facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معمودية الدم والنار


مالك العثامنة
12-08-2024 12:25 AM

في عالم الفيسبوك الافتراضي، حين يتم عرض منتج ما للبيع، أو خدمة ما بمقابل مالي، مصحوبة بصور "لا تمت لا للمنتج ولا للخدمة بأي صلة فعليا"، تركز التعليقات المعجبة بالمنتج الوارد في الصورة طبعا على السعر المطلوب، ويكون الرد دوما "السعر عالخاص". وهذا يعني أن البازار كله بين عرض وطلب وتسعير ومفاصلة سيكون في الرسائل الخاصة بعيدا عن العموم. ولهذا أسبابه التي لم أفهمها جيدا، لكن جل ما عرفته أنه تحايل قانوني على القانون.

في عالم الشرق الأوسط الواقعي والأقرب إلى الخرافة أحيانا، يحدث نفس الشيء تقريبا اليوم.

فالبازار الحقيقي بكل ما فيه من مشاريع تسويات كله "على الخاص" بعيدا عن الصفحة العامة التي تضج بالأزمات والحروب والاشتعالات والحرائق.
التصريحات السياسية هي تلك الصور التي لا علاقة لها بالمنتج فعليا، والأجوبة الحقيقية على الأسئلة الجدية لا يمكن رؤيتها في المؤتمرات الصحفية والبيانات المشتركة، مكانها في الأروقة الخلفية غير المرئية والغرف المغلقة التي لا يعرف عنها العموم ومخفية عن الصحافة إلا عن كهنة التسريبات من كبار الموثوقين في الصف الأذكى من الصحفيين والكتاب، وهؤلاء دورهم وظيفي ومهم ولا يتحمل الخطأ في توقيت التسريب وصياغته بذكاء.
ما أقرأه "وقليل مما أعرفه" عن الوضع الراهن حاليا في الشرق الأوسط أن التسويات جارية بهدوء تشوبه بعض المطبات الجوية غير المتوقعة خلف الأبواب المغلقة وفي أماكن آمنة جدا بين جميع الأطراف، منها ما هو مباشر، ومنها ما هو عن طريق طرف ثالث.
إيران، وبشكل أدق جناحها الإصلاحي "الصاعد بقوة الدفع غير الذاتي" معنية جدا بالتسويات مع واشنطن والغرب عموما، تسويات لو تمت ستفتح أبواب بلد شاسع المساحة لأسواق عالمية يحتاجها كما تحتاجه، خصوصا أوروبا التي استعجلت عام 2016 وضع إستراتيجتها مع إيران بعد الاتفاق النووي، فكشفت في تلك الإستراتيجية المنشورة على الموقع الرسمي للاتحاد حجم التريليونات التي ستستفيد منها لو لم تبتر إدارة ترمب تلك الفرحة الأوروبية- الإيرانية.
التسويات هذه المرة تجري بإعادة توزيع الكعكة الكبيرة بشكل أكثر شمولا، والتسويات تنتظر ساكن البيت الأبيض الجديد، والتحولات المتغيرة في الحرب الروسية – الأوروبية "الأوكرانية".
هناك غرف مغلقة مجاورة تعمل على ترتيب الوضع السوري، وإعادة توزيع القوى في تلك الجغرافيا المقسمة بين قوى نفوذ متعددة، وروسيا التي أنهكتها حرب أوكرانيا مؤخرا، مستعدة لتقديم تنازلات تتضمن التضحية بالحلفاء إلا تنازلا واحدا ستحارب العالم من أجله، نفوذها الجديد على البحر المتوسط في الساحل السوري، مجال حيوي وحلم تحقق منذ القياصرة بمياه دافئة.
المليشيات "جميعها بلا استثناء" كانت أدوات الجميع، والتفاهمات صارت قريبة على الإجماع بانتهاء صلاحية تلك المليشيات للعودة إلى استقرار من نوع جديد يخدم المنتصرين ويكبح جماح غضب المهزومين حتى لا تبقى أي نار تحت الرماد بعد "اليوم التالي"، فإما تفكيك نوعي وشامل أو إعادة تأهيل سياسي يسمح لبعض تلك المليشيات بالمرور نحو المستقبل بصيغة "حركات سياسية".
الطريق ليست سهلة، وحاصل الفرق والجمع والطرح والقسمة سيساوي دما كثيرا في قادم الأيام.. لكنه الشرق الأوسط، معمودية الدم والنار.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :