أعرف كغيري أن الفعل هو للملك ولا أحد غير الملك الذي ناضل على مدى خمسة وعشرين عاما محذرا دول النفوذ في هذا العالم مما يجري في المنطقه اليوم ,فهو الذي حدد وبوضوح تام موقف الأردن الرافض لأن يكون ساحه لحرب اقيلميه.
الموقف الأردني الذي يقوده الملك بينما الأيدي على الزناد بين ايران من جهه وكل من إسرائيل واميركا ودول غربيه أخرى من جهه,يقول لأيران تجنبوا اجواءنا في حالة ردكم على اسرائيل , مثلما يقول لأسرائيل لن نسمح لكم باختراق أجوائنا.
الملك أبلغ بايدن رئيس الولايات المتحده الامريكيه التي تقول لاسرائيل دائما لا تفعلوا كذا وإذا فعلتم سندعمكم وندافع عنكم !,بهذا الموقف الأردني الحازم والحاسم.
الأردن بقيادة الملك هو أول من رفض وأدان الحرب الظالمة على غزه , وأول من كسر الحصار عنها وأول من قدم الدعم لها منذ العام 2009 في مواجهة الحصار البشع الذي يفرضه الاحتلال البغيض عليها , والأردن لم يترك فرصه محليه أو عربيه أو اقليميه أو عالميه إلا واستثمرها في دعوة ومناشدة المجتمع الدولي والقوى الكبرى لوقف الحرب على غزه , ولجم العربده الاسرائيليه في المنطقه وإرغامها على تطبيق قرارات الشرعيه الدوليه بشأن الجلاء عن الارض الفلسطينيه المحتله وإحترام المواثيق والعهود الدولية , الا ان هذه الجهود الكبرى لم تجد أذنا صاغيه في هذا العالم , وبالذات لدى الداعمين لاسرائيل ليس داخل حدودها, وإنما وهي تحتل وتغتصب أرض الغير وتمارس فيها
أبشع صنوف الاستفزاز والتهويد والتهجير والقتل والدمار.
هذا موقف وطني أردني يقوده جلالة الملك بكل وضوح وشفافيه , في وقت يصمت فيه الكثيرون وتتقاطع فيه المصالح والمطامح والمطامع حيث كل يغني على ليلاه, ويسعى من أجل مصالحه وحده , ومن بعده فليأت الطوفان !
الأن المشهد واضح تماما , فالأردن الداعم الأول لقضية فلسطين ومعاناة شعبها الشقيق منذ 76 عاما , من حقه هو أيضا وسط غياب موقف عربي موحد وتشتت المواقف والآراء , أن يسعى جاهدا للحفاظ على مصالحه الوطنيه , متزامنا ذلك مع الثبات على موقفه التاريخي في دعم القضيه والوقوف الى جانب شعبها الشقيق وبذل كل جهد ممكن لرفع الظلم عنه وجلاء الأحتلال عن أرضه كمقدمة لقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني أسوة بشعوب الأرض كافة .
ختاما علينا جميعا أن نتحد دفاعا عن بلدنا ووقوفا شامخا خلف قيادتنا وجيشنا وقوانا الأمنيه في مواجهة أي خطر قد يتهدد بلدنا من أي جهة كانت ,فلا خصومة لنا مع أحد في هذا الأقليم سوى المحتل الاسرائيلي ,وكما لا نتدخل في شؤون أحد نأمل أن لا يتدخل أحد في شؤوننا .
اذا كان هناك من يعتقد ان الأردن (مخلى قوم) فهو واهم , فالأردنيون جميعا ومن شتى المنابت والأصول جاهزون وبالفطره والوطنيه للدفاع عن بلدهم الذي لا ملجأ لهم سواه في وقت هو فيه ملجأ آمن للكثيرين من أشقائنا العرب الفارين بأرواحهم هم وأسرهم من جحيم اصاب اقطارهم .
حفظ الله الأردن وفلسطين من كل سوء ورحم شهداءهم وشافى جرحاهم في غزة وسائر فلسطين وأزال الكرب عنهم انه سميع قريب مجيب .
الله من وراء قصدي .