7 أكتوبر والمتوقع من الأردن دون غيره عربياً وإقليمياً
د. عبدالله حسين العزام
11-08-2024 01:25 PM
لا شك أن التفكير بالمنطق العقلاني وتحليل المواقف والمشكلات بشكل جيد وربط المعطيات بعضها ببعض بشكل متسلسل الطريق السليم للنقاش لإيصال فكرة معينة، وهنا سأتحدث عن أحداث السابع من أكتوبر، والمنتظر والمتوقع من الأردن دون غيره عربيا وإقليميا.
وبناءاً على ما سبق فإنني هنا في هذا الطرح العقلاني لا أبحث عن تحقيق مكاسب أو منافع شخصية من حكومة الخصاونة أو من دوائر صنع القرار على مستوى الدولة الأردنية، لأن البحث عن شعبية أو مكاسب صغيرة أو كبيرة على حساب الدم العربي والفلسطيني أمر مقزز ومقرف وغير أخلاقي ومهين.
في البداية أود الإشارة إلى أن المعضلة الحقيقية التي تعيق كل حوار جاد أو طرح عقلاني بين السياسيين أو النخب الأكاديمية أو الحزبية أو النقابية أو الإعلامية هي اختلافهم حول مفهوم الحق.. إذ يتسابق السياسيون والنخب على اختلافها مسمياتهم ولا يتحاورون.. لأن الحوار إما أن يكون بالحق أو لا يكون.. لكن الحق يقال ويجب أن يقال ويتجاوز الحدود ويخترق العقول والقلوب والصحف ووسائل الإعلام والاتصال.
الأردن منذ أحداث السابع من أكتوبر، لم يتوانَ عن المشاركة في إغاثة الشعب الفلسطيني ولم يتخلَ عن دعم عروبة فلسطين وإسلامها، ومواقفه سياسياً وإنسانياً تعكس عمق ارتباطه بالقضايا العربية والإسلامية، وتحديدا بالقضية الفلسطينية وجاء ذلك واضحاً من خلال التصريحات السياسية والسلوك الإنساني من رأس الدولة الأردنية جلالة الملك، من خلال الضغط المتواصل لإيقاف الحرب على غزة ضمن القنوات السياسية الإقليمية والعالمية المتاحة والممكنة، إضافة إلى المشاركة شخصيا في عمليات الإغاثة الإنسانية وضمان استمراريتها.
لكن اللافت في الأمر الضغط المتواصل على الأردن لأداء دور أكبر، دون غيره من الدول العربية والإسلامية، ورغبة بعض الجماهير والفئات الداخلية والخارجية وبعض ساسة دول الجوار، بأداء الدور الأكبر من الأردن، فماذا يقصدون بالدور الأكبر؟، لكن الدور الأكبر باختصار يمكن تفسيره وتحليله على أنه إدخال الأردن على خط الصراع والمواجهة العسكرية مع الكيان الإسرائيلي، وإنقاذ الفلسطينيين من نار الإحتلال.
نؤكد هنا أن إيقاف الحرب الظالمة بحق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، وإنقاذهم من نار الإحتلال، مطلب أردني أساسي لا يقبل التشكيك والتكذيب وهنا استذكر العبارة القائلة لكل من يشكك ويكذب الأردن والأردنيين: "ما عز ذو كذب ولو أخذ القمر بيديه، ولا ذل ذو صدق ولو اتفق العالم عليه".
لكن الدور الأكبر المطلوب من الأردن دون غيره من الدول العربية والإسلامية لا بد أن يتم التوقف عنده وتحليله وتفسيره، ولماذا الأردن دون غيره، ولتفسير ذلك بالمعطيات والتحليل لفت نظري حديث بالصوت والصورة بث سابقاً إلى رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس يحيى السنوار قال فيه: "لا نريد الحرب ولا نريد القتال بسبب الكلفة الباهظة، ومقتنعين قناعة حقيقية أننا في غنى عن المواجهات والحروب، لجأنا إلى المقاومة السلمية ونعتقد أن العالم والشعوب الحرة والمنظمات الدولية تقف إلى جانب شعبنا وتكبح الإحتلال من أن ترتكب المجازر، مظطرون أن ندافع عن شعبنا بالوسائل المتاحة ولن نرفع الراية البيضاء، هل مطلوب منا أمام العالم أن نقتل أو أن نكون الضحية الطيبة حسنة الأخلاق التي تقتل دون أن يرتفع لها صوت، هذا غير ممكن بالمنطق.
ختاماً الأردن العروبي، مع وحدة الصف العربي، ومستمر في دعم وتمكين الأشقاء الفلسطينيين في صمودهم على أرضهم وفي بيوتهم ومقدساتهم، ودفاعهم عن القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وحقهم في قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولن يدخل في صراع النفوذ بين المشروع الفارسي والمشروع الاحتلال الاسرائيلي، ولن يدخل في نزاع إقليمي، ولن يسمح لأحد باختراق سماء المملكة أو أن يعرض حياة الأردنيين للخطر، ولن يكون ساحة حرب لأي طرف لأن الكلف باهظة، والأردن والأردنيين خلف الملك وعضده ولي العهد، وقراراتهم للحفاظ على سيادة الدولة الأردنية وسلامة أراضيها ومواطنيها.