عمون - افتتح مندوب وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، أمين عام الوزارة الدكتور علي الخوالدة، فعاليات ملتقى المهندسين الشباب الكهربائي الثاني SOFEE 2024، والذي تنظمه لجنة المهندسين الشباب والاعلام في شعبة الهندسة الكهربائية بنقابة المهندسين الأردنيين، كتجمع شبابي هندسي ابتكاري إبداعي أردني، يهدف إلى استلهام الطاقة من الشباب للسير قدما في علوم وتقنيات الهندسة، والسير من الحاضر إلى المستقبل بالإيمان بقدرة هذا الجيل الهندسي الريادي في صناعة التغيير والتعلم المستمر.

وأدان نقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي المجزرة التي ارتكبها الاحتلال على المصلين في مسجد التابعين الواقع بمدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من ١٠٠ شهيد صباح هذا اليوم.

وقال المهندس سمارة، إن الملتقى يعقد في ظلال اقليم يعاني من ازمات متشابكة ومعقدة ومركبة، تخيم عليها غزة البطولة والفداء والصمود التي اعادت لنا الكرامة والكبرياء والتي رسخت مفهوم ان هذا الكيان زائل لا محالة وان النصر قاب قوسين او ادنى.

ووجه سمارة التحية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية والعراقية وكل رصاصة تطلق اتجاه العدو ، مشيدا بموقف الشعب الأردني الذي وقف مع المقاومة، وأثبت ومنذ التأسيس ومنذ الثورة العربية الكبرى والجيش العربي واحتضان عمان لكل المظلومين العرب اننا دائما ننحاز للقضايا القومية وتحديدا القضية الفلسطينية.

ودعا سمارة الشباب إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، مشيرا ان النواب الـ ١٣٨ نائبا الذين سيصلون إلى قبة البرلمان سيرسمون مسار وخريطة 4 سنوات قادمة ستكون خطوة جديدة وتجربة تجاه الاردن الذي نحب.

وأشار إلى منظومة التحديث في الدولة الاردنية في مئويتها الثانية تقوم على 3 مرتكزات هي تحديث المنظومة السياسية والاقتصادية والادارية، مبينا أن لجنة التحديث أنجزت في المنظومة السياسية ملفا كاملا من 5 محاور هي قانون الاحزاب والانتخاب وتمكين الشباب والمرأة والادارة المحلية، كما كان الاداء في المنظومة الاقتصادية جيدا، وكانت هناك مشاركة شعبية في صياغة كل المنظومة.

واوضح ان المنظومة الادارية لم يشارك بها الشعب الاردني وصيغت في رئاسة الوزراء بطريقة لا تنسجم مع تحديث المنظومة السياسية والاقتصادية، مبينا أن نظام الموارد البشرية الذي صدر مؤخرا ضرب القطاع العام في الصميم ويجب اعادة فتحه للنقاش مع الشعب الاردني.

وقال إننا أمام تسارع الاحداث في الثورة الصناعية الرابعة ومشارف الثورة الصناعية الخامسة، ونعيش تحولا تاريخيا تجاه نظام اقتصادي عالمي جديد وما يتبعه من نظام امن دولي وتحولات كبيرة، محذرا من تداعيات التطور والتسارع في هذا القطاع واستثماره في مجالات لا تصب في مصلحة الانسان، وداعيا لميثاق شرف عالمي توقع عليه الدول وكبار العلماء وكبار الشخصيات النافذة في العالم لنؤطر كل التحديث في مجال التقنيات من اجل خدمة الانسان،

وبين أن النقابة يقع على عاتقها التطوير والتدريب والتأهيل للكوادر الهندسية بالمهارات والتخصصات المطلوبة الراهنة والمطلوبة في 2030 بالتعاون مع خبراء اردنيين لمساعدة الاجيال ان تضع أقدامها في مسيرة التحديث.

من جانبه، قال مندوب وزير الشؤون السياسية الدكتور الخوالدة، إن نقابة المهندسين ومنذ تأسيسها، أفرزت قيادات في المجتمع الأردني في كافة المجالات سياسيا وإداريا واجتماعيا ونقابيا ومهنيا، كما كان لها دور واضح في مجالات الحياة والادارة العامة والحكومية، مشيرا الى ان الدور الذي يقع على عاتق النقابة في العمل التنموي كبير في ظل وجود مسارات متعددة للتحديث في الدولة الاردنية، وحاجات للتطوير لمراجعة وتقييم ما قد انجز، وابراز التحديات والايجابيات.

وأشار إلى أن الاردن أمام تحول في كل مسارات الحياة، وهو امام ثورة علمية تختلف عن كل سابقاتها من تطورات في مجال النهضة البشرية والتنمية البشرية، مبينا أن البشرية وإن قطعت اشواطا في التطور إلا ان المرحلة الأخيرة كانت الأكثر تسارعا وأثرت على قيم الحياة ومعارفها جميعا.

وأضاف ان التحديات التي تشهدها المرحلة تتطلب منا جميعا ومن واجب المواطنة، أن نكون شركاء في تقديم الحلول، وبالتالي فلابد لنا ان نشارك في العملية الانتخابية التي ستجري قريبا، فالعزوف عن المشاركة سيوصل من لا يمثلنا ويتخذ القرار، فالمستقبل لهذه العملية.

وبين انه ستكون في المستقبل حكومات اساسها العمل الحزبي المنظم داخل قبة البرلمان ضمن الرؤى الملكية في الاوراق النقاشية، والتي أكدت مرارا الوصول الى حكومات برلمانية اساسها الأحزاب والتعددية الحزبية في البرلمان، مؤكدا أن الانتخاب واجبا كونه يتطلب بناء السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية حيث سيكون هناك احزاب سياسية تفرز مرشحين سيتولون الحكومات المستقبلية.

بدوره، قال رئيس شعبة الهندسة الكهربائية الدكتور علي الخوالدة، إن ملتقى المهندسين الشباب الكهربائي الثاني يعبر عن انجازات الشعبة التي تعتبر من أبرز الشعب واكثرها نشاطا، حيث تظهر دائما تفوقها في تحقيق الاهداف والمشروعات وتتسم بالحيوية والابتكار والزمالة، وتضم نخبة من المهندسين المبدعين الذين يساهمون في تطوير القطاع الكهربائي والتكنولوجي الاردني.

وأشار إلى أن الشعبة الكهربائية عملت على تطوير كافة مجالات لجانها بما في ذلك اللجان العلمية والشبابية والاعلامية والاجتماعية، رغم كافة التحديات التي تواجهها، مبينا أن كل تلك التحديات زادت الشعبة عزيمة على الاستمرار ودعما للطاقات الشبابية المتميزة.

وكشف الدكتور الخوالدة عن قيام الشعبة بإنشاء ثلاث لجان رئيسية هي لجنة الصيانة والتشغيل ولجنة العاملين في قطاع الكهرباء ولجنة التدريب والتشغيل، مبينا ان تلك اللجان كان لها من النشاط والفاعلية والأثر الملموس والايجابي برئاسة خبرات وكفاءات عالية.

ولفت إلى انجازات الشعبة الكهربائية التي تجاوزت المهنية لتصل الى الانسانية والاجتماعية، مبينا أن النقابة كانت الحاضنة والرائدة وفي الطليعة دوما بإبراز الدور الانساني الذ يعكس التزامها بتقديم الدعم والمساعدة في كافة الاوقات، مستعرضا ايضا الدور الوطني للنقابة من خلال حرصها على الجبهة الداخلية المتماسكة في ظل الظروف الاقليمية المختلفة، مؤكدا ان النقابة لم تأل جهدا في ترسيخ حقيقة ان الاردن القوي يعني السند الاقوى للشعب الفلسطيني الأعزل، وأن المؤسسات الوطنية الفاعلة هي عنوان الوطن القوي والامة المنيعة.

وقال رئيس لجنة الشباب والاعلام الكهربائية المهندس محمد الحباشنة، إن ملتقانا اليوم يحقق فرصة للمشاركة في حوارات ونقاشات مع المتحدثين من اصحاب الشركات الريادية، وفرصة مشاهدة العديد من المشاريع ضمن معرض البوثات الذي اتخذ التنوع عنوانا، لافتا ان الملتقى يعرض مشاريع في عالم التكنولوجيا وعلم الروبوت وغيرها.

وأضافت رئيس اللجنة لتحضيرية للملتقى المهندسة تمارا الخشمان، إن الملتقى يتيح فرصا عديدة للحصول على المعرفة والتواصل مع شبكة من الرياديين والقامات الهندسية في مجال تكنولوجيا الكهرباء، إضافة إلى التعرف على أهمت متطلبات السوق الحالي والمستقبلي، والحصول على رؤى عميقة حول الاتجاهات الحديثة في الصناعة والمهارات المطلوبة للنجاح.

وفي نهاية حفل افتتاح الملتقى، تم تكريم راعي الملتقى والجهات الداعمة واللجان التحضيرية والقائمين على الفعالية.