لماذا اكتب؟! .. وهل تظن انك محور اهتمامي؟!
محمود الدباس - ابو الليث
13-08-2024 12:23 AM
بدايةً.. وكأي مواطن.. ابعث بتحية إكبار لكل صاحب قلم ولسان وطنيٍ حر.. نذر قلمه ولسانه لبناء مجتمعٍ قويٍ متماسكٍ نظيف.. غير مأجورٍ مأفون.. ولا راكب موجةٍ.. ولا باحثٍ عن الشهرة على حساب الحقيقة.. مرها قبل حلوها.. فلا يزين القبيح.. ولا يقبح الجميل.. ولا يهول الاحداث.. ولا يصغرها.. والى كل من يوجه البوصلة الى السلبيات لتصحيحها وتفاديها.. والإيجابيات لابرازها وتعظيمها.. لعلها تكون محفزة لكل شريفٍ بأن يقتفي اثرها ويستنسخها..
وككاتبٍ اقول.. نحن اذ نعيش في عالم تتداخل فيه الأفكار.. وتتضارب فيه الآراء.. ويظل السؤال الأهم هو.. لماذا أكتب؟!.. هل أكتب لأجل ما يرضي الذات.. أم لأجل ما يخدم القارئ؟!.. بالنسبة لي.. الكتابة ليست مجرد عملية إبداعية.. أو وسيلة للتعبير.. فحسب.. بل هي أمانة وثقة.. أضعها بين يديك.. عزيزي القارئ..
أكتب لكي أشاركك رؤيتي.. حول أمور قد تكون غائبة أو غير واضحة.. سواء كانت تلك الأمور تتعلق بظاهرة اجتماعية.. أو قضية سياسية.. أو واقع اقتصادي يؤثر في وطننا الحبيب.. الأردن..
فإنني أرى في الكتابة وسيلة لتسليط الضوء على ما يمكن أن يكون مهماً لك وللمجتمع... فعندما أضع قلمي على الورق.. او اصبعي على شاشة هاتفي.. فإن الهدف ليس مجرد سرد الأحداث.. أو التعبير عن الرأي.. بل هو محاولة لإيصال فكرة أؤمن بها بصدق.. ولأبين لك من خلال ما أكتب.. كيف يمكن أن تؤثر تلك الأفكار في حياتك وحياة من هم حولك..
نعم.. أنت محور اهتمامي.. وأنت سبب وجودي هنا.. لو لم يكن لديك قيمة في عيني.. لما كانت كلماتي تجد طريقها إلى الورق او الشاشة..
أكتب لك.. لأنني أريد أن أبث لك ما في داخلي.. لأبرئ ذمتي أمام الله.. وأكون قد بلغت وأديت الأمانة.. أريدك أن تستفيد من كل كلمة أضعها بين يديك.. وأن ترى فيها شيئاً من الخير الذي يمكن أن يسهم في تحسين واقعك..
أدرك أن بعض الأمور التي أتناولها قد لا تعجبك.. لكن من باب الأمانة وتنوع الأفكار.. أعتقد أنه من الضروري أن أقدم لك ما أرى أنه يستحق التناول.. حتى وإن كان في بعض الأحيان قد يثير تساؤلات أو نقداً.. فعندما أكتب.. فإنني أسعى إلى فتح آفاق جديدة لك.. ليس فقط لتوسيع زاوية نظرك وادراكك.. ولكن لتصحيح المسير إن لزم الأمر.. من خلال نقدك البناء لما أطرحه.. فالمنفعة متبادلة..
لقد عايشت الكثير من القضايا الاجتماعية.. والتي قد تكون بعيدة عن البعض.. ومع ذلك كانت بمثابة ناقوس يدق في أذهان من يقرأ.. مذكراً إياهم بضرورة أخذ الحيطة والحذر.. فأنا أكتب استناداً إلى تجاربي الشخصية.. ولأقدم لك تصوراً حول ما عايشته.. وبذلك أكون قد خدمت من يثق بي.. ويقرأ لي..
وفي النهاية.. هي أفكار وتحليلات نابعة من معترك الحياة.. أضعها في خدمة من يفتح قلبه وعقله لما أكتبه.. وعلى الرغم من أن عدد القراء قد يكون محدوداً.. فإنني أؤمن بأن كلمة خير.. قد تصل إلى شخص يحتاجها.. وتكون سبباً في تغيير إيجابي في مكان وزمان معين.. فالكلمة كالبذرة.. لا بد وان يأتي لها مكان وزمان ليُستفادُ منها..