الحديث واضح وصريح، وهو موجه الى كل من ايران وإسرائيل وذلك في ظل التهديدات المتبادلة بينهما ..
الحديث صدر من رأس الدولة الأردنية، من جلالة الملك حفظه الله موجهاً كلامه الى مساعدي اعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ..
وهو لسان حال الحكومة والشعب على حد سواء ، وهو قرار نهائي لا رجعة فيه..
فالدولة الأردنية دولة مستقلة ذات سيادة لا تقبل أن يتم التدخل في شؤونها الداخلية والخارجية، ولا تقبل ان يكون سمائها او ارضها او بحرها وبالأحرى داخل حدودها الجغرافية، لا تقبل ان تكون ساحة صراع او مكان انطلاق او مرور الصواريخ او المسيرات او الطائرات الحربية او استخدام خليجها في مواجهة اي من طرفي النزاع .
الأردن حدودها الشمالية والشرقية والجنوبية الغربية محمي بقوات حرس الحدود وهي التي اول ما تشتبك مع اي اختراقات عسكرية او غير عسكرية الحدود وهي قوات حماية وإنذار وقتال مدعمة بالأسلحة ومدعمة بإسناد جوي وقوات مدرعة .
وسماء الأردن محمي من قبل سلاح الجو الأردني وهي جاهزة للتصدي إلى اي اختراق جوي من قبل طرفي النزاع .
القوات المسلحة الأرنبية المشتركة على اهبة الاستعداد العسكري، وهي جاهزة للتعامل مع اي عملية احتراق ارضي او جوي مهما كان نوعه ومن اي جهة ياتي سواءاً من ايران أو اسرائيل.
هذا القرار الواضح الجلي وجه رسمياً الى كل من ايران وإسرائيل على حد سواء وقد تم ابلاغ أمريكا بهذا القرار ..
لماذا هذا القرار الأردني ؛
الأردن بلد حدودي مع فلسطين المحتلة وتلك الحدود تسيطر عليها إسرائيل بشكل مباشر والأردن كذلك لها حدود من العراق شرقاً والتي تسيطر عليها بشكل غير مباشر ايران ..
والأردن لها حدود مع سوريا والتي ايضا تسيطر عليها ايران..وخاصة حدود جنوب سوريا ..
إذا نحن امام حدود ملتهبة تحتوي على جماعات مسلحة وميليشيات مسلحة وجماعات ومجموعات مسلحة تابعة لايران ..
إضافة الى هذه القوى المسلحة في هذه الدول فانها فاقدة السيطرة على حدودها وهي مناطق مفتوحة تسيطر عليها مجموعات متضاربة في قياداتها وتابعيتها وكذاك فهي تحتوي على مصانع ومراكز صنع وتهريب وتجارة المخدرات الأسلحة والمعدات العسكرية ..
تسعى ايران مراراً وتكراراً الى الحصول على موطيء قدم لها في الأردن وهدفها ليس اسرائيل بل هدفها اكمال مشروعها التوسعي والعمل على جعل الاردن كما هي لبنان وسوريا والعراق تدب فيها الفوضى وتتشكل داخلها الجماعات المسلحة والميليشيات الانقلابية متذرعين بانهم يريدون الوصول الى اسرائيل متناسين ان مناطق وطرق العبور مفتوحة على مصراعيها من سوريا ولبنان وهي اضافة إلى ذلك فانها ( اي ايران ) تسيطر على تلك الدول وقد عاثت فساداً وقتلاً وتدميرا ضد الشعب السوري مناصرة للنظام السوري..
ايران تسعى إلى نقل المعركة من أرضها إلى اراضي الدول العربية والاردن تحديداً وهي تخشى على نفسها وعن اذرعها ودفاعاتها المتقدمة في العواصم العربية، من استخدام الأراضي السورية والأراضي اللبنانية بشكل مباشر فهي تعطي التوجيهات لان تبقى قواعد الاشتباك على وتيرة واحدة والى حد معين لا يمكن ان تتعداه ..كما هي عمليات الرد وضد الرد فيما بين حزب الله وإسرائيل، فايران مصالحها فوق كل اعتبار والعداء التقليدي بينها وبين إسرائيل وامريكا منذ أربعون عاماً معروف ومعلوم لدى كل السياسيين والمراقبين.. تصنع هذا العداء المستمر نزولاً وصعوداً حسب مصالحها السياسية والاقتصادية.
ايران تسعى الى ايجاد حزب مسلح تابع لها وفتح فرع جديد لحزب الله على الارض الأردنية او تاسيس فرع للحوثيين من اجل الاستحواذ على السلطة وايقاف الحياة السياسية كما هو في لبنان وسوريا وتدمير الوطن وإدخاله في اتون صراعات داخلية لا ولن تنتهي ..
انه في حال استخدام اجواء الأردن او أراضيه من قبل طرفي الصراع ( ايران وإسرائيل) فان ذلك يعني ان المعركة الجوية ستكون في سماء المملكة وهذا من شأنه حتماً وقوع وسقوط القذائف والطائرات على ارض ألاردن الأمر الذي سينجم عنه سقوط ضحايا للسكان وتدمير كبير للمدن .
في حال تم استخدام اجواء المملكة فان ذلك من شأنه اسقاط الصواريخ الباليستية والموجهة الجوية والأرضية بعيدة المدى والتي تحمل كميات كبيرة من المتفجرات على ارض الوطن مما سيكون له اكبر الخطر على الشعب والبنى التحتية والمناطق الحيوية ..
كما ان استخدام سماء الأردن من شأنه اسقاط الطائرات المسيرة بإحجامها الكبيرة وحمولتها المتفجرة على مدن الأردن ..
في حال استخدام سماء الوطن ان يكون منطقة صراع من شأنه ان يستغل ذلك الحدث باختراق المليشيات والجماعات المسلحة بقوات محمولة ومدولبة وغيرها حدود الوطن الشمالية والشرقية وبكميات كبيرة وذلك للوصول إلى مراكز المدن والتغلغل والانتشار والتمدد داخل الوطن وصولاً إلى العاصمة عمان ..
سيتم استغلال ان تكون الأردن ساحة حرب من قبل تجار المخدرات وتهريب اكبر عمليات التهريب وإغراق الوطن بالمخدرات بمختلف أنواعها وأشكالها وسيكون الهدف هو تهريبها الى دول الخليج وخاصة السعودية .. ومن المحتمل ان ستكون هناك اشتباكات على الحدود السعودية في حال وصول المهربين والجماعات المسلحة الداعمة لها الى الحدود السعودية.
إذا، فمن المعلوم والمفهوم ان هدف ايران ليس اسرائيل بقدر ما هي الأردن تحديداً فهي لطالما سعت وتسعى إلى خلق الفوضى من اجل تدمير وتخريب هذا الوطن وجعله وطن وموطن للجماعات الطائفية والجماعات المسلحة واعادة ازدهاره وما وصل اليه إلى العصر الحجري وزرع الطائفية والتطرف والعنصرية بين شعبه مستخدمين قبور الشهداء للمعارك الاسلامية وتحويلها إلى مراقد وحوزات لللطم والضرب والغناء والعويل والنحيب ووجهه للحج الشيعي ..كما هو معمول به بالعراق الان ومن ثم سوريا ..
ولا نبرئ دولة الاحتلال الإسرائيلي التي لطالما وما زالت تسعى ان تكون الأردن وطن بديل والمحاولات مستمرة لتهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن وخلق نكبة جديدة… بل خلق واقع جديد وطي صفحة حل الدولتين والذي هو مطلب أساسي ورئيس للدولة الأردنية حفاظاً على حقوق الشعب الفلسطيني وحفاظاً على حقوق الشعب الأردني على حد سواء .
الأردن يعاني الان ومتأثر اشد التأثير بهذه الحرب الدائرة بين المقاومة والاحتلال في غزة وما يحدث في الضفة وكذلك حالة الصراع الدائم وما ستنجم عنه ردود الفعل بين كلاً من إسرائيل وايران.. فمن باب اولى ان يحرص الأردن على عدم التصعيد وعدم استخدام ارضه وأجواءه وحدوده كمناطق للصراع ، وهذا يجب ان يكون قول الفصل الذي لا يمكن التنازل عنه .