facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رؤية في التجربة الإبداعية للأديبة دلال عبد الغني


10-08-2024 06:46 PM

عمون - د.مرام ابو النادي - ليس من السهل تقديم حياة إنسان بدقائق ليس لأن الوقت لن يسعف باختزال سيرة حياة بكاملها بل لأن الهدف هنا تسليط الضوء على حياة دلال عبد الغني التي بزغ إبداعها الأدبي بتجربة هي الوحيدة القادرة على كشفها فعليا.

فلن تكون إنتاجاتها الأدبية التي وصلتنا باللغة العربية رؤوس هشه على حافه الانكسار 2023و رواية ظل التانغو 2017وغربة الحجل 2019صدرتا عن دار الاهليه في الأردن.

كفيلة لأن نبرر بزوغ إبداعها لأكثر من سبب الأول أن هذه الرويات تمثل الجزء اليسير من إنتاجها فلها كتب باللغة السويدية وأعتقد أن عددها أكبر بكثير مما كتبته بالعربية.

والسبب الثاني أن الأمسية لن تكون لتحليل هذه الأعمال نقديا. لنبين مواطن القوة وفق معايير الرواية والسبب الثالث ذكرته آنفا إنه لمن الصعب سبر
غور إنسان مبدع عن طريق أثره الإبداعي فقط فأنا أومن بأن الإنسان حصيلة متكاملة من التفاعلات و الظروف والثقافة والخبرات والإيمان بمبادئه
فالإبداع بالكلمة والفكرة لا يكون وليد لحظة ولا يكون لشخص غير متفاعل مع هذا الكون وقضاياه يجلس بتبلد نادبا ظروفه ، فالإبداع حالة تكللت في دلال عبد الغني الفلسطينية التي تعيش في السويد منذ 35 عاما والتي تحصلّت على ماجستير علم النفس الاجتماعي والدارسة للتاريخ والحائزة على جائزة الدولة للتعايش والتي تعمل في الترجمة والصحافة والحاصلة على جائزة الدولة التعايش والإندماج في جنوب السويد تكتب رواياتها بريشة لا تخط الإ اللغة الجزلة بمفرداتها فدلال عبد الغني لا تكتب من أجل الشهرة وليس من أجل الكتابة بغرض أنها تكتب فحسب؛ فلن تجد رواية إلا وعكست ظاهرة سواء أكانت اجتماعية أم دينية أم سياسية أم أخلاقية ولعلني أستطيع إنشاء علاقة سببية تكشف عن أثر دراستها لعلم الاجتماع علم النفس الاجتماعي وكان موضوع الدراسة التلاقي والتصادم الحضاري.فتناولت القضايا الاجتماعية لا سيما تلك التي تتحدث فيها عن المهاجرين وعلاقتهم بالأرض الجديدة والثقافة الجديدة عليهم فطوّرت سياقات الأحداث متخذة البعد السيكولوجي الاجتماعي لتلك
الشخصيات.
وقد أجد أن دراستها للتاريخ قد فتحت آفاق معرفة البلدان بثقافاتها،ولعل تنقلها عبر أكثر من بلد ساهم في انفتاحها العقلي واندماجها فهي من فلسطين
وعاشت في الكويت ودرست في الجزائر وكان لها عيشا في سوريا والولايات المتحدة واستقرت في السويد ؛ فهذا التنقل المكاني الجغرافي لا يعكس حالة
من الرفاهية فمن المؤكد أنها واجهت تحديات وصعوبات نضيف إلى ذلك أنها كانت مؤججة بمشاعر الحرية فلا يمكن أن نستثني رحلة نضالها كونها كانت
ناشطة سياسية وكان السبب في اختيارها السويد بلدا للاستقرار كل ما ذكرته كان سببا أساسيا في صقل شخصيتها الذاتية وبالتالي الحالة
الإبداعية.

ظل التانغو: و رؤوس هشة على حافة الانكسار أنموذجان من إنتاجات الأستاذة دلال عبد الغني
قد استشهد بالجوهر المتقاطع في الظواهر التي تعني وتهم دلال عبد الغني ، رواية ظل التانغو: اختارت دلال التركيز على التناقضات في المجتمع واختلاف
الثقافات في السويد وتأثيرها على النسيج الاجتماعي كما سلطت الضوء على صورة المرأة في المجتمع الشرقي وحالة الاضطهاد الاجتماعي
وأثبتت أن الضغط
يولد الانفجار بكسر المرأة للقوانين والخروج عنها مما يكلفهن حرمانهن من أبنائهن. وقد أحسنت دلال في تصوير الرجل الشرقي بلا تعميم فهي تقصد الرجل الشرقي الذي لا يعرف شيئا سوى أن له القوامة، ذلك المتطلب الحسي المليء بالعقد النفسية و التناقضات الغريبة.
أما عملها الأدبي رؤوس هشة على حافة الانكسار؛ فهي رواية اتخذت دلال القاعدة المكانية للرواية السويد أيضا مع سلسلة من الأحداث التي تتفجر عن ظواهر أهمها تعامل المهاجرين مع القوانين في بلد أجنبي أيضا التعامل مع المرأة واضطهادها.
الفكرة هنا أنني أحاول الوصول بأن تقاطعات مشتركة بين إنتاجات الأستاذة دلال الأدبية ضمن شخصيات وأحداث مختلفة بالطبع يؤكد أنها صاحبة رسالة
وأنها تحاول أن تكون مؤثرة في المجتمع السويدي وهي كذلك بالفعل ومن الجميل أن نحتفي بعربية تتمسك بالقيم الإنسانية النبيلة كمناصرة النساء في تحصيل
حقوقهن واحترام المجتمعات التي نعيش فيها بمراعاة قوانينها وأن البشرية على اختلاف ثقافاتها فمحورها الأساسي هو الإنسان الحر دون أي ممارسات من شأنها أن تسلبه كرامته أو حق من حقوقه وفق معايير التحيز والعنصرية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :