دور الاعلام في تحقيق السلم المجتمعي
الدكتور علي فواز العدوان
10-08-2024 08:55 PM
يشكل الاعلام دور ذو أهمية كبيرة في تحقيق السلم المجتمعي والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع و تلعب وسائل الاعلام دوراً فاعلاً في تعزيز التفاهم والتسامح من خلال نقل القيم الإيجابية وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل ، ونشر الوعي والمعرفة و تثقيف الجمهور حول قضايا النزاع وأسبابها وكيفية حلها بشكل سلمي مما يساهم في تعزيز الوعي والمعرفة بين أفراد المجتمع.
ولوسائل الإعلام الدور الأبرز في تشجع الحوار بناء بين الأطراف المتصارعة وتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم كوسيلة لحل النزاعات، ومكافحة التحريض والكراهية ونشر رسائل تعزز قيم الاحترام والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع من خلال تقديم أمثلة إيجابية للتعايش السلمي والتعاون بين أفراد المجتمع مما يلهم الآخرين على اتباع السلوكيات البناءة .
ومما يؤطر دور الإعلام في تحقيق السلام المجتمعي وتعزيز التعايش السلمي من خلال استخدام نظرية التأثير الإعلامي وإنتاج صورة نمطية للتعايش ونبذ خطاب الكراهية نظرية التأثير الإعلامي ،بحيث تقوم نظرية التأثير الإعلامي على فكرة أن وسائل الإعلام لها قدرة كبيرة على تشكيل وجهات نظر للمواطنين وسلوكهم باستخدام قوة النشر للرسائل السلمية وتعزيز التفاهم والتسامح بين الأفراد والمجتمعات المختلفة عن طريق عرض قصص ناجحة عن التعايش والتعاون بين ثقافات مختلفة،يمكن أن يؤثر الإعلام بشكل إيجابي في تغيير الآراء والمواقف نحو الآخر.
ويمكن لوسائل الإعلام إنتاج صور نمطية إيجابية تعكس التعايش السلمي بين مجموعات متنوعة في المجتمع عبر عرض أمثلة واقعية على التعاون والتفاهم بين أفراد من خلفيات مختلفة، يمكن أن تساهم في بناء جسور من التفاهم والثقة.
وتقوم سياسيات التحرير بالمؤسسات الاعلامية الرسمية على نبذ خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتمييز بين الأشخاص بناءً على عوامل مثل العرق والدين والجنس والجنسية من خلال القوانين الناظمة ومواثيق العمل الصحفي إدراكا لخطورة خطاب الكراهية على امن المجتمع والافراد والمؤسسات من خلال إبراز القيم الإنسانية المشتركة وتعزيز الاحترام المتبادل وقبول الاختلاف و يمكن للإعلام أن يسهم في إنشاء بيئة أكثر سلامًا وتعاونًا في المجتمع وتعزيز التعايش السلمي من خلال استخدام نظرية التأثير الإعلامي وإنتاج صور نمطية إيجابية تنبذ خطاب الكراهية.
نظرية التأثير الإعلامي هي نظرية تقترح أن وسائل الإعلام لها تأثير كبير على آراء وسلوكيات الجمهور تم تطوير هذه النظرية في القرن العشرين وأصبحت موضوعًا هامًا في دراسات الإعلام وعلم الاجتماع ، وتعتبر دراسات الباحثين والمفكرين مثل و"التر ليبمان" و"هارولد" من أوائل من ناقشوا مفهوم التأثير الإعلامي في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي لكن العمل الأكثر شهرة في هذا المجال كان لعالم الاجتماع ويليام ماكسويل المنشور في عام 1948من خلال
" . "كتابه العرض والطلب
ومن النماذج الهامة في نظرية التأثير
نموذج هارولد لاسويل وهو التركيز على الأسئلة "من يقول ما" و "في أي وسيلة" و "لمن" و "بأي تأثير."
نموذج لازويل وسيمون يركز على التأثير الذي يمارسه الإعلام من خلال ثلاثة جوانب الوظائف الإخبارية والتوجيهية والنوعية.
نموذج شانجر يقترح أن الإعلام يؤثر على الناس بشكل مختلف حسب مستوى المعرفة والرأي المسبق للفرد.
تستخدم العديد من الدول النظرية الإعلامية في دراساتها وتحليلاتها وتشمل هذه الدول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا والعديد من الدول الأوروبية والآسيوية والعربية.
نظرية التأثير الإعلامي لها تطبيقات في مجالات متعددة، بما في ذلك السياسة والإعلام والتسويق والثقافة الشعبية و يتم استخدامها لفهم كيفية تأثير الإعلام على تشكيل وتغيير آراء وسلوك الناس في المجتمع.
ويساهم الإعلام الأردني بمختلف انواعه الرسمي والامني والعسكري والخاص بتشكيل منظومة اعلام دولة متناسقة في نبذ خطاب الكراهية
من استراتيجيات وبرامج موجهة وحوارية تشجع التنوع والاحترام المتبادل و التنوع والتعايش السلمي من خلال عرض مجموعة متنوعة من الآراء والثقافات والمعتقدات بشكل متساوٍ ومحاولة فهم واحترام وجهات النظر المختلفة.
وتوعية الجمهور بأهمية التسامح والتعايش السلمي من خلال برامج تثقيفية ومقالات تعليمية تبرز أضرار خطاب الكراهية وأهمية احترام الاختلاف
ومكافحة التمييز والتحريض على العنف والكراهية من خلال تسليط الضوء على حالات التمييز وتقديم التقارير الصحفية التي تشجع على العدالة الاجتماعية والمساواة ودعم المبادرات والحملات السلمية التي تعمل على تعزيز التعايش والتسامح ونبذ خطاب الكراهية، وذلك من خلال تغطية إعلامية إيجابية وتشجيع المشاركة في المبادرات وتحمل المسؤولية الاجتماعية في عرض المعلومات بشكل دقيق ومتوازن وبعيداً عن التحريض والتشويش على السلم الاجتماعي من خلال هذه الجهود يمكن للإعلام الأردني أن يلعب دوراً فعّالاً في نبذ خطاب الكراهية وتعزيز التسامح والتعايش السلمي في المجتمع الأردني.