في آخر الليل نتذكر ما نعيش به وماذا سنحقق بقادم الأيام لتضربنا عتبة الليالي المؤلمة لتحدثنا أن القادم أصبح محدود الإمكانيات، أصبحت أحلامنا لا تغطي بعضاً مما نحلم به .
أصبحنا نعاني بشكل متكرر من الصعوبات التي أصبحت عائقاً يواجه الكثير منا، اليوم نحن نعيش في أسوأ حالاتنا وأصعبها على مر العصور الماضية، اليوم نرى التحركات والوعود عادة مجددا لترسم الأحلام والأوهام على وجوه أبناء المجتمع، اليوم عادة الأوجه ترى بالأماكن التي لم تعتد الأماكن أن تراهم، إلا أن أحلامهم لاعتلاء منابر مجلس البرلمان كانت أكبر من المضي نحو كبريائهم.
قبل سنوات من الآن أعلنت إحدى الوزارات الحكومية عن حاجتها إلى عدد من العاملين على وظائف الفئة الثالثة "حرس" وكان لي النصيب أن أقدم على إحداهن ، وحصولي على درجة ١٨ نقطة من أصل ٢٥ نقطة، حينها والكل يعلم أن الواسطة هي المقياس الرئيسي للاختيار، تواصلت مع أحد المسؤولين الذي تربطني به معرفة شخصية ، كان رده أبشر اعتبر اسمك أول اسم، برغم أنني لم أطلب واسطة لسبب رسوبي بالفحص الأول، لكن لتثبيت اسمي ، غابت القصة شهراً من الزمن، إلا أن الأسماء المقبولين للوظيفة ظهرت ولم يكن لي أي اسم معهم، وكان الأسماء لأشخاص مخالفين لكامل عملية التعيين، لكن كانت الواسطة سيد الموقف، برغم أني لم أحزن لأنني لم يكن لي أي اسم معهم، بل كان المحزن أن من لا يملك الواسطة لا يستطيع أن يحصل على أدنى حقوقه.
اختر من يمثلك بكل صدق، لا تعيد من لا تجد الخير فيه، بل اختار القادر والقادر على خدمة محافظتك، لا أحد أقوى من الدولة لمعارضتها، انتهى زمن المعارك، وأصبحنا بزمن تحقيق الإنجازات، اليوم نرى الكثير من الأعضاء المجالس البلدية، رغم عدم توفر الإمكانيات المادية، لكن كان قادراً أن ينهض بخدمة منطقته والقادر أن يعيد لها بهجتها .
نحن بحاجة اليوم أن نرى الإنجازات على أرض الواقع، اكتفينا من رفع الشعارات التي لا أساس لها، اكتفينا من الوعود الزائفة التي وضعت أحلامنا على طريق الهاوية معلقة بين التحقيق والفشل،
نحن اليوم بحاجة أن تعاد لنا الحياة، ويحارب الظلم الواقع علينا، وأن نكتفي بما تعلمناه من قبل وأن لا نعيد الماضي السيء لحياتنا مجددا...
ربما الأحلام لن تحقق يوما ما، لكن يجب علينا السعي نحو محاولة تحقيقها، وإزالة الغيمة الضبابية عنها، من أجل أن تخلي مسؤوليتك أمام نفسك، أنك حاولت حتى وإن كانت النتائج غير مرضية.
كان الله بعون الجميع ،،