facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بماذا همس ؟


12-08-2024 07:22 AM

نعيش في زمن تزدحم فيه الشاشات الصغيرة والكبيرة.. بأخبار ومعلومات لا تنتهي.. فيخرج علينا بين الحين والآخر من يزعم امتلاك مفاتيح الأسرار العالمية.. وأسرار الدولة.. يدعي معرفة ما يدور في الكواليس بين رؤساء الدول.. وكبار المسؤولين.. يتحدث هؤلاء وكأنهم كانوا حاضرين في الغرف المغلقة.. يسمعون همس الكلمات.. ويدركون عمق النوايا.. يبنون قصصهم على معلومات متفرقة.. ربما تصلح لتكون حبكات أفلام درامية.. لكنهم يروجونها كحقائق لا تقبل الشك..

حين يتحدث أحدهم عن لقاء لم يُعلن عنه بين مسؤولين.. أو زيارة غير معلنة لمسؤول إلى دولة ما.. تجدهم ينسجون من تلك الخيوط الرفيعة.. حكايات مليئة بالإثارة والتشويق.. وكأن العالم بأسره بات مسرحاً لمؤامرات لا تنتهي..

لكن السؤال الذي ينبغي أن نطرحه على أنفسنا هو.. كيف يمكن لشخص يعيش بعيداً عن دوائر السلطة.. أن يكون مطلعاً على أسرار قد تكون مصيرية؟!.. وهل يمكن أن يكون المسؤول الذي يتعامل مع أمور بالغة الخطورة بهذه السذاجة.. ليبوح بأسرار الدولة لغير الموثوقين؟!..

إن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون هي.. أن الأمور التي تتعلق بمصير الشعوب والدول.. لا تُناقش على المقاهي أو عبر الهاتف.. بل تُحاط بسرية تامة.. ولا يعرف خباياها سوى قلة قليلة من الموثوقين.. وإذا افترضنا جدلاً.. أن هناك من حصل على معلومة ما.. فهل من الحكمة أن يبثها على الملأ دون اعتبار للتبعات؟!.. الا اذا كان يريد فقط خلق الفتنة او البلبلة..

المثير في الأمر هو.. أن هؤلاء الذين يدعون معرفة الأسرار.. غالباً ما يعيشون في المنفى القسري.. أو خارج بلادهم.. فيروجون احيانا لمعلومات قد تكون صحيحة جزئياً.. لكنهم يضخمونها.. ويضيفون إليها من خيالهم ما يثير الفتنة ويزرع الشك في نفوس الناس.. إنهم يستخدمون حبات قليلة من الحقيقة.. لبناء أبراج من الأكاذيب.. في محاولة لجذب الأضواء.. ورفع عدد المتابعين.. غير مبالين بما قد تسببه تلك الأكاذيب من ضرر..

إننا نعيش في زمن يُباع فيه الوهم على أنه حقيقة.. وتصبح الشائعات أخباراً موثوقة في أذهان البعض.. لكن على المواطن العادي والمثقف على حد سواء.. أن يكون واعياً لهذه اللعبة.. علينا أن ندرك أن الكثير مما يُنشر.. ما هو إلا محاولات بائسة لبث الفوضى وزرع الفتنة بين الناس.. وأن الحقيقة غالباً ما تكون أكثر بساطة.. وأقل درامية.. مما يحاولون إيهامنا به..

وفي الختام اقول.. تبقى المسؤولية على كل فرد منا.. أن يتحقق ويتثبت قبل أن يُصَدق.. وأن يرفض أن يكون أداة في يد من يسعى لزعزعة استقرار المجتمع.. فلنتذكر دائماً أن الحقيقة ليست بضاعة تُباع على أرصفة الإنترنت.. بل هي جوهر نقي يجب أن نحميه من التلوث..

وعودة لعنوان المقال.. أقول.. مَن الذي يستطيع أن يسمع همس الملك للأمير؟!.. ولو أراد الملك أن نعلم ما قاله لما كان همس أصلاً.. ولعقد مرتمراً صحفياً بذلك..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :