الروائية عبد الغني تتحدث عن تجربتها الإبداعية بمنتدى الرواد الكبار
04-08-2024 12:56 PM
عمون - استضاف منتدى الرواد الكبار، اول من أمس، الروائية والكاتبة الفلسطينية المقيمة في السويد دلال عبد الغني، للحديث عن تجربتها الابداعية والإنسانية، يديرها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.
وشارك في هذه اللقاء كل من الدكتورة مرام أبو النادي، الناقد زياد الجيوسي، وحضره جمهور من رواد المنتدى إلى جانب مديرة المنتدى هيفاء البشير، التي قالت نستضيف الروائية دلال عبد الغني الفلسطينية المولد والإنتماء والمقيمة في السويد، لتحدثنا عن تجربتها الإبداعية والإنسانية، لافتة إلى أن قضية فلسطين مازالت هي القضية الاولى في العالم في حدة الصراع واغتصاب حق المواطن الفلسطيني وتهجيره من وطنه الأم ليحل مكانه عدو غاشم يرتوي من سفك دماء الأطفال والأبرياء، تسانده عدد من دول العالم الغربي وقد ذاق كل مواطن فلسطيني منذ النكبة في عام 1948 وحتى الآن العديد من التعذيب ومرارة التشريد وفقد الأهل والأحباء، ما يجعل في كل بيت قصص لا تعد ولا تحصى تملأ المجلدات، فعبدالغني التي نالت من هذا العذاب، عذاب الهجرة والإعتقال في سجون الإحتلال حتى استقر بها المقام في دولة السويد.
فيما قالت الدكتورة مرام أبو النادي: نحن هنا من اجل أن نلقي الضوء على جزء من تجربة دلال عبد الغني التي بزغ إبداعها الأدبي فهي الوحيدة القادرة على كشفها، فقد وصلنا من ابداعها باللغة العربية ثلاثة روايات لعبدالغني هي رواية "رؤوس هشة على حافة الانكسار"، ورواية "ظل التانغو"، ورواية "غربة الحجل"، لافتة إلى أن الإنسان هو حصيلة متكاملة من التفاعلات والظروف والثقافة والخبرات والإيمان بمبادئ فالإبداع بالكلمة والفكرة لا يكون وليد لحظة ولا يكون لشخص غير متفاعل مع هذا الكون وقضاياه يجلس بتبلد نادبا ظروفه، فالإبداع حالة تكللت عند الروائية عبد الغني الفلسطينية التي تعيش في السويد منذ 35 عاما.
ثم تحدثت أبو النادي عن روايات عبدالغني حيث أشارت إلى أن رواية "ظل التانغو|، ورواية "رؤوس هشة على حافة الانكسار"، هما أنموذجان من إنتاجات الروائية، فقد استشهد بالجوهر المتقاطع في الظواهر التي تعني وتهم بها، حيث اختارت لرواية "ظل التانغو" التركيز على التناقضات في المجتمع واختلاف الثقافات في السويد وتأثيرها على النسيج الاجتماعي كما سلطت الضوء على صورة المرأة في المجتمع الشرقي وحالة الاضطهاد الاجتماعي وأثبتت أن الضغط يولد الانفجار بكسر المرأة للقوانين والخروج عنها مما يكلفهن حرمانهن من أبنائهن. وفي هذه الرواية تصور عبدالغني الرجل الشرقي بدون تعميم، فهي تقصد الرجل الشرقي التقليدي.
أما في رواية "رؤوس هشة على حافة الانكسار"، فقد اخذت فيها القاعدة المكانية للرواية السويد، بالإضافة إلى سلسلة من الأحداث التي تتفجر عن ظواهر أهمها تعامل المهاجرين مع القوانين في بلد أجنبي أيضا التعامل مع المرأة واضطهادها.اما الفكرة الرئيسية فهي حول التقاطعات المشتركة بين إنتاجاتها الأدبية ضمن شخصيات وأحداث مختلفة، كما أنها تحاول أن تكون مؤثرة في المجتمع السويدي.
وخلصت أبو النادي إلى أن عبدالغني التي عاشت في الكويت ودرست في الجزائر وكان لها عيشا في سوريا والولايات المتحدة واستقرت في السويد؛ فهذا التنقل المكاني الجغرافي لا يعكس حالة من الرفاهية فمن المؤكد أنها واجهت تحديات وصعوبات نضيف إلى ذلك أنها كانت مؤججة بمشاعر الحرية فلا يمكن أن نستثني رحلة نضالها كونها كانت سياسية نشطة وكان السبب في اختيارها السويد بلدا للاستقرار كل ما ذكرته كان سببا أساسيا في صقل شخصيتها الذاتية وبالتالي الحالة الإبداعية.
فيما استعرض الناقد زياد جيوسي، سيرة الروائية التي تحمل الجنسية السويدية وشهادة الماجستير في علم النفس الاجتماعي، لافتا إلى أن حصولها على هذه الشهادة توضح توجهات الكاتبة في رواياتها المتعددة بمعالجة قضايا اجتماعية وخاصة لدى المهاجرين العرب في السويد بشكل خاص، حيث نجد الكاتبة اهتمت بالأبعاد الاجتماعية وخاصة موضوع التكيف بين الماضي وبين قوانين بلد غربي، وهو تصادم في الثقافات المختلفة، واهتمت بالخلفيات النفسية لكل شخوص الروايات تقريبا والعوامل التي بنت شخصياتهم وسلوكهم.
واشار جيوسي إلى أن عبدالغني اصدرت ثلاث روايات تتحدث عن وضع المهاجرين العرب في السويد وهن "رؤوس هشة على حافة الانكسار"، وراية "غربة الحجل"، التي تربط فيها بين الماضي الفلسطيني في الحاضر، ومعاناة الأسيرات الفلسطينيات، وأما رواية "ظل التانغو"، كما صدر لها لكتابين على شكل دراسات عن تمكين المرأة وكتاب عن الفلسطينيين في الشتات، وعدة كتب مشتركة مع كُتاب سويديين، وضيفتنا محاضرة وصُحفية ومترجمة وعضو محلف في محكمة مدينتها فكشو في السويد.
ثم تحدثت الروائية دلال عبدالغني عن تجربتها ومسيرتها الابداعية وتنقلها في بلدان عدة، لكنها كما قالت "كانت أقل غربة عن نصف عمرها الحالي في السويد كونها كانت في بلاد تجمعنا بها اللغة والانتماء"، مشيرة إلى أبرز التحديات التي واجهتها اثناء هذه الرحلة، فعندما وصلت إلى السويد وهي شابة ومعها ثلاثة أطفال، كان التحدي الاكبر بالنسبة لها هو اثبات هويتها ووجودها والتعريف بهما، مبينة أنها حققت جزء من ذلك من خلال إنجازها لدرجة الماجستير في علم النفس الاجتماعي في جامعة سويدية.
ثم تحدثت عبدالغني عن مشوارها مع الكتابة والتأليف قائلة: "بدايتي مع التأليف تمت بمشاركتي في عدة مسابقات ثقافية بقصص قصيرة كنت اجمعها على شكل كتاب انتولوجي للمجموعة من المهاجرين باللغة السويدية، وكان أحد الكتب قد ترجم حرفيا بعنوان "البلد الجديد"، وكتاب يتناول "كيف يمر الزمن على السجين في سجون الاحتلال، وانتقدت فيه طريقة تعامل السويدين مع الأجانب".
وقالت الروائية إنها في كتاباتها لا تبحث عن تجميل الواقع وهذا لا يعجب البعض، وهناك من يقول لها "تنشرين غسيلنا على الحبل، فأنا في كتاباتي باحث عن القارئ الذي يجد في هذه الكتابة مرآة تعكس له ذاته، ففي الغربة يميل الإنسان إلى تجميل الماضي على حساب الحاضر، وفي كتاباتي لا اسعى لتجميل الواقع انما اكشفه بمرارته وبجرأة، رغم علمي أن الإنسان في كثير من الأحيان لا يهوى الحقيقة التي كثيرا ما تكون غير متحضره وغير إنسانية".
وخلصت إلى أنها تكتب في الغربة فيقرأ الغريب ابن البلد الجديد بمنطق وزوايا لم يعهدها، ويقرأ القريب حيث تمس قلبه سطر ربما يجد فيه ذاته او يتسطيع مواجهتها، وفي تلك الحالتين هذا مكسب ثقافي بحت لا شكر لي عليه، ولا اكتب من اجل ذلك فقط وانما لاني احب الكتابة التي استقيتها طفلة من على سطح بيتنا في منجاتي للسماء وحين رمتني الاقدار في غربة بلا نهاية اصبحت الهجرة عالمي في الكتاب فالهجرة سواء كانت قصرية أو اختيارية هي قضية هوية ووطن، كما انها بوح وعلاج نفسي لي.