عشرة اشهر من الخداع الاسرائيلي بغطاء امريكي وتواطؤ اوروبي ،لمفاوضات عبثية هدفها الظاهري التوصل الى اتفاق حول صفقة تبادل شاملة للاسرى والمعتقلبن ووقف دائم للحرب الاسرائيلية على غزة،بينما هدف المفاوضات الحقيقي ،شراء وكسب الوقت حتى يحقق العدوان الاسرائيلي العسكري على قطاع غزة اهدافه التي حددها نتنياهو بالنصر المطلق، لكن تلك الاهداف المعروفة للجميع، سقطت امام الهدف الاستراتيجي غير المعلن لهذا العدوان الوحشي البربري على الشعب الفلسطيني ،وهو ابادة اهالي قطاع غزة بالكامل ديمغرافيا وجغرافيا، واجتثاث سلالة سكان قطاع غزة بشكل نهائي ،وعدم السماح لهم بالانجاب والتكاثر السكاني من جديد،لانهم الوحيدون على وجه الارض الذين هزموا جيش الاحتلال وأذلوه وأهانوه وأسقطوه عسكريا في السابع من اكتوبر الماضي ،وما تلاه خلال المعارك التي دخلت شهرها العاشر وما تزال مستمرة.
اسرائيل العميقة وامريكا العميقة ايضا ،ومعهما دولا اروبية ،بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا ،اضافة الى كندا واستراليا وغيرها، يرون استراتيجيا، بأن الفصيلة البشرية في قطاع غزة ،وهذا النوع من الآدميين في القطاع ،الذين تفوقوا على الشجاعة والبسالة والصبر والعناد والصمود والذكاء والحكمة والقيادة والتصميم والارادة والاصرار، يجب ان تقتلع من جذورها ،كونها تشكل خطرا وجوديا حقيقيا على الاحتلال في فلسطين، وان الجنين الذي في بطن امه في قطاع غزة ،او الفتاة والسيدة والانثى عموما ،التي يمكن ان تتزوج وتنجب ،والذكر كذلك بغض النطر عن عمره ،هو ايضا سوف ينجب ،مما يؤدي الى التكاثر الطبيعي لعدد سكان القطاع،فهؤلاء جميعا يجب قتلهم وابادتهم بلا رحمة ،حتى لا يهددوا وجود الكيان مرة اخرى، وفقا لعقيدتهم.
هذا هو المخطط الاستراتيجي الفعلي والحقيقي، الذي تعمل على تنفيذه حكومة نتنياهو بغطاء امريكي وشراكة امريكية كاملة وشاملة.
عملية التفاوض التي تسمى زورا مفاوضات، ليست الا كذبا وذر الرماد في العيون وضحك على الذقون، هدفها اطالة امد الحرب لتنفيذ مخطط الابادة الشاملة لسكان القطاع ،وهم يتعاملون مع العرب بطريقة بناء الوهم ،يوصلونهم الى النبع ويعودوا عطشى ،اي انهم يدعون قرب التوصل الى اتفاق، ثم يعودوا الى نقطة الصفر بسبب الاعيب نتنياهو القذرة،المتفق عليها مسبقا.
القنابل والصواريخ الامريكية التي القيت على مدرسة التابعين في غزة،وقت صلاة الفجر والنازحين في المدرسة يصطفون للصلاة، تستخدم للمرة الثانية في الشرق الاوسط ،الاولى كانت في ملجأ العامرية في بغداد،وقد شهادت بعيني هياكل الاجساد الذائبة من الشهداء العراقيين المدنيين على جدران الملجأ، ومن يشاهدها يستطيع ان يحدد جنس وعمر الشهيد.
هذه الصواريخ والقنابل تصهر الاجساد وتمزقها اربا ،لانها ترفع درجات الحرارة الى اكثر من سبعة الاف درجة مئوية ،وتوزن حوالي الفي رطل من المتفجرات ،هذا هو الاجرام الامريكي الاسرائيلي بعينه ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
كثيرون يعرفون هذه الحقيقة المرة،لكنهم يجترونها رغم مرارتها وقسوتها،اما لضعف فيهم او لتخاذل وتواطؤ.
المفاوضات التي يتحدثون عنها ليست الا سرابا لا يوصل ابدا الى ماء، ولا يعدو كونه تسلقا للفضاء وسباحة في الهواء واضاعة للوقت،بهدف تمكين الاحتلال من مواصلة الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
ولو كانت هذه المفاوضات جدية، لماذا لا تدافع واشنطن عن مقترح بايدن ،الذي اخذ صيغة قرار في مجلس الامن الدولي بالاجماع، للاتفاق على صفقة التبادل ووقف دائم للحرب، وتعمل على الزام اسرائيل بتنفيذه،وهو مشروع ومقترح تبناه الرئيس الامريكي بايدن بنفسه.