المغفور له الشيخ خالد الماضي العيسى
أحمد عويدي العبادي
13-08-2024 07:39 AM
انتقل الى رحمة الله تعالى ( الاحد 11/8/2024 ) المغفور له بإذن الله الأخ والرفيق والصديق الوفي الشيخ خالد الماضي العيسى ( أبو الليث ) بعد معاناة طويلة مع المرض.
وبعد معاناة لم تنتهي مع قسوة الحياة والصراع مع لؤم السياسة وخذلانها لكل وطني , وبعد انتظار طويل لتحقيق الآمال التي ضحى من اجلها، والتي لم يَحِن أوانها بعد .
ووري جسده الطاهر في مسقط راسه في بلدته الدفيانة في البادية الشمالية في محافظة المفرق .
عرفت الشيخ خالد الماضي ( شخصيا ) منذ سنوات طويلة، متواضعا بسيطا كتوما عميقا حكيما هادئا صادقا وفيّا لأصدقائه ووطنه والعمل الوطني، لا يتأخر عن أي نشاط او عمل يخدم الأردن والقضية الأردنية، وكان إذا حالت ظروفه عن الحضور، يعلن مؤازرته عبر الهاتف
وجمعنا العمل الوطني في حب الله سبحانه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الأردن والاردنيين، وايماننا بالهوية الوطنية والشرعية الأردنية، ولم نختلف يوما في راي لان هدفنا واحد ومشروعنا واحد، وخلفيتنا الأردنية واحدة، ومعاناتنا واحدة .
الشيخ خالد الماضي رحمه الله سليل عشيرة عريقة وعميقة ( وهي العيسى والامراء اّل حيَّار ) وهم امراء الامارة الطائية الأردنية، التي لها بصمات كبيرة ومشرفة في تاريخ الأردن، عبر قرون عديدة ومتلاحقة على المستوى السياسي والعشائري والصراع بين الدول، أي بين المماليك غربا، والتتار الهمج شرقا في زمنهم، فحفظوا ساحة الأردن وأهله واستمراره وهويته من خطر جبهة الشرق مما يلي التوحش التتري المغولي قبل انحساره.
خالد الماضي أبو الليث رحمه الله سليل هذه العائلة العريقة والعشيرة العريقة وورث منها صفات الرقيّ بالأخلاق، وبعد النظر وحفظ التوازن عند التعرض للاختلال وتضارب الرياح العاتية، وهو قد رضع السياسة بالإرث التاريخي ، رجل نادر في شجاعته وصدقه وامانته وتواضعه وسموِّ اخلاقه , تراه وتسمعه فتحسبه غنيا بالمال لشدة تعففه وبعد نظره، وامانته وزهده وقناعته وتفاؤله بالأردنيين، انهم سيكونون شيئا ذات يوم طال الزمان ام قصر، كان يفهم اللعبة والمعادلات السياسية الأردنية والخارجية ، ولكنه ورغم التهديد والوعيد الذي لم يتغير ( ضده ) من معاقل الظلم والظلام ، فانه لم يتراجع ولم يقدم مبادئه للتجارة والمساومة ، ولم يقبل بمتاع الدنيا لقاء الاغراءات الزائلة والزائفة .
الشيخ خالد الماضي العيسى أبو الليث، جمع صفات البداوة النقية مع صفات الجندية الأردنية الاصيلة المشرِّفة في شخصه ومسلكه، فعرفت في شخصيته امانة الجندي الأردني ومكتوميته حيث خدم بالجيش الأردني الباسل وتقاعد منه برتبة مقدم، ومعها تعززت شخصيته بتربيته البدوية الأردنية القائمة على الكرم والكرامة والصدق والشجاعة والمكتومية ( أيضا ) والنخوة والتضحية من اجل الاخرين، دونما هروب من مغرم او طمع في مغنم، وكان الرجل الذي يمكن استيداع السر اليه ويذهب معه الى القبر، وكم من اسرار طواها كفنه واحتواها لحده رحمه الله، وكذلك كان .
خالد الماضي أبو الليث رحمه الله رجل صدق الله ما عاهده، وصدق مع نفسه وصدق مع الناس، رغم ان الصدق في عصرنا يجلب المتاعب كثيرا، وكان رحمه الله كثير الصمت قليل الكلام لكنه لا يجامل في القضايا الوطنية، ولا يتأخر عن أي مشروع او راي يخدم الأردن ويعيد الى وطننا الغالي ألَقَه الذي كان له في التاريخ، وإذا تحدث قال كلمته بصدق عمق دونما حساب للعواقب
لقد فقدنا رجلا كتوما حكيما عاقلا نادر الصفات، عصيّاً على الزوائد الدودية، أبيّاً على الانحناء لغير الله سبحانه، مترفعا على المتاجرة بالبضاعة المُزجاة، صاحب راي ومشورة، شجاعا كريما عفيف النفس واللسان زاهدا في هذه الدنيا مؤمن بالله سبحانه، وبالأخرة واليوم الاخر، مفعم بالأمل في أحلك ساعات اليأس، ومؤمن بوطنه، في أصعب لحظات الانكسار .
رحمه الله رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وألهمنا معهم جميعا الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون، وانني بدوري اتقدم وسائر افراد اسرتي، من اسرته واقاربه باحر التعازي وادعو الله سبحانه له الرحمة والجنة امين يارب العالمين.
رحمك الله يا با الليث واسكنك الفردوس الأعلى من الجنة امين يارب العالمين..
* بقلم د احمد عويدي العبادي ( أبو البشر ونمي ) .