رمضان ينقلب على الليبرالية ويهاجم السفارات .. وسجال العياصرة والمجالي ينتهي بادعم أو اصمت
12-08-2024 11:41 PM
عمون - عبدالله مسمار - محاضرة عقدت في صالون أمانة عمان الكبرى اليوم الاثنين تحولت إلى مناظرة، وأبى النائب السابق عمر العياصرة قلبها إلى سجال، فقبل رد الكاتب عبدالهادي راجي المجالي عليه، فيما ظهر العين خالد رمضان منقلبا على الليبرالية لكنه في ذات الوقت متمسكا بمبادئه بعد تقديم اعتذاره للأردنيين.
بدأ المشهد عند رمضان الذي استهل حديثه بتقديم اعتذاره للأردنيين، مؤكدا أنه إذا لم يفهمه الناس فذلك لا يعني أنه على خطأ بل عليه تغيير الحسابات، مشيرا إلى أنه ما زال متمسكا بمبادئه..
وقال إن النموذج الليبرالي هو من دمر في غزة، وقتل 40 ألف شهيدا فيها، منتقدا النهج الليبرالي.
وهاجم رمضان المنظمات غير الحكومية الـ NGOS والسفارات الدولية، قائلا: "اخترقتنا الـ NGOS والسفارات.. والسفارات فككت وعاثت فسادا في عقول الشباب باسم التمكين.. ثم بعثوا اسلحة لاسرائيل ولا استثني منهم أحدا".
وأكد أنه من يتعامل مع الأردن كوطن وليس "ساحة" ستكون وجهة نظره مختلفة اليوم، موضحا أن السابع من اكتوبر كان نصرا وأنجز في التاسعة صباحا يومها، وكل ما هو بعده صمود.
وربط العين رمضان السابع من اكتوبر بصفقة القرن التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي رفضها الأردن، معتبرها بأنها لم تكن صفقة بل إنذار للقرن وجهته الإدارة الأمريكية لفلسطين والأردن تقول فيه أنتم هزمتم في المنازلة التاريخية وأنتم مدعوون للإقرار بها.
وأضاف أنه لولا السابع من اكتوبر لما كنا نتحدث سياسة اليوم، ولكنه في ذات الوقت قال رمضان، إن الحديث في السياسة بهذا الوقت صعب جدا.
وبين أنه من لا يفكر بأن الأردن في عين العاصفة يحتاج إلى إعادة حساباته.
رمضان الذي اطلق على نفسه لقب رجل دولة، تحدث عن الرد الايراني المنتظر على الاحتلال الاسرائيلي بعد استشهاد اسماعيل هنية بعدم تفاؤل، موضحا أن الانتقام الاستخباراتي لاستشهاد هنية لن يكون اغلى من القائد الإيراني قاسم سليماني.
وقال إن ايران تقول بوضوح أنها لن تذهب إلى حرب مفتوحة مع الاحتلال الاسرائيلي، وكذلك وصف العقل الذي يدير المقاومة في لبنان بالراشد والواعي.
اما عن الوضع الداخلي في الأردن دعا رمضان إلى التمسك بالجبهة الداخلية لأن ما يحدث في غزة هو صفقة قرن عسكرية، وهي صراع بين خط التواب وخط الحرير.
وأضاف أن الأردن ليس مسجلا باسم عين ما او نائب او وزير او حتى رئيس وزراء ما ليعمل وحده في هذا الوقت، بل هو للجميع وعلى الجميع التركيز على هدف واحد لأن نهر الأردن يقع بين العين اليمنى والعين اليسرى.
ودعا رمضان إلى وضع كافة الاتفاقيات مع الاحتلال الاسرائيلي على الطاولة اليوم، وليس الغائها، لأن من يعتقد أن الوضع قبل 7 اكتوبر كما بعده فهو واهم.
وأكد أن أعين بن غفير ونتنياهو على عمّان تماما كما هي على غزة، داعيا إلى الصمت على كل الملاحظات الموجهة للحكومة حاليا والوقوف صفا واحدا مع الوطن.
النائب السابق العياصرة بدأ حديثا لم يعجب رمضان، مؤكدا على ضرورة دراسة عناصر قوة اسرائيل ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وقال إنه لم نكن نتوقع أن الاحتلال الاسرائيلي قادر على الدخول في حرب طويلة الى هذه المدة، وكذلك تصالح مع قتلاه، فلو كان ما يحدث في الميدان اليوم في وقت آخر للجأت اسرائيل الى انهاء الحرب.
وأضاف أن السابع من اكتوبر ادخل الجميع في ورطة "الأردن ومصر والأقليم وحتى الولايات المتحدة الأمريكية"، وفي ذات الوقت اشار العياصرة إلى أن ذلك ليس تقييما سلبيا بل قد يكون ايجابيا، فـ 7 أكتوبر اعادت القضية الفلسطينية إلى المشهد.
ووضع العياصرة علامات استفهام على الحالة العسكرية للمقاومة الفلسطيني في قطاع غزة، وتساءل "ما فائدة أن يقوم عمر المختارة بالثورة ثم يحكم القذافي"، داعيا إلى توحيد الصف الفلسطيني وانهاء الانقسام بالدرجة الأولى.
وبين أن الأردن حاول جر القاطرة العربية لكن عجلات هذه القاطرة فتركت، داعيا إلى عدم ظلم الأردن لأنه أصبح كبالع الموس على الحدين.
وأكد أن الحرب في غزة لن تتوقف ما لم يضع الاحتلال خطته لليوم التالي للحرب، مشيرا إلى أن الأيام القادمة لن تكون سهلة، وهناك ضرر اصاب المقاومة والبنية الاجتماعية مقابل الصمود الاسطوري.
حديث العياصرة اثار شهية مدير دائرة المرافق والبرامج الثقافية في الأمانة الكاتب عبدالهادي راجي المجالي، والذي استأذن بالحديث رغم أنه "المعزب"، طالبا من العياصرة دعم المقاومة او الصمت.
المجالي قال موجها حديثه للعياصرة بأن هذه المرة الأولى التي يحارب فيها الفلسطيني دون وكالة، فهو لا يدير معركته من الخارج، ولا يحدثها على أرض خارجية، وإنما يحارب بأيد فلسطينية على أرض فلسطينية وبسلاح فلسطيني، ولذلك ليس لأحد أن ينظر على المقاومة الفلسطينية، فإما الدعم او الصمت.
وأضاف أن حرب الكمائن التي تخوضها المقاومة الفلسطينية هي ذاتها التي مكنت الفيتنام من التحرر وهزيمة الجيش الأمريكي.
وطالب بعدم تقديم الاملاءات على الجيل القادم بل تركه ليختار هو ويحدد ما يريد، مؤكدا أن دعم المقاومة الفلسطيني لا يعني التخلي عن الوطنية.
أما ملامح رمضان خلال حديث المجالي فكانت سعيدة ومؤيدة للرد الذي طال العياصرة، وفي المقابل لم تعجب النائب السابق، والذي قرر عدم الرد على المجالي قائلا "هي بدها تصير سجال.. خلص انا اقبل ما قاله لي".