هل ستنتقم إيران من إسرائيل ثأرا لهنية؟
د.محمد البدور
07-08-2024 10:33 AM
في احد مطاعم عمان القديمة علقت مقالة صحفية على احد جدرانه تكاد تكون مقروءة لقدم سطورها عنوانها "كيف نقضي على إسرائيل بالفول المدمس؟" ومرت السنين ولم يقضَ على إسرائيل ولم ترمَ جثث اهلها بالبحر ولم تتغذَ الاسماك على جيفها واليوم نقرأ تصريحات إيرانية مفادها ضرب إسرائيل ضربة قاصمة لظهرها فما هو شكل هذه الضربة ولونها ؟..
حقيقة يمكننا القول انها ضربت وخلصت ضربتها وافرغت حمم صواريخها والتي تجلت بتصريحات المسؤولين السياسيين وقادة الحرس الثوري وانتهت غزوتها .
من يتتبع الاستراتيجية الايرانية بالمنطقة يجد انها كمن يتصيد بالوحل ويعوم بالمستنقعات، وهذا يعني انهأ قادرة على ضرب اي هدف في اي منطقة رخوة سياسيا وطرية عسكريا وتشهد إقتتال داخلي وإنقسامات طائفية كما في العراق وسوريا واليمن ولبنان ثم تأتي لتتربع على سدة حكمها وسيادة ارضها، ولذلك لن تضرب إيران إسرائيل لا عسكريا ولا حتى بكرباج فايران تدرك اهمية امنها القومي وتحافظ على نجاح إستراتيجيتها بالتدرج بوجودها الاقليمي في المنطقة وتتربص بشؤون الاخرين اذا ما تطايرت شظايا الصراعات اليها او لفحها غبار البارود وهذا لا يقلقها طالما بعيدة عن حدود الجمهورية الاسلامية الثورية ٠
إيران تخشى على برنامجها النووي وقد ادركت منذ ضربتها الماضية انه ليس بمقدورها قصم ظهر إسرائيل او إيلامها وفي خلاصة الامر لن تضحي بأي شيء لا يجدي لها نفعا ولاستراتيجيتها او قربانا للشهيد إسماعيل هنية او الثأر لسيادتها التي تهشمت باغتياله في عقر ديارها وهي تعلم انها استخدمت عصا حماس على الجلد وفقا لمآربها لطالما تلتقي مع إسرائيل في إشعال فتيل الصراع في المنطقة .
وهي تدرك ان الاردن ودول اخرى ستدفع ثمن ذلك التوتر والاضطراب لطالما وجدت إسرائيل ضالتها في مثل هذه الاجواء الملتهبة لتهجير الفلسطينيين وقلب الموازين السياسية لاتفاقات السلام، وبالتالي فان الاردن اول المتضررين من صراع البقاء لاسرائيل والمتجسد بتصفية الفلسطينيين او تهجيرهم والصراع لاجل الوجود الايراني المتجسد بالتمدد في المنطقة وتحت شعار التحرير لفلسطين.