يلعب الانتماء العشائري دوراً محورياً في تشكيل الهوية الاجتماعية و السياسية للأفراد في الأردن.
وعلى الرغم من التغيرات الاجتماعية والإصلاحات السياسية التي تشهدها المملكة حالياً، الا انه يبقى للعشيرة التأثير الاقوى في الحياة اليومية و السياسية وذلك لاعتبارات اهمها ان الانتماء العشائري ترسخ كجزء لا يتجزأ من الثقافة الأردنية، حيث يرتبط الناس بعشائرهم بشكل وثيق، و هو ما يؤثر على تصرفاتهم و قراراتهم في مختلف المجالات، بما في ذلك المشاركة السياسية. فيظهر هذا النفوذ بشكل خاص خلال الفترات الانتخابية، حيث يتردد بعض الأشخاص في الانتساب أو الانخراط في الأحزاب السياسية بسبب ولائهم للعشيرة.
وبالتوازي مع ذالك؛ تدرك الأحزاب السياسية في الأردن أن العشائر تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة وقادرة على حشد الدعم الانتخابي. لذلك، تسعى الأحزاب إلى بناء علاقات وثيقة مع زعماء العشائر و كسب تأييدهم. مما يتطلب من الأحزاب تقديم تنازلات و ضمانات تلبي مصالح العشائر، وهو ما قد يؤثر على البرامج السياسية للأحزاب و توجهاتها إن وجدت.
هذا كله يؤثر سلباً على مشهد الاصلاح بحيث يعكس التعقيد الموجود بين الانتماء العشائري و المشاركة السياسية في الأردن، فيجد الأفراد أنفسهم ممزقين بين الولاء للعشيرة و الانخراط في العمل السياسي الحزبي في الانتخابات المقبلة، حيث من المتوقع في هذا الحدث المنتظر أن يُدلي الفرد في الدائرة المحلية بصوته للمرشح الذي حظي بتأييد العشيرة، و على القائمة العامة سيؤيد قائمة الحزب أو ائتلاف الأحزاب الذي أجمعت عليه العشيرة.
وبالنتيجة فإن الصواب ترسيخ هذا النهج سيعزز من دور العشيرة كقوة محركة في العملية السياسية، ويحد من فرص تحقيق مشاركة فردية حقيقية تعتمد على قناعات شخصية مستقلة عن الولاءات.
ومع استمرار الإصلاحات السياسية، يبقى السؤال حول كيفية تحقيق مشاركة سياسية أكثر إستقلالية ونضجاً بعيداً عن التأثير العشائري!.