ما زال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتن ياهو مصرا على تتوسيع نطاق الحرب لخربطة الأوراق، وجر الولايات المتحدة الأمريكية لها، مستغلا انشغالها في انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني المقبل، والاستفادة ايضا من ضعف الرئيس الحالي جو بايدن الذي يبدو أنه خارج السياق وتنطوي عليه أكاذيب نتنياهو.
حيث يدرك رئيس وزراء الاحتلال انه بمجرد انتهاء الانتخابات الامريكية ومعرفة شخصية الرئيس القادم، ايا كان ترامب او كامالا سيجبر على إيقاف الحرب فورا.
فانه يسعى من خلال عمليات الاغتيال واستهداف أهداف ايرانية إلى جر الولايات المتحدة إلى الحرب التي- تخشى توسع النفوذ الإيراني- تدفع نحو انشغال الرئيس الجديد في تداعياتها.
وعلى ما يبدو فان الإدارة الإيرانية تدرك ما يدور بذهن نتن ياهو وتتعامل مع استفزازاته بحذر شديد خشية من حرب شاملة او تدخل أمريكي مباشر تجد الاخيرة نفسها متورطة بحرب يصعب ايقافها.
مما يحقق المساعي والأهداف الإسرائيلية الرامية إلى استمرار حربها على قطاع غزة وإعادة ترتيب المنطقة كما يريد نتن ياهو وجماعة المتطرفين من زمرته.
وهذا الامر كان الأردن وما زال يحذر منه منذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي وعبر عن خشيته من اتساع نطاق الحرب وجر المنطقة إلى حرب وفوضى اقليمية خدمة للأهداف الإسرائيلية التي تستغل عامل الوقت وتستفيد من الصمت العالمي لزعزعة الأمن الداخلي الايراني ومن ثم ضرب حزب الله بهدف إعادة الحزب إلى الخلف ومغادرة المناطق الحدودية هذا من ناحية .
اما الأمر الآخر فان حلم التهجير الذي يسكن في عقل اليمين المتطرف الإسرائيلي ما زال موجودا ومطروحا على الطاولة الإسرائيلية، بعد ان فشلت في تهجير أبناء غزة إلى مصر بسبب موقف الاخيرة منه ورفضها له جملة وتفصيلا.
والان فإن جميع الأطراف الدولية بما فيها ايران مطالبة بافشال مخطط نتن ياهو من خلال السعي وبذل الجهود لتفويت الفرصة على دولة الاحتلال، وهذا لا يعني عدم الثأر لدم الشهيد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي تم اغتياله على الأراضي الإيرانية وتوجيه ضربة موجعة لإسرائيل.
وهذا ما تقوم به الأردن التي تكثف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية بما فيها ايران والولايات المتحدة الأمريكية نحو التهدئة والاستدارة أكثر إلى القضية الاهم وهي وقف الحرب على غزة واجبار نتن ياهو على الدخول بمفاوضات حقيقية وجادة تفضي إلى صفقة تؤدي إلى تبادل الأسرى ووقف شامل للنار وانسحاب إسرائيلي من غزة.
لانه بغير ذلك فان المنطقة لن تنعم بسلام وقد تنجر إلى حرب اقليمية الجميع خاسر فيها.
فان الأيام القليلة القادمة ستحدد ملامح المرحلة القادمة واين تتجه الامور، اما إلى حرب شاملة او إجبار نتن ياهو على ابرام صفقة حقيقية توقف الحرب قبل الانتخابات الأمريكية.

الدستور