عندما نتحدث عن التفوق الأكاديمي، تبرز أهمية العوامل التي يعتمد عليها الطلاب لتحقيق التفوق والنجاح. وفي هذا السياق، أود أن أشير إلى ما نشرته إحدى المنصات التعليمية المشهورة أن الطالبة (رغد الصانع) الأولى على المملكة الأردنية الهاشمية في الفرع العلمي للعام الدراسي 2023/2024، لم تلجأ إلى هذه المنصة أو غيرها. وهذا يوحي بأن التفوق الدراسي نتاج تراكمي ويمكن تحصيله من مصادر متعددة أبرزها المدرسة والمعلمين الذين يشرحون المنهاج المقرر بكل أمانة وإخلاص دون أن ينقصوا منها أية معلومة.

لقد أثبتت رغد الصانع من (مدارس الملك عبد الله للتميز) من خلال تحقيقها المركز الأول على الفرع العلمي أن التفوق الأكاديمي يتم تحقيقه بالاعتماد على عناصر نابضة بالحياة، أهمها الدور التفاعلي للمعلم والمدرسة والتراكم المعرفي الذي يكتسبه الطالب. وكما قال بيل غيتس "التكنولوجيا مجرد آداة، ويبقى المعلم العنصر الأهم في تحفيز الطلاب وتشجعيهم في العمل معا". هذه العوامل البشرية هي أساس التعليم ولا يمكن تعويضها بأي شيء آخر.

وقد شهد هذا العام في أردننا الحبيب قصة نجاح أخرى للطالبة (سلمى هيثم سلامة) من مدراس الحصاد التربوي التي حصدت المركز الأول في الفرع الأدبي. واسمحوا لي أن أقتبس بعض ما قاله والدها عن ابنته في فيديو متداول له "فهي لم تأخذ أية منصة أو بطاقة، ولم يكن لها إلا جهدها وجهد معلماتها، وهذا أمر يُحسب لمدارس الحصاد التربوي". هذه الكلمات تؤكد على الدور التفاعلي والحيوي لمعلمي المدارس الذي يلعب الدور الأكبر في التكوين الأكاديمي والتربوي للطلبة.

في الختام، يجب أن يُنظر إلى التعليم كمنظومة متكاملة ندرك عناصره الأساسية والمحورية ألا وهي المدرسة والمعلم، مع الاستفادة من المصادر الثانوية والأدوات التعليمية الأخرى.

وأخيراً، أبارك لكل الناجحين وذويهم وأرجو التوفيق لكل من لم يحالفه الحظ في المرات القادمة.