في حضرة ابو صالح الواهب الود .. للموت جلاله!!
أحمد سلامة
12-08-2024 02:38 PM
بكاؤكما يشفي وان كان لا يجدي…
فجودا فقد اودى نظيركما عندي !!!
الا قاتل الله المنايا…
هذا اول بكاء ابن الرومي حين فقد ولده، ولم اجد غضاضة في استعارته، تعبيرا عن حزن ياخذ طابع الوطني في افتقادنا (للابي ابن الابي صالح بن رجائي)
إني عرفتهما الاب النبيل والابن المهذب والعم الصديق رمزي وهم نعم اهل الود، ونعم الوطنية صفة لهم آل المعشر الكرام، وبناة وطن، ودعاة وحدة، وراية بلقاوية تسند الوطن غربيه قبل شرقيه بالطيب والحب والخلق..
ايها الصديق الكبير الانبل رجائي صالح المعشر.. اسعفك الله بالصبر، فانت الجبل العلي الذي ارتفعت انظار كل جيلنا كي نتعلم من خلقك خلقا، ومن وطنيتك وطنية، ومن ولائك الصافي للعرش درسا خالدا مشى عليه الاحبة..
يا ايها الـ رجائي، ايها الصخر البلقاوي المجيد تجمد واتخذ من ايمانك بالله ملاذا، واعلم ان وجدك وتعلقك بروحك (صالح) تخر له الجبال وتبكيها السهول والسهوب دما ودمعا..
لكن الله هو الواهب، والله سبحانه هو الحكيم، وله اسبابه التي نتبصرها لاحقا…
اعلم ايها الصديق الكبير ابو صالح ان الاردن كله معك، ويترحم حد الوجع على فقيدنا جميعا ويدعو لك بان يكون الله معك ومع الصابرة شريكة العمر الصامدة الكبيرة ام صالح..
من من الاردنيين لم تمتد له يدك بالطيب.. من من الاردنيين تخلو حياته من حدوثة او حكاية او قصة مع (رجائي).. سبحان الله، حين رددت العرب دوما حكمة الكبير الفاروق عمر (لكل امريء من اسمه نصيب) واي نصيب اكبر من (الرجاء) !؟ واي رجاء احب الى النفس من (الصالح)
الموت حق.. ومن يؤمن بالحياة يرى في الموت عظة وحكمة، وفي المنتهى كلنا زائلون، لكن من يهبه الله سمعة مثل سمعتك، ونورا وطنيا مثل نورك، فتلكم هي العظة…
إن على الراحلين ان يتذكروا قيمة ما يتركونه للباقين… والله اشهد، أنه منذ الجيل الاول (صالح الجد) مرورا برجائي الابن وصولا لـ صالح الذي اثر محاكاة الحياة بالموت النبيل في هذا الظرف الذي تساوت فيه حياتنا بمماته ولا فرق فان ذلك هو العظة
وما تركه من حسن خلق وذكرى حنونة في كل ازقة عمان وحيثما حل مبدعا في عمله كريما في خلقه حنونا مثل ابيه على كل من احتاج لكفه الدافئة، لم يميز ولم يتعب صالح في تحديد هويته، ان كانت وطنية او جامعة او مانعة، كانت هويته مثل ابيه (انسانية السمو، هاشمية الولاء، سلطية الخلق)
من مات دون اهله فهو شهيد، ولقد راح بعيدا باحثا عن شفاء واختاره الباري لجواره…
يرحمه الله…
اما انت يا ابا صالح.. فلك فينا ذمة ولك في اعناقنا دين ان ندعو الله لك بالصبر والايمان وان يهبك القدرة على الترحم لولدك الذي هو قرة العين والتي غيابها عن العين ابتلاء لكنك اشجع الرجال واصدق الرجال واحن الرجال عرفناك منذ قرابة النصف قرن
تلك صورتكم الطالعة في عمان والسلط مثل الشمس اول ما تستحم في بحر السماء..
مروان عبد الحليم النمر الحمود، الله عليك يا بو العبد واسطة العقد ومجمع الخلان وواهب الاردنيين كلنا اعذب الصفات (التسامح وتادية الواجب) ورجائي صالح المعشر (ابو صالح) سيد النخوة، ورجل الاباء وسيد التلبية كان رجائي هو (الملبي) للاردنيين، وجابر عثرات كرامهم، والحادب على محتاجهم.. كانا يشبهان بعضهما (مروان ورجائي) مثلما كان عبد الحليم وصالح
للسلط حكمها واقوالها.. تقول السلط (الاصل بونس) وهل هناك صيت اردني يعلو على صيت عبد الحليم النمر وصالح المعشر؟!
كان الثالث فارس سليمان النابلسي (ابو سليمان) يرحمه الله اول الروح الوطنية، دماثته، وحسن طلته، وحلاوة قوله، وجمال هيبته
كان هذا الثلاثي النبيل قد تعرفنا عليه حين قدمنا اليهم عميدنا وعمدتنا وصانع ثقافتنا الوطنية التي خلت حوافها من اية حدة او من غمز غير محمود.. كان محمود كايد الضرغام الحياصات (ابو العزم) ختيار المجموعة وحكيمها ما بخل علينا لحظة نحن شبيبة الراي في منحنا الفرصة لمجالسة الكبار والتعلم منهم…
وكان معهم دون غياب صاحب الكف البيضاء بالجود والكرم ومرسل النكتة الوطنية النابهة التي تنتقد ولا تجرح تلفت النظر ولا تحرج!! انه سليمان عرار ابن الجنوب المعاني الجميل.. وكان معهم كذلك المرحوم صالح الجيرودي (ابو صخر) صاحب الفقه القانوني الذي لا يبارى
هل غاب غازي ابو حسان عن هذه الاجواء عميقة الدلالات.. لقد ظل هو الظل والخل والصديق لـ ابو صالح على المدى ويتداخل مع الشلة او المجموعة او النخبة السلطية الاسمى… كانوا في تلافيفها في عمان كما السلط كانوا مع الجميع كأنهم الجميع لم يستطع احدا ان يكون في عمان من بعدهم كما كانوا كانوا اصدقاء للجميع وحبهم بحجم الوطن العربي كله لم يروا في الوطن حارة او هوية مغلقة
كانوا مبشرين بروح السلط ومنتمين لجبال نابلس ويزورون دمشق ويهوون بغداد ويحبون نذير رشيد ويتسامرون مع عزيز جاسر
عزيز جاسر، روح السلط وذاكرتها الخالدة، حين خلد بمداعبته الحنونة حين توزر مروان ورجائي أول مرة وابرق لدولة رئيس الوزراء (زيد الرفاعي) امده الله بالارادة شاكرا لان بنات السلط يستطعن المشي بحرية بعد ان اخذ (الشباب) الى عمان كان عزيز بطريقته يؤرخ للسلط ان ابنائها الشباب قد اتخذتهم الدولة عونا في استيزارهم
أي روح انت يا رجائي صنعت في عمان ونثرت الحب في السلط وكل ارجاء الوطن!؟
أي جبل من مكارم صنعتم يا بناة الوطن ويا صناع الحب السلطي في عمان!؟
سلام عليك ابا صالح، حين ودعت رفاق العمر واحدا تلو الاخر محمود وفارس ومروان وصالح وسليمان.. وسلام عليك حين ذرفت دمعة الوداع على الحسين صانع الحب والمجد، فافتقاد الاحبة ليس غريبا على الكبراء وانت اولهم والحزن النبيل يليق بالنبلاء مثلك والمحن لا تفرض تحديها الا على ذوي الهمم العالية وانت ذو الهمة يا رجائي يا ابا صالح
كل الاردن حزينة لحزنك
وندعو الله بقلب المحبين
ان يكون مع ام صالح ومعك ومع رمزي
ومع كل ال المعشر الاطهار
والبقاء للذكرى الحميدة بأمر من الله سبحانه والبقاء لك ايها الصديق النبيل