facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما إلك الا الصندوق ..


د. صبري ربيحات
06-08-2024 09:06 PM

بالرغم من ان الهيئة المستقلة للانتخابات رشمت شوارع عمان الغربية بالبوسترات واللوحات التي تروج للمشاركة في العملية الانتخابية الا ان شعاراتها لم تستوففني ولم تلفت انتباهي الا اليوم.

صحيح ان الهيئة بذلت جهدا كبيرا مشكورة عليه وصحيح انها اختارت شعارات حملتها وشخوص اعلاناتها وألوان بوستراتها بعناية لكن الذي استوقفني اليوم كان عبارة " ما إلك الا الصندوق"

للحظة سرحت في تفكيري متسائلا عن الصندوق المقصود في الاعلان الانيق. ومن دون أن اشعر وجدت نفسي منخرط في مراجعة لكلمة صندوق وطبيعة استخداماتها في ثقافتنا فتذكرت الاقوال المأثورة والحكم المتوارثة والاقتباسات التي ورد فيها كلمة الصندوق.

تذكرت عبارات مثل " الصناديق المقفلة" و " التفكير خارج الصندوق" و " صندوق العجائب " و "صندوق الباندورا" و " صندوق العروس " و " صندوق المال" والزكاة و "المعونة الوطنية" و "صندوق الأيتام " واخيرا " صندوق الاقتراع".

في اعلان الهيئة المستقلة " ما ألك الا الصندوق". إشارة واضحة الى ان المواطن الاردني يستطيع أن يكون مؤثرا وفاعلا من خلال الذهاب إلى الصناديق والادلاء بصوته وان فرز الأصوات وتحديد الفائز سيساعد الامة على اختيار النواب الاقدر على تمثيل ارادة الناخبين.

من الناحية النظرية نتفق جميعا مع الهيئة ونثني على الشعار وما يحمله فهو شعار معبر ويبعث على الامل يقول ان ذهابنا الى الصناديق في ١٠ أيلول للادلاء باصواتنا يضمن اختيار نواب اكفاء يملكون القدرة على التشريع والرقابة وقادرين على لعب دور جوهري على المسرح السياسي .

المشكلة في ذهن المواطن الاردني تتعلق بمعنى الصندوق ودلالات المفهوم ورمزية الاستخدام والتجربةالسابقة للناخبين مع الشعارات والصناديق والعملية برمتها.
في العقود الاخيرة من حياتنا السياسية كان هناك بعض الأسئلة حول اهمية الصناديق في فرز الأسماء التي تستحق ان تمثل الناس وحول إدارة العملية وحجم التدخلات وتداخل واضح بين ما حملته الصناديق من ثقل وما لم تحمله الصناديق ، كان بغض تلك الصناديق يتأخر في الوصول وبعضها يتعدى عليه و كانت الاصوات تعد مرارا وبعض صناديق المناطق البعيدة تأتي متأخرة كان البعض يشتكي من البعض وعلى البعض. وفي النهاية يتصالح الجميع على قبول النتائج.

في بلادنا حاجة ملحة الى ان تكون الصناديق هي الحكم الوحيد والفاصل بين طروحاتنا واجتهاداتنا وخياراتنا . فمن غير المعقول ان تجري هندسة المستقبل بعيدا عن ارادة الغالبية ومن غير المجدي ان يفكر نفر قليل نيابة عن الامة ليقرروا ان فلان يرث وفلان لا يرث ...

نعم نحتاج على الصعيد الاداري ان نفكر خارج الصندوق وان لا نبقى أسرى لممارسة تقليدية قاتلة . المؤسف اننا لا نفكر خارج الصندوق عندما يتعلق الامر بالخدمة فعلى المواطن ان يأخذ موافقة عشرات الجهات ليبدأ مشروعا ما. وعلى الفرد ان يطرق الف باب اذا ما أراد أن يحفر بئرا للزراعة او يؤسس مشروعا جديدا.

الاحزاب الجديدة تخوض تجربتها الانتخابية الأولى ومع ذلك تتسابق في ادلاء التصريحات او الوشوشاتةعن قوتها ونفوذها . لم ينتظر البعض لما ستقول الصناديق فسابق الحدث ليصرح بعدد المقاعد التي سيحصل عليها حزبه في الدائرة الوطنية ويضع رقما للمقاعد التي سيحصل عليها كل من الاحزاب المنافسة.

في الدائرة التي اسكن فيها شاهدت اليوم اكثر من الف صورة لمرشح نجح في كل الانتخابات التي خاضها منذ عقدين. وانا على يقين بانه سينجح وايما نجاح وفي كل دائرة اصبح غالبية اعضاء المجلس معلومون لدى المهتمين والمتابعين حتى قبل ان تفتح الصناديق باسابيع وقبل ان تغلق ويحصى ما فيها .

من حق الاحزاب ان تبني الروح المعنوية لناخبيها لكن غير المباح ان بتكلم البعض عن أرقام لهذا الحزب وإعداد ناخبين ويعرض ما يشبه الخريطة الهندسية التي توحي بأن دعوات الهيئة للناس بان يذهبوا الى الصناديق تصطدم مع تفكير البعض بان النتائج محسومة حتى قبل ان تبدأ.

لقد اعجبتني الالوان التي جرى اختيارها كخلفيات للملصقات والإعلانات الرسمية فهي الوان ترابية هادئة تذكرنا بان رؤية الدولة للوطن شمولية لا شللية ولا زبائنية وان حب الوطن ليس حكرا على احد وليس شعارا نتخذه للتقرب من الناخب فكل من على هذه الارض وعلى تراب هذا الوطن يحبه ويفديه بالمهج والأرواح.

اود ان اثني مرة اخرى على كل من يبذل جهدا صادقا في دفع الانتخابات لتصب في المصلحة الوطنية التي تسمو على مصالح الشلل والجماعات ويناى بها بعيدا عن تأثير الطامعين والطامعات والمتنفذين والسفارات وعن كل المصالح الفردية.

نعم لقد سئم الناخب الاردني منافسات اصحاب الشركات والمقاولون والتجار والسماسرة وهم يتطلعون بشغف الى اليوم الذي لا يكون المرشح فيه طامعا في الوصول الى البرلمان لحماية شركاته او لزيادة عقود مقاولاته او لتمرير كل ما يطلب اليه من اجل الحفاظ على امتيازاته بل لتعزيز سيادة الاردن واستقلاليته والتصدي لكل تحدياته .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :