الحرب الدائرة ومجلس الأمن القومي
د. عبدالله هزاع الدعجة
08-08-2024 10:27 PM
في نظرة تحليلية معمقة نجد أن الحرب الدائرة تستهدف المرابض ونقاط القوة لدى محور المقاومة وتحييد القوى الاقليمية لإيجاد واقع باشتراطات موضوعية للتعامل معه بصيغة محددة.
ويظهر ذلك جلياً عند تقييم عناصر القوة وتحليل علاقاتها ببعضها البعض ضمن معادلة الصراع القائمة بالمنطقة وعلى مختلف الصعد اللوجستية والمعلوماتية والاستباقية.
بادر التاج الهاشمي بعقد الاجتماع الأول لمجلس الأمن القومي الأردني الذي يعمل وفق مهام وغايات منوطة به منها تقييم التداعيات الاقليمية والدولية وحسابات الكلفة والمنفعة مما يجري من سياسات واستراتيجيات وتكتيكات أمنية عسكرية.
القارئ لتاريخ الأردن العسكري والسياسي يجد ما يلفت نظره إلى قوة الجبهة الأردنية في الصمود والتضحية والفداء والمنعة وقد يفسر ذلك مقترب مشابه من نظرية ماكندر في الجيوبولتيك حول قلب النظام والأطراف ونظرية جون هيرز حول المعضلة الأمنية لا سيما بعد تعاظم التحليل المركب لمجالات الأمن للفواعل تحت القومية.
التساؤل المحوري الذي يفرض نفسه على الواقع، هل سينتج عن التجاذبات الاقليمية حالة من التوازن الجديد الذي تفسره نظرية استقرار الهيمنة حول امتلاك قوة واحدة للكفاءة الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية؛ وكما طورها روبرت غيلبين وروبرت كيوهين وجورج موديلسكي.