطفت شمالا باتجاه شارع الحرية.. اغراني اسم الشارع ولم يخطر ببالي وقتها ان الحرية لا تعني غياب الرقابة حتى وان كنت وحدي.

شارع الحرية كان فارغا تماما في تلك الاثناء إلا مني فقد كان يوما هادئ والمسير سلس ولا عوائق او عقبات لكن إشارات السرعة تتوالى وتتغير بوقع متسارع فتهوي من 70 كم في الساعة الى 50 كم في الساعة في ثوان وقبل ان يعود إليك طرفك.

يبدو انني خدعت او تراخيت او استسلمت فلم اضبط مكابح السرعة على ايقاع الاشارات المتوالية فوقعت في شباك الاشارات المتشابكة او اوقعت.

لم اكن اعرف حينها انني أتجاوز الإرشادات فقد ظننت اني اصبحت حذقا وقادرا على استيعاب آليات الردع المروري بعدما تحصلت على كم هائل من المخالفات أثناء ذهابي الى العالوك عند كل صباح.

معظم المخالفات التي تحصلت عليها وقعت عند نقطتين مروريتين الأولى في انحدار شارع الاردن بعد تجاوز مستشفى الملكة علياء والثانية على نفس الشارع بعد جسر ابو نصير بمئات الامتار..

اليوم جاءني الاشعار بالمخالفة فتواصلت مع الامانة لأنني امضيت جل نهار الامس خارج عمان ولم امض في عمان سائقا الا بضع دقائق.. وقد ارتحت بعض الشيء لانني كنت مراقبا ولقدرة امانة العاصمة على تزويدك بالدليل اذا ما حاولت المحاججة.

يمكن للكاميرات ان تعرف أين نكون وماذا نعمل ومع من نكون لا لشيء بل حرصا على سلامتنا. كما بإمكان من يريد أن يعرف كل احاديثنا وما يدور في مجالسنا وغرف نومنا.

الحمد لله ان هذه هي المخالفة الأولى المسجلة لي بعد قانون العفو الذي شطب كل ما سبق. وأنها تذهب لسجل المركبة وليس السائق.. بعد ايام ساراجع دائرة الترخيص وانا اكثر اطمئنانا فستكون السنة الأولى التي ادفع فيها مخالفات اقل تضاف الى تكلفة التأمين والترخيص.

ما أعجبني اليوم انني أضفت الى البومات الصور صورة جديدة تظهر انني أسير لوحدي في شوارع عمان. لا اعرف لماذا خطر ببالي رواية باولو كويلو "الرابح يبقى وحيدا" ربما انه السجع او جرس الكلمات وربما لانني كنت افكر وحيدا طوال الطريق فرفيق رحلتي كان نائما طوال وقت الرحلة.