جاء تعيين السنوار على خلاف المعتاد عليه حيث كان يتم بالعادة انتخاب رئيس لحركة حماس و هنا في مثل هذه الظروف وبعد حرب وعدوان مستمر على قطاع غزة قارب على اتمام السنة يتم اختيار قائد عسكري من قلب غزة.

يجدر بنا القول أن هذا الخبر المفاجئ يحمل في طياته صدمة أو رسالة مبطنة لإسرائيل.

القائد يحيى السنوار المعروف بأنه الرجل الأكثر قوة في الشرق الأوسط حيث تصفه إسرائيل أنه الأشد خطرا عليها في تاريخ دولة إسرائيل كما وتصفه بأنه الرجل الأقواى في كل الإقليم و هنا تؤكد حماس و توضح للعالم أن القيادات تبقى قوية وأن الحركة مستمرة لتصل إلى غايتها وأهدافها وهو تحرير فلسطين بإذن الله تعالى.

ردة الفعل التي جاءت من الجانب الإسرائيلي توضح مدى حجم الصدمة التي تلقتها إسرائيل بعد خبر تعيين يحيى السنوار.

السنوار هو من أعضاء حركة حماس الاوائل أسهم بتشكيل جهازها الأمني كما انه يعتبر من القيادات في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحماس، كان له دور مهم في التنسيق بين العمل السياسي والعسكري عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنها مع الاحتلال الإسرائيلي عمل على محاولة إصلاح العلاقة بين السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة من جهة وحركة حماس في غزة من جهة أخرى
كما أنه عمل أيضا على تحسين العلاقات مع مصر اختيار ‎السنوار رئيسًا لحركة حماس، يعني أن القرار بالمراحل المقبلة عسكري وداخلي بامتياز.
وعليه، فإن المواجهة للمقاومة الفلسطينية ستكون تحت عنوان القتال لا المفاوضات، والاستمرار بالحرب حتى هزيمة العدو.

‏‎وبرأينا أن اختيار حماس ليحيى السنوار خلفاً لاسماعيل هنية هو قرار استراتيجي بالغ الأهمية في هذه المرحلة المصيرية يحمل هذا القرار دلالات عميقة، ويمكن تلخيص المشهد القادم بما يلي:
تأكيد حماس على نهج المقاومة الصلب حيث ان السنوار، بتاريخه النضالي وصموده الأسطوري، يمثل استمراراً لخط المقاومة الذي رسخه الشهيد هنية.
و ايضاً تعزيز الموقف التفاوضي، خبرة السنوار الميدانية وصلابته ستقوي موقف حماس في أي مفاوضات قادمة، دون تنازل عن الحقوق الثابتة.
و كذلك توحيد الصف الداخلي، حيث ان قيادة السنوار ستعزز التماسك داخل حماس وبين فصائل المقاومة كافة.
كما ان هذا القرار كما ذكرنا سابقاً يحمل في طياته رسالة تحدٍ للاحتلال، هذا الاختيار يؤكد أن محاولات العدو لتصفية قادة المقاومة لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة النضال.
و كذلك جاء هذا القرار تأكيداً على استمرارية النضال، انتقال القيادة من هنية إلى السنوار يضمن استمرار نهج المقاومة وتطويره.
تحت قيادة السنوار، ستواصل المقاومة تصعيد نضالها بكل الوسائل المشروعة حتى نصل الى تحرير كامل لفلسطين الحبيبة

** الكاتبة باحثة في الشؤون السياسية

tmaraaladwan2020@gmail.com