facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العدل بين الإناث والذكور أمن إنساني


سارة طالب السهيل
11-08-2024 08:28 AM

رغم ما شهدته البشرية من تطور نوعي في حقوق الانسان ، وحقوق المرأة ، فان الشوط لايزال طويلا لاقامة العدل الاجتماعي في مساواة الأنثي بالذكر في الحقوق والواجبات بدءا من المؤسسة الاسرية إلى الحياة العملية والاقتصادية التي لا زالت تميز في الحقوق بين الجنسين .

لاشك ان التفرقة في التربية بين البنت والولد مبعث كثير من الشرور التي يعاني منها المجتمع عندما يكبران وهما محملان بأمراض نفسية وقلبية من حقد وغيرة وأنانية وعقوق والدين وغيرها .

فان التفرقة في التربية بين الابناء لا تنعكس اضرارها على الشخص نفسه بل يتأثر بها المجتمع كله ، نتيجة تشرب هؤلاء الاطفال السلوكيات الخاطئة من أسرهم منذ الصغر ، فتمتد مشكلاتهم إلى الزملاء في المدرسة والعمل.

فالطفل الذي يحظى بكل الرعاية داخل اسرته وتلبي كل احتياجاته وينعم بالعطف والمودة أكثر من شقيقه أو شقيقته ، يشعر بالتميز عن أقرانه فيصبح اكثر أنانية وغرور وتعالي على أهله والمجتمع كله ، بينما الشقيق المهمل عاطفيا فيفقد الثقة في نفسه و يشعر بالنقص و الضعف و قلة الثقه بالنفس والتدني والإهمال ، مما ينتج عنه فشلا كبير في دراسته ومراحل حياته المهنية والاجتماعية .

وتصبح المشكلة أكبر عندما يتم التمييز بين الولد والبنت ، فقد تميز بعض الاسر البنت على الولد فيشعر بالدونية ويكره جنسه وتهتز شخصيته فلا يكون قادرا على تحمل المسئولية .

والعكس من ذلك وهو الاكثر شيوعا في كثير من المجتمعات حيث يمنح الولد كل الامتيازات العاطفية والمادية في مقابل اهمال رعاية البنت وعدم مساواتها مع شقيقها في هذه العطايا والتربية الاسرية ، ويستمر هذا التمييز بعد بلوغهما ، فقد يخصص الأب مسكنا للذكور دون الاناث اللواتي يشعرن بالنقص والدونية والاحتياج خاصة اذا طلقن ولم يجدن مأوى بعد وفاة الأب .

ومثل هذه التفرقة تزرع أحقادا دفينة في قلب الاناث وتهدد صلة الارحام والامن الاجتماعي، ناهيك عن حرمان الاناث من حقوقهن في الميراث لدى الكثير من الاسر اما بسبب الابن نفسه ، او الاخوة الاشقاء .

فأزمة عدم المساواة في الحقوق والواجبات تبدأ مع منبت الاسرة وثقافتها التمييزية بين الجنسين ، وهذا التمييز حادث في معظم المجتمعات شرقا وغربا الا ما رحم ربي في عالمنا المعاصر ، كما كان موجودا في بعض الحضارات القديمة.

تباين الحضارات القديمة

تباين تعاطي الحضارات القديمة مع قيمة العدل والمساواة في الحقوق بين الاناث والذكور ،فشمال العراق شهد عصر الزراعة وقامت به أربع حضارات زراعية هي جرمو ، الصوان ، حسونة ، وسامراء ، استمرت حوالي ثلاثة آلاف سنة ، سادت فيها المرأة كزعيمة وعبدت فيها الإلهة الأم.

وبعدها جاء عصر الكالكوليت واكتشاف المعادن في جنوب العراق ، وتحول فيها المجتمع من الطبيعية الريفية الي المدنية وشيوع الحرف اليدوية التي برع فيها الرجال، وساد في هذه الثقافة الرجل كزعيم للقوم وظهر الإله الذكر ، حسبما يذكر المؤرخون .

جاءت عبادة الإلهة الأنثى من مكانة المرأة كرمز للخصب والنماء خاصة في بداية العصر السومري ، وذلك بفضل اكتشاف المرأة للزراعة وتدجينها للحيوانات مما جعل للمرأة السيطرة على الارض عبر سيطرتها على الانتاج الزراعي .

وانقلب الحال ضد المرأة ، بعد ظهور قوانين وإصلاحات "أوروكاجينا" الذي رغم انه قرر اعفاء الآيتام و الآرامل من الضرائب و رسم خططا اقتصادية رصينه و نادى بالحرية للمرة الأولى على الإطلاق إلا انه رسم قانونا يقول : "المرأة إذا تحدثت بما يسيء إلى الآخرين، فيجوز تهشيم أسنانها بآجرة".

و"أور نمو" الذي فرق بين الرجل والمرأة بالعقوبة في حالة ارتكاب أفعال مشينه بدلا من عقابهم معا عقابا متساويا

اما "أش نونا" فقد نصت احدى قوانينه على طرد الزوج الذي يتزوج زوجة ثانية وطلقها ، ويحرم من كل ثروته .

اما لبت عشتار فقد كان حسب ما فهمت من قراءتي لحياته انه لم يكن يفرق بين الرجل والمرأة بدليل ان القوانين كانت جامعه ولم يكن هناك قوانين مخصصة للمرأة او مخصصة للرجل و انما احكام واحدة.

اما "حمورابي" فقد كان من وجهة نظري عادلا بهذا فقد اسن قانونا بالمادة رقم (124) التي تنص على انه اذا تزوج سيد امرأة واصيبت بمرض واراد أن يتزوج ثانية ، فله أن يتزوج ولا يجوز أن يطلق زوجته الاولى التي اصيبت بمرض ، إنها تسكن في البيت الذي بناه وعليه أن يعيلها ما دامت هي قيد الحياة .
اما المادة 149 فتقول : اذا هذه المرأة ان لم ترد أن تعيش في بيت زوجها، فعليه أن يعطيها كل جهازها الذي جلبته من بيت والدها ولها أن تذهب .

كان للمرأة في فترات معينه في بلاد ما بين النهرين حقوق متساوية مع الرجل مثل التجارة و التملك و البيع و الشراء و طلب الطلاق و الانفصال و العيش في مكان منفرد.

وفي فترة أور الثالثة، 2047-1750 قبل الميلاد) تغيرت الاحوال وكان مسموحاً للمرأة قانوناً التجارة و التعاقد وبتوقيع العقود والدخول في اتفاقيات تجارية. تشهد فترة أوروك أيضاً أن الآلهة الأنثوية - مثل غولا، وإينانا، وننهورساج، ونيسابا، ونينكاسي وغيرهم- كانوا يحظينّ بالاحترام والتقدير اكثر بكثير من الذكور.

وبلاد النوبة (جنوبي مصر) في الفترة ذاتها، فان الحضارة المصرية نهضت بمكانة المرأة، وساوت بين الرجل والمرأة، فتملكت النساء الأراضي التي أشرفن على إدارتها بأنفسهن ؛ وتحقق لهن الاستقلال المادي والاقتصادي ، وكان لها الحق في إقامة الدعاوى القضائية بنفسها ، وتمثيل شهادتها أمام القضاء .

بينما حطت حضارة الاغريق من مكانة المرأة وسلبتها حقوقها الانسانية في الميراث ، فتباع وتشترَى في الأسواق ، انطلاقا من نظرة استعباد المرأة كما عبر عنها أرسطوطاليس بقوله : "إن المرأة رجل غير كامل ، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخليقة"، وقوله أيضاً : "أن المرأة للرجل كالعبد للسيّد ، والعامل للعالم ، والبربري لليوناني ، وأن الرجل أعلى منزلة من المرأة".

ونظرة الفيلسوف الإغريقي سقراط للمرأة كانت اكثر سوادا كما عبر عنها بقوله : "إنَّ وجودَ المرأة هو أكبر منشأ ومصْدر للأزمة في العالَم ، إنَّ المرأة تُشبه شجرةً مَسْمومة ، حيث يكون ظاهرها جميلاً ، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً".

أما الثقافة اليهودية ،كانوا يعتبرونها لعنة ، لأنَّها من وجهة نظرهم أغوت آدم ، وقد جاء في التوراة : "المرأة أمرّ من الموت ، وإنَّ الصالح أمام الله ينجو منها".

ولم تختلف الحضارة الرومانية في نظرتها للمرأة عن النظرة اليهودية ، فقد اعتبرتها متاعاً مملوكاً للرجل وسلعة من السلع الرخيصة بتصرف الرجل ، وكان بيد أبيها وزوجها حق حياتها وحق موتها فأبيها يختار لها زوجها فتصبح ملكا للزوج ، كما يقول جايوس : "توجب عاداتنا على النساء الرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن".

وظلت المرأة في بريطانيا حتى عام 1882 محرومة من حقها في تملك العقارات وحرية المقايضة ، وفي بلغراد بيعت النساء بالميزان ، وكان الرطل الواحد يساوي بنسين أو ثلاث بنسات ، وكان ثمن الزوجة التي تزن مائة رطل أو مائة وعشرين رطلا لا يزيد عن 28 شلناً.

المرأة في المسيحية مكرمة بكرامة السيدة مريم العذراء كما الراهبات و خادمات الرب و المكرسات ومنها المبشرات مثل تكلا تلميذة بولص ومريم المجدلية تؤمن المسيحية ان قيادة الرجل ليست من القانون بل من الطبيعة .

أما في المسيحية تعنى تساوى الحقوق والواجبات ، بدون تصادم مع قانون الطبيعة.

كما قال بولس: لا أجيز تعليم المرأة. وتظل صامتة.

وأيضا (بعض) العرب في الجاهلية كانوا ينظرون إلى المرأة على أنها متاع يمتلكونه مثل الأموال والبهائم ، وحرموها من الميراث ، وحرموا عليها حق الحياة عبر ثقافة وأْد البنات وهن على قيد الحياة.

تغيرت النظرة الدونية للمرأة مع مجيء الاسلام فتوقف وأد البنات وساوت الشريعة الاسلامية بين الذكر والانثي في الحقوق والواجبات الدينية ، بل ان القرآن الكريم أعلى من قدر المرأة بإطلاق اسمها خاصا او عاما في القرآن كما في سورة باسم «مريم ، كما في سور باسم «النساء» كثير من النساء عبر التاريخ البشري. و لمن لديه اي اعتراض او ملاحظات على شأن المرأة بالاسلام عليه ان يقرأ كتابي الجديد بعنوان (ليس الذكر كالأنثى) وسأختصر لكم ان اي اجحاف بحق المرأة في المجتمع الاسلامي كان سببه بعض رجال الدين الذين اساءوا الفهم و التفسير عمدا او دون عمد .

الغريب اننا ونحن في الالفية الثالثة للميلاد وفي بلادنا الاسلامية نتنكر لاسم المرأة فتعتبر بعض المجتمعات ان ذكر اسمها عيبا فتكنى باسم ابنائها فتسمى أم احمد وام خالد وهكذا ، وهو اقصاء وعنف وتهميش لذكر الانثى واسمها بالمخالفة للشريعة الاسلامية نفسها ، مثلما تكنى المرأة في الغرب بكنية زوجها تهميشا لاسمها ولعائلتها ، بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر أسماء زوجاته وبناته ونحن مازلنا نرددها حتى اليوم تشرفا بهن وتقديرا واحتراما.

و النصوص الشرعية قد ساوت بين الذكر والأنثى قائلاً إنها أكثر من أن تحصى ويأتي على رأسها التشريع الإلهي ومنها قوله تعالى«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير» ، وجعل الله إيذاء الناس ذكوراً أو إناثاً حراماً شرعاً، فقال: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً.

بل ان الاسلام أوصى برعاية النساء واحترامهن كما في حديث صلى الله عليه وسلم "استوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حق".

وما نعيشه في عالمنا المعاصر فهو مجافي لهذا العدل الالهي الذي انتقل من الاسرة إلى المجتمع ، فالمرأة لم تحظ بحقوق متساوية في المناصب الا نادرا ، ولم تتساوى بالاجر مع زميلها في العمل رغم انها قد تكون اكثر انتاجا وتميزا عنه ، والقرار السياسي في العالم لا تشارك المرأة في اتخاذه إلا نادرا رغم انها كانت ملكة قوية في الحضارات القديمة تتخذ قرار الحرب وتبني الحضارة وتمارس فنون السياسية في مملكتها وفي علاقاتها بالدول المجاورة كما هو حال الملكة بلقيس وغيرها .

وبرأيي ، فان التقليل من قدرة المرأة وعدم مساواتها بالرجل في مختلف المجتمعات مبعثه ثقافة قديمة متجذرة تحط من قدرها ولم تستطع المجتمعات رغم توسع معارفها وعلومها وتكنولوجياتها التخلص من جاهلية الازمنة السحيقة ، حتى في عالمنا الاسلامي الذي لم يطبق مفهوم الشريعة فيما يخص المرأة وحقوقها ولا يزال يعاني من جاهلية مفرطة يرى في المرأة متاع او فرصة للاستغلال المادي ، خلافا لما قال نبي الاسلام : انما النساء شقائق الرجال .

وكما نرفض ظلم الانثى بسلب حقوقها وعدم مساواتها بالذكر ، فاننا نرفض بالمقابل تمييز الانثى على الذكر في العطايا والمودة والرعاية ، فبعض الاسر تميل الى تدليل الفتاة ومنحها حقوق اكثر من أخيها بشكل مفرط مما يجعلها انسانه متسلطة
وتفقد القدرة على تحمل المسئولية في مواقف تواجدها في الحياة ، بل تفشل كثيرا في حياتها الاسرية نتيجة تدلليها الزائد ، ناهيك شعور أخيها السلبي لانه لم يحظ بنفس الامتيازات التي حصلت عليها من ابويها .

فالتمييز بين الابناء يجعلهم غير اسوياء يخلق بينهم الحقد ويهدر قيم المودة والرحمة والتماسك الاسري ويدعو إلى التفكك ، ولذلك حث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الى اقامة العدل بين الابناء كما في قوله : «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» ، وقوله ايضا في حديثه الشريف : «ساووا بين أبنائكم في القُبَل» .

بل نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم دعانا للعدل بين الابناء في الهبات والعطايا كما في قوله : " اعدلوا بين اولادكم في النحل كما تحبون ان يعدلوا بينكم في البر واللطف" المقصود ب(النحل) التبرع والعطايا والهبات التي يجب ان نساوي
بينهم عند منحها .

وتبقى مشكلتنا في بذل المفكرين والمثقفين والفلاسفة وعلماء النفس والدين المؤمنين باهمية اقرار العدل ، فجهودهم في نشر قيم العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين الذكر والانثي دونما محاباة لطرف على حساب الاخر ، والعمل بكل وسيلة ثقافية واعلامية لنشر الوعي بمخاطر التمييز بين الجنسين على الفرد والمجتمع ، باعتبارها قضية أمن انساني ، ووضع استراتيجية ثقافية لتغيير المفاهيم السلبية عن المرأة ومحاربتها لانها جاهلية لا تناسب التطور العلمي والفكري الذي نعيشه في زماننا .

و انني في مقالي هذا لا أطلب مساواة المرأة بالرجل او تربية المرأة على طريقة تربية الرجل لان ليس دائما تربية الرجل لائقه و بالضرورة ليست دائما ملائمة لطبيعة المرأة و شخصيتها و تكوينها و لا اطالب حتما معاملة الرجل كالأنثى تماما.

و لا يمكن ان يعني العدل و المساواة التطابق ولا يمكن أبدا ان يكون ما يناسب المرأة هو نفسه ما يناسب الرجل و لا يمكن ان يكون متطلبات المرأة مثل متطلبات الرجل و الواعي يفهم هذا انما وجب التنويه ، لذا وجب التوضيح ان المساواة من الممكن ان تكون شراء هدية لكل طفل في العيد ولا يعني شراء نفس الهدية . ومثال آخر شراء ملابس كسوة لاولادكم واجب عليكم كسوتهم دون تفرقة بين ولد و بنت لكن ملابس البنت لا تشبه ملابس الولد.

فإن حقوق الطفل على أبويه و اسرته ابتداء من تسميته اسماً حسنا و إطعامه و إيوائه و كسوته و تعليمه وتربيته و تقويم شخصيته و سلوكه و تهذيبه و رعايته و حمايته من المخاطر الصحية و النفسية و الجسدية و الاجتماعية و الاخلاقية كلها واجبات الاهل على اولادهم
على الذكر و الانثى سواء و عدم اكراه الاولاد على الزواج بمن لا يرغبون او زواج القاصر انثى ام ذكر او استغلالهم لمصالح شخصية او مكاسب مادية او الاتجار بهم او إرغامهم على العمل المبكر (عمالة الأطفال) او ايذائهم بالضرب و الشتم و الاهانة . و علينا حمايتهم من اعتداءات الآخرين بكافة أنواعها.

كل هذا و ما يزيد ولا يسعنا ذكره لطول شرحه كلها حقوق واجبه على الاهل لإنجابهم طفل او أطفال على هذه الدنيا حتى يشتد عودهم و يكبرون ، فلا نفرق بينهم بالمعامله و العاطفة والعطاء الإنساني و المعنوي و النفسي و المادي، فمازالت العادات والتقاليد البغيضه في التفرقة بين الولد و البنت موجودة عند الكثير من القبائل شرقا و غربا ، فهناك من يميز بين الولد و البنت في أنواع الطعام ومنهم من يجعل البنت خادمة لأخيها رغم انهم اثنينهم اطفال ، و البعض الاخر ياخذ الولد إلى المدرسة و يترك البنت في المنزل لاعمال البيت و البعض الاخر يخرجها من المدرسة او لا تكمل تعليمها الجامعي من اجل تزويجها وحتى في الرعاية الصحية و شكل غرفة النوم والألعاب فيجلبون الحلويات و السكاكر و الألعاب للولد و لا يحضرون للبنت شيئا، حتى ان بعض الامثال الشعبية فرقت بين البنت و الولد لصالح الولد و عايرت ام البنات و امتدحت ام الاولاد حتى النكات طالت من الانثى في الارث الشعبي، و الأمر و الأنكى ان احيانا كثيرة عدوة المرأة في البيت هي المرأة نفسها او بالأحرى عدوة الطفلة الانثى في البيت احيانا امها او اختها الكبيرة او خالتها او عمتها و هؤلاء النسوة هم من يعززن ثقافة التفرقة بين الولد والبنت لصالح الولد و ربما تجد الاب يحب ابنته و يدللها إلا ان والدتها لا تقبل هذا احيانا جهلا منها وغيرة احيان اخرى ، و لا اعلم من اين جائوا بفكرة ان الولد فقط هو السند او الولد هو الضمان للأم و العائلة للمستقبل بينما البنت عبء و الكارثه ان من يقول هذا بنت ايضا ومن يروج لهذا بنت!

ورغم ان البنت حاليا صاحبة شهادات و مهنه و راتب و اموال إلا ان مازالت بعض العائلات تفضل الذكور على الإناث لاسباب مادية

ومن هنا يجب علينا التفكير جديا في حلول لهذه الظاهرة ومن الممكن البدء في اضافة نصوص جديدة في المناهج التعليمية والخطاب الديني و المنابر الإعلامية بتوجيه من الدولة وتشكيل مركز للبحث والدراسة بموضوع التفرقة بين الولد والبنت في الاسرة يقوم بدراسة الحالات في كل محافظة ويقوم بعمل دراسات ميدانية لمحاولة فهم طبيعة المشكلة وأسبابها وكيفية معالجتها من جذورها ، فالعائلة هي نواة المجتمع و البذرة التي تقوم عليها المجتمعات إذا صلحت صلح الوطن كله.

و بالنهاية لكل من تسول له نفسه ان يقرن المساواة في التربية والمعاملة بين الولد والبنت في البيت ومحاولة شيطنة المطالبات بحقوق المرأة الطفلة فهي محاولات ابتزازية فاشلة ، فلم يكن يوما معاملة البنت بطيب و حفظ كرامة و اعطاء حقوق إلا صونا لها و لكرامتها ومكانتها .

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :