عمون - ألقى عميد شؤون الطلبة الاستاذ الدكتور باسل المشاقبة كلمة في احتفال تخريج الفوج الـ26 فوج (اليوبيل الفضي) بالجامعة الهاشمية.

وقال المشاقبة في كلمته:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على نبينا محمد الرحمة المهداة والنعمة المسداة

أهلنا الكرام من ضيوف الجامعة الهاشمية
الزملاء الأعزاء من عمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية
الطلبة الخريجين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

إنه ليطيب لي في هذا المقام أن نرفع إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم، ولي العهد الأمين، والأسرة الهاشمية، أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم سمو الأميرة إيمان بنت الحسين، الحفيدة الأولى لسيد البلاد جلالة الملك المفدى.

ثم أما بعد، نلتقي بكم في هذا اليوم المبارك لنحتفل معاً بتخريج الفوج السادس والعشرين (فوج اليوبيل الفضي) من طلبة الجامعة الهاشمية، والذي حمل هذا الاسم احتفاء بالمناسبات الوطنية الغالية.
أيها الحفل الكريم
يسعدنا في هذا المقام أن نتقدم بالشكر الجزيل لأعضاء الهيئة التدريسية الأجلاء على الجهود التي بذلوها ويبذلونها دوما لإعلاء اسم الجامعة الهاشمية ولخدمة هذا الوطن ورفعة العلم وأهله.

أمّا أنتم أيها الخريجون، ما هي إلا لحظات تفصلنا عن احتفالنا بكم، ذلك الموعد الذي طال انتظاره لظروف عصيبة لا تخفى عليكم - مرّ بها أهلنا في غزة والضفة الغربية.

أخواتي وإخواني الخريجين،
ها قد جرت الرياح بما رادت لها سفنكم، لا بل كنتم الرياح والبحر والسفنا. فمع انقضاء حقبة – هي الأجمل في ربيع عمركم، عانقتم فيها ندى صباحات الهاشمية، وقبّلت جدائلُ شمسها جباهَم. تقاسمتم تحت أشجارها هموما كثيرة وأحلاما كبيرة، وإنني أراكم اليوم قد أينعت زهرة شبابكم. ها أنتم تفيض عقولكم ثورة ضد جهل الجاهلين، وامتلأت قلوبكم ثورة ضد المعتدين.

اجعلوا لأسمائكم لسان صدق في العالمين، ولا تلتفتوا لألسنة الحقد والمنتقدين، فحقدهم سيأكل قلوبهم حتما كما التهم عقولهم المتعفنة. لا تكونوا مقلّدين - لسان حالكم - هذا ما وجدنا عليه أباءنا، بل أسّسوا منهجكم الذي تسير به عجلة عصركم، واصنعوا حوارييّن مخلصين -كما أنتم. أخلِصوا نواياكم لله والوطن، واعلموا أن ما زرعتم سيحصده أبناؤكم وأحفادكم - فقد كان أبوهم صالحا.
أخواتي الخريجات، إخواني الخريجين،

اعلموا أن تخرجكم اليوم وحده لا يكفي، وثورتكم على الجهل وحدها لا تكفي، والفكر الحر وحده لا يكفي. أذكّركم بأن آباءكم شابوا ولم يروا فلسطين حرّة أبية، ولم تبكي أمهاتكم فرحا بأقصى طاهر من دنس الغاصبين. وإنه مما يعتصر القلب ألما أن نشاهد شبابنا يملؤون الأزقة شعارات فارغة من مضمونها. وهنا أوصيكم: أكتبوا أمجادكم بالعمل ولا بالقول. احقنوا دماء الشكوى والتظلم ولعن الظلام، وارفعوا أشرعة اصلاح أنفسكم أولا، ثم ابنوا لبنة في جدار وطنكم، واغرسوا الخير في فلدات أكبادكم ومن حولكم.

تعرفوا على قرى الأردن، استيقظوا على حبّ عمّان وجرش، والفدين، ووادي السير، والرويشد، والصفاوي وحمرا الحمد، ولا تجعلوا مساءاتكم تخلوا من معانقة جبال السلط، وعجلون، ومرتفعات الشوبك. ولا تنسوا أن تحجزوا مساحة من قلبكم لدمشق وبغداد وبيروت والقاهرة، وسائرَ أقطار بلاد العرب أوطاني.

أيها الأهل الكرام... ها هي أماناتكم رُدتّ إليكم، محملة بكثير من الأمل بمستقبل يرنو إلى الكرامة، الكرامة التي رواها أباءنا وأجدانا بدمائهم، لأن الوطن دوما هو الغالب. ها هم يودّعون الجامعة معاهدين على تجديد الحبّ لتراب وطنهم، في عينهم اليمنى عمّان، وفي اليسرى أختها قدس الأقداس، وفي مُضغة قلب كل واحد منهم وطن في حجم بعض الورد.

أبارك لكم تخرج أبنائكم وذويكم.