facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا يريدون من مِصر؟


فيصل سلايطة
10-08-2024 06:35 PM

لا يستطيع عاقل أن يشكّك بمكانة مصر المِحورية ، و دورها في ميزان عربّي غالبًا ما يهتز و نادرًا ما يعمّه السكون ، فمصر تمثل ثِقلا عربيّا في منطقة ملتهبة، و يُنظر اليها باعتبارها الوِحدة التي يتم بها تقييم الاستقرار العربي أو الشرق أوسطي بالتحديد , فيقال " إن كانت مصر مستقرة فالعالم العربيّ مستقرّ ".

منذ أن استلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر ، بعد ثورات متلاحقة حركّت ملايين المحروسة نحو الشارع , شهد الشارع المصري ذاته انقلابا جذريا على كافّة الاصعدة , انقلابيا سكانيا معماريا تطوريا اقتصاديا ثقافيا , فمن لم يزر مصر منذ عقد , بالكاد يستطيع اليوم التعرّف على شوارعها , فمصر التي كنّا نراها في الافلام تلك الشوارع الضيقة و الازقّة و العشوائيات , باتت اليوم شوارع عريضة و بنيان منظّم و مربعات عمرانية متناسقة .

فماذا كانت الفاتورة ؟

لم يمرّ يوم منذ أن استلم الرئيس السيسي زمام أرض الكنانة , دون أن يهاجم نظامه و تُلصق به كافّة الاتهامات , من خدش اصبع طفل في ترعة ! إلى اكبر القضايا و اعقدها , و هذا أمر طبيعي لرئيس استلم بعد أن طلب منه الملايين بعد النزول إلى الشارع عزل نظام سابق و استلام البلاد , لذلك قد يرى البعض أن تنظيم الاخوان المسلمين من الطبيعي ألّا يتقبلوا انتهاء فكرة حلموا بها لعقود و وصلت إليهم , كمن وصلت ملعقة العسل إلى لسانه و لم يستطع تمريرها نحو حلقه.
لا يمكن انكار أن البعض و خصوصا من لهم الحق في النقد من المصريين اصحاب الارض , يرون أن الاقتصاد المصري ليس ثابتا و العملة المصرية ليست في افضل حالاتها , و لكن , أليس لكل تطوير فاتورة ؟ فما هي فاتورة قلب البلاد رأسا على عقب ايجابيا ! ما هي فاتورة الشوارع المنظمة و الجسور و الانفاق , و بنية تحتية تليق بحضارة عنوانها " الدهشة" , فمصر التي لا تحتكم على موارد نفطية كدول الخليج , اتستطيع التطوير دون أن تضغط على نفسها و شعبها ؟

و السؤال هنا , أخرَجَتْ دولة من الربيع العربي بقوة و ثبات بلا حروب أهلية أو ناتو أو استعمار كما مصر و تونس ؟

فليبيا و اليمن و سوريا و العراق و لبنان و السودان , كلّها دول زارها الربيع العربي بشكل خاص أو الفوضى بشكل عام و ترك بصمة سوداء بها , لكن مصر بقيت ثابتة حتى لو مرّت بمخاض عسير , لكنّها وقفت و استقامت , و بعد تجارب عديدة في عالمنا العربي , يجب أن نعي أن الثورات لا تخدمنا أبدا , فإن وجد الفساد فهو ثقافة عامودية بنا نحن الشعوب قبل السياسيين , و هذا ليس دفاعا عن أي طرف بقدر ما هو تحليل منطقي للحالة العربية من ثقافة و سياسية و ديموغرافيا و اقتصاد.

ماذا يريدون من مصر ؟

بعد السابع من اكتوبر , اصبح ينظر الى مصر من تحت المجهر , فهوجمت عديد المرّات بسبب عدم فتح الحدود , و السؤال هنا " إن فتحت مصر حدودها و تدفّق سكان غزة نحو سيناء , و اقامت بعدها تل ابيب سدًّا مانعا لعودتهم , فما تأثير ذلك على القضية ؟ "

لو فعلت مصر ذلك لهوجمت بشكل اعنف و اتهمّت بالتآمر لتهجير سكان غزة , فأهل غزة خصوصا لا يجب أن يهجّروا فتسهل مهمّة الكيان الغوغائي في تل أبيب , بل على العكس يجب أن يبقوا لتبقى تلك الاحلام الاسرائيلية مجرّد " احلام ".

لم تكن علاقة مصر و حماس علاقة ودّية بشكل عام , لكنّها اتسمت ببعض التسهيل عبر العقود الماضية خاصة في عصر الرئيس مبارك, فشريان الانفاق المصري الغزّي كان المورد الرئيس لكل احتياجات حماس , لكن عقب الثورات و الاحتجاجات المصرية , شهد الشريط الفاصل بين غزة و مصر احداثا متطرفة تجاه الجنود المصريين , هذه الخطوات الغير محسوبة خلّفت توتّرات أدت إلى تدمير أغلب تلك الانفاق كنتيجة لاهتزاز الثقة .

لذلك نجد بأنّ بعد عملية طوفان الاقصى تهاجم كل من الاردن ومصر بشكل دوريّ و منظّم , فبعض الاطراف تريد نقل الصراع من داخل غزّة للمحيط , هذا النقل يسهّل الخطط التوسعية لدول باتت ترى في هذا الثنائي عقبة أمامها , فمصر الدولة الاقرب جغرافيا لغزة كانت لهم كما الاردن لأهل الضفة شريان حياة و منفذا نحو العالم.

لذلك , في المحصلة تحصل في كل بلد انحرافات , مؤسسية كانت أم محصورة في نطاق القرارات , لكن اليوم تقوم هذه الجهات بوضع أي انحراف تحت البوصلة للتهويل , و هذا التهويل المأمول منها زعزعة المنطقة لا يخدمنا بل يخدم حاملي الاجندات .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :