تعيش منطقتنا اجواء تصعيدية لم تألفها من قبل بالسبب غير المألوف الذي يجري منذ أكثر من 300 يوم ويزيد على غزة، فكل ما كان قد حذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين نعيشه اليوم فعسى ان يكون هناك إصغاء جيد لصوت الحكمة لما يحذر منه اليوم مرة اخرى، حتى لا تنفجر المنطقة ونجد انفسنا في شيء لن يسيطر عليه احد، وستكون حينئذ نيران لن تنطفئ بسهولة او بوقت قصير، فالنيران لن تطال فقط منطقتنا بل العالم بأسره فهل تعي اسرائيل والولايات المتحدة ذلك.
أصبحنا بالفعل لا ندري حسن النوايا تجاه المنطقة فهل تشعر الولايات المتحدة بأن الحرب سوف تحمي اسرائيل او هل تعتقد انها بدعم اسرائيل رغم ارتكابها كل هذه المجازر في غزة والاعتقالات في فلسطين انها تحميها.
تساؤلات عديدة بلا اجابة سوى كلمة حرب فهل يريدون اشعال المنطقة والمزيد من الدمار وهل الخراب اسهل عليهم من الاصلاح، الاصلاح والنهضة اللذان كانت منطقتنا تشهدهما على جميع الاصعدة وخاصة الاردن الذي رغم كل هذه الاوضاع لا يزال يستطيع التقدم ولو ببطء وتحقيق اهدافه في التطور والتقدم والتنمية المستدامة، وقبل ان يعايش الاردن هذه الاوضاع كان ولا يزال يُعايش التحديات فلو كانت الدول الغربية قد اجتمعت على تأمين ما تلزمه خطة الاستجابه للأزمة السورية لكان افضل من تجمعها على صرف هذه المبالغ الكبيرة لاسرائيل لذبح الفلسطينيين بحجة انها تدافع عن نفسها وهذا ايضا وضع العديد من التساؤلات والاجابة عنها كلمة واحدة وهى انهم لا يهتمون بالعيش الكريم بقدر اهتمامهم بالحروب.
وضعت غزة العالم على مفترق طرق وأوضحت العديد من المفاهيم التي كنا نعتقد انها صحيحة اليوم نرى بأعيننا معانيهم للعديد من المسائل والمفردات والمصطلحات، ثمنها ارواح العديد من الابرياء من جميع الاطراف.
كبّرت اسرائيل الامل بتوقف الحرب على غزة الى عدم نشوب الحرب واشتعال المنطقة وجعلت الخوف على مستقبل غزة الى الخوف على مستقبل المنطقة واصرت على زرع الخوف في قلب كل انسان يعيش على هذه المعمورة وليس فقط في قلوب اهل غزة، فأين العالم من هذا ؟ اهي فعلا لا تريد التوقف او انها أداة لا يريد صاحبها ان يتوقف.
حمى الله أمتنا
حمى الله الأردن
الدستور