يقول رئيس الوزراء معروف البخيت كلاماً حساساً وخطيراً في توقيت يعني الكثير،ليلة البارحة،في نادي الملك حسين،واذ يستمع رؤساء حكومات سابقين ووزراء وخبراء الى كلامه يأتي السؤال حول سر توقيت كلامه،وهذه اللهجة الحاسمة القوية.
يعلن البخيت في توقيت له علاقة بمصالحة حركة فتح وحماس،وباحتمال اعلان الدولة الفلسطينية في شهر ايلول،ان هناك شروطاً اردنية،ليس من حق السلطة الوطنية الفلسطينية تجاوزها،ويقول هذا الكلام بمفردات ناعمة ودبلوماسية.
يقول الرئيس في رسالة واضحة الى حركة حماس والى السلطة الوطنية ان علاقة الاردن مع اطراف القضية الفلسطينية ليست عاطفية،وان مايحكم الاردن هو مصلحته العليا،بغض النظر عن الكلام العاطفي والجميل من هذا الطرف او ذاك.
معنى كلامه ان لاقطيعة مطلقة مع حماس،ولاتحالف مطلقا مع السلطة وان كل شيء قابل للتبدل اذا حدث تلاعب في الغرف المغلقة.
يضيف بما ُيفهم منه استنتاج بأنه رسالة تحذير الى السلطة الوطنية الفلسطينية،ان الاردن سيعتبر اي دولة فلسطينية بلا قدس،وبلا حقوق الاردنيين من اللاجئين،بالعودة او التعويض،امراً غير مقبول ابداً.
تستشف من كلام الرئيس وفي نقاشات مابعد المحاضرة،ان هناك توتراً غير معلن في العلاقات بين الاردن والسلطة الوطنية الفلسطينية،مرده الى مخاوف الاردن،من قفز السلطة عن حقوق الاردنيين من اللاجئين،بالعودة والتعويض.
لم يقل البخيت هذا الكلام بشكل واضح،لكنه وفي تحليل دقيق اختار توقيتاً مهما ليعلن عبره رسالة غزل الى حركة حماس،مغطياً ذلك بأن مصلحة الاردن سوف تلتقي فوراً مع الطرف الذي يتبنى ذات المطالب.
لم يثبت حتى الان اذا ماكان الاردن سيشارك في حفل المصالحة غداً في القاهرة،وقد سألت الرئيس البخيت مباشرة بعد المحاضرة عن هذا الموضوع فلم يجب بشكل واضح،سوى ماتشعره ان الاجواء ملبدة بشكل ما بين الطرفين.
لايمكن القول ان الحكومة تريد تفجير الاجواء مع السلطة الوطنية،فالرئيس البخيت اكد شرعية تمثيل السلطة للشعب الفلسطيني،لكنه اعاد التذكير بنبرة حاسمة بما للاردن من موقع وحقوق في الحل النهائي.
سبب مخاوف الاردن يعود الى شعور عمان من اي صفقة دولية تؤدي الى قيام دولة فلسطينية،والتجاوز على حقوق الاردنيين من اللاجئين،وقد كان لسلطة اوسلو لعبة مشابهة عام 93.
اعادة شروط الاردن بهذه النبرة ليلة البارحة خلفه سر يقول ان الاردن يستشعر خطراً بشأن ملف اللاجئين،ولولا ذلك لما خرج البخيت في هذا التوقيت ليقول هذا الكلام المحمل بالرسائل.
محاضرة البخيت تحمل عدة رسائل الاولى تحذير شديد اللهجة بمفردات ناعمة الى السلطة الوطنية الفلسطينية،والثانية رسالة غزل الى حركة حماس اذا اخلت السلطة بالتفاهمات السرية والعلنية مع الاردن.
الثالثة الى الاردنيين من اصل فلسطيني بأن الدولة لن تفرط في حقوقهم،والرسالة الرابعة تقول ان هناك تحسساً بين الجانبين مازال قابلا للاحتواء،خصوصاً، ان القصة مازالت في بداياتها.
قال البخيت كلامه ولم يمض في سبيله،اذ ترك الجو غارقاً بأخطر الرسائل.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)