facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




صفحة من تاريخ الاردن 19


08-08-2007 03:00 AM

بعد وفاة الخليفة عمر ، اثر طعنه بينما كان يصلي بالناس في المدينة عام 23هـ 644م ، تولى الخلافة بعده عثمان بن عفان ، الذي استمر حكمه إلى عام 33هـ 656م ، وقد بقي معاوية في زمن عثمان واليا على الشام . وبعد مقتل عثمان انتخب علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، وقد اتهم بالتهاون مع قتلة عثمان ، فقام معاوية ببلاد الشام يطالب بدم عثمان ، فأراد الخليفة علي عزله إلا انه أبا ، فقرر الخليفة أن يسير لقتاله ، إلا انه فوجيء أيضا بمخالفة طلحة والزبير وعائشة وتحولهم إلى العراق ، فاضطر لمحاربتهم في معركة الجمل واخذ بيعة أهل البصرة ، ثم اتجه إلى الكوفة وجعلها عاصمة للخلافة بدلا من المدينة ليضمن وقوف العراقيين إلى جانبه في إخضاعه لمعاوية . وفي 36هـ 657سار الخليفة علي لمحاربة والي الشام معاوية ، الذي أعلن العصيان ، فتقابلا في صفين جنوبي حلب ، فتقاتلا لمدة ثلاثة أيام ، وقد أحرز علي نصرا مبينا على جيش معاوية ا، حيث تفرق جيشه خلا حرسه ، وكان قائد حملة علي الأشتر النخعي ، وبينما كان الأشتر على وشك القضاء على حرس معاوية ، إذ بالمصاحف قد رفعت على رؤوس الرماح ، من قبل جيش معاوية ، بتدبير من عمرو بن العاص ، قائلين : هذا كتاب الله بيننا وبينكم . فكان أن اختلف أصحاب علي فريق أراد الاحتكام لله وفريق أراد القتال على اعتبار أن رفع المصاحف مكيدة . فأرسل الخليفة علي الأشعث بن قيس ليسأل معاوية عما يريد فقال معاوية للأشعث : نرجع نحن وانتم إلى ما أمر الله في كتابه : تبعثون منكم رجلا ترضونه ونبعث منا رجلا ، ثم نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله ، ثم نتبع ما اتفقا عليه . فلما عاد الأشعث واخبر عليا رضي الناس بالحكم بكتاب الله . فانتخب أهل الشام عمرو بن العاص وانتخب الخليفة علي أبا موسى الأشعري. رغم أن علي بن أبي طالب أراد عبد الله بن العباس أو الأشتر النخعي . ثم كتب الفريقان عقد التحكيم إلا أن الأشتر النخعي رفض فكرة التحكيم واعتبرها مكيدة لتحويل نصر جيش الخليفة إلى هزيمة .
وقد كان معظم أهل الشام مع جيش معاوية في صفين بما فيهم أهل الأردن ؛ فقد كان عبد الرحمن القيني على رجالة الأردن ، وحبيش بن دلجة القيني على قضاعة الأردن ، ومخارق بن الحارث الزبيدي على همدان الأردن، ويزيد بن أبي النمس الغساني على غسان الأردن ، وحسان بن بحدل الكلبي على قضاعة الأردن .
وفي 37هـ 658م اجتمع الحكمان في أذرح من بلاد البلقاء بجنوبي الشام قرب معان ، ولا يزال الجبل أو الربوة التي وقف عليها الحكمان تعرف إلى اليوم بجبل الأشعري ، نسبة لأبي موسى الأشعري . وقد اتفق الحكمان على خلع الخليفة علي والوالي معاوية وترك الأمر شورى ليختار الناس غيرهما خليفة للمسلمين ، وقد وقع على كتاب التحكيم في اذرح من رجالات الأردن حمزة بن مالك الهمداني ، وسبيع بن يزيد الهمداني ، ويزيد بن الحر الثقفي، ويزيد بن عمرو الجذامي ، والحارث بن زياد القيني ، وعاصم بن المنشر الجذامي . فقد دل ذلك على أن قضاعة الأردن وكلب والقين وقيس وهمدان وجذام تشكل عماد جيش معاوية في صفين .
وبعد ان اتفق الحكمان على التحكيم ، وقفا على الربوة لإخبار الناس بنتيجة التحكيم ، فتقدم أبو موسى الأشعري وقال : أيها الناس إنا قد نظرنا في أمر هذه الأمة ، فلم نر أصلح لأمرها ، ولا الم لشعثها من أمر قد اجمع عليه رأيي ورأي عمرو وهو أن نخلع عليا ومعاوية ، وتستقبل هذه الأمة هذا الأمر فيولون منهم من أحبوا ، واني قد خلعت عليا ومعاوية ، فاستقبلوا أمركم ، وولوا عليكم من راءيتموه لهذا الأمر أهلا. ثم تنحى واقبل عمرو بن العاص فقال : إن هذا ما قد سمعتم ، وخلع صاحبه ، وأنا اخلع صاحبه كما خلعه ، واثبت صاحبي معاوية فانه ولي عثمان والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه . فتنابز الحكمان وانصرف أبو موسى من فوره إلى مكة .
ولم تستقم الأمور لمعاوية خليفة إلا بعد عام 40هـ660م . حيث رفض علي ما حدث في التحكيم باذرح لمخالفة ذلك للكتاب والسنة ، فرأي الخليفة علي العودة إلى الحرب بعد فشل التحكيم ، إلا الخوارج أعلنوا انعزالهم عن علي لقبوله التحكيم أصلا وهو الخليفة المنتخب ، حتى أن الخوارج هاجموا رجال علي وقتلوا بعضهم ، فاضطر الخليفة لمحاربة الخوارج لتوحيد الصف أمام معاوية ، فيما انصرف معاوية لأخذ بيعة أهل الشام لنفسه ، وأرسل عمرو بن العاص لفتح مصر ، وأرسل البعوث إلى الحجاز واليمن ففتحتا له وأخذت فيهما البيعة . ولم يبق لعي إلا العراق .
وما أن حل عام 40هـ 660م حتى كانت الفوضى تعم أرجاء الخلافة ، فمعاوية استقل بالشام وانفصل عن الخلافة ، وأخذت له البيعة في مصر والحجاز واليمن ، وثار الخوارج على الخليفة علي ، واتفق ثلاثة من الخوارج على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص ، وتواعدوا على تنفيذ ذلك في 17 رمضان . وقد نفذ عبد الرحمن بن ملجم المرادي مهمته بطعن علي بخنجر مسموم بعد صلاة الفجر فارداه قتيلا ، أما معاوية فانه جرح ولم يمت ، فيما نجا عمرو بن العاص لأنه لم يخرج للصلاة في ذلك الصباح ، إذ خرج عنه خارجة بن حزانه يصلي بالناس فقتله الخارجي ظنا منه انه عمرو .
وبعد أن قتل الخليفة علي بايع الناس ابنه الحسن ، إلا انه درس الظروف من حوله وتنازل عن الخلافة لمعاوية على شروط رضيها الطرفان . فسلم الكوفة لمعاوية وذهب إلى المدينة حيث عاش فيها ثماني سنوات قبل أن يتوفى مسموما .
وقد جعل معاوية عاصمة الخلافة إلى دمشق ، وقد أصبحت شرقي الأردن سكنا ثانيا لخلفاء بني أمية حتى لا يستمرون في ترفهم المدني في دمشق ، فما منهم إلا أن عاش معظم أيام السنة في بادية شرقي الأردن ، بعد أن أخذت نساء بني أمية يتغنين بالبادية فزوجة معاوية ميسون ابنة بحدل الكلبية أنشدت :
لبيت تخفق الارياح فيه = أحب إلي من قصر منيف
ولبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف
واكل كسيرة في شق بيتي= أحب إلي من أكل الرغيف
وكلب ينبح الطراق دوني= أحب إلي من قط أليف
فأرسلها معاوية مع أنها يزيد ليعيشا فيها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :