بالرغم من جهود التحديث السياسي، إلا أن معظم الأحزاب، سواء القديمة منها أو الناشئة حديثًا (ولا أعني هنا جميعها)، لم تستوعب بعد النهج الجديد الذي تم اعتماده. فكان النص موجهًا نحو أحزاب ذات برامج واضحة.
ما دفعني للحديث عن هذا الأمر هو انتشار صور المرشحين في مختلف أنحاء الوطن، مسببًا تلوثًا بصريًا واستياءً عامًا لدى الرأي العام من هذه النزعة الفردية.
وكأن صورة المرشح، التي لا يعرف عنه أحد، تمثل قوة انتخابية لقائمته العامة.
هذا الأسلوب لا يساهم إلا في إحباط الجهود الجماعية الحزبية التي تعتمد على البرامج الهادفة لتحسين مستوى معيشة المواطن الأردني وتقديم رؤية شاملة لكافة القطاعات.
كان من الأجدر أن تبرز الأحزاب هويتها وبرامجها ومسارها السياسي، لنعمل كمؤسسات حزبية على صناعة واقع جديد يختلف عن السابق. فعندما كلف جلالة الملك اللجنة الملكية بتحديث المنظومة السياسية، كان الهدف الرئيسي هو وضع إطار تحديثي سياسي يتماشى مع دخول الدولة الأردنية في مئويتها الثانية، وإبراز تيارات تتنافس بالبرامج لا بالأشخاص الذين لا يملكون إلا نشر صورهم على جوانب الطرق.