هرم في الجنوب اسمه اعيال يوسف صالح الطراونة
د. عدنان متروك شديفات
04-08-2024 12:01 PM
حينما تيمم نحو الجنوب الحر وإلى الكرك تحديداً، أعلم بأن الأيام رسمت خط على الطريق الصحراوي ، وأن تاهت بك البوصلة سيرشدك الى السهول المليئة بالخير وحب الناس، هناك تستشعر عبق الماضي، وأناس لا يعرفون ولا يوجد في قاموس الحياة لديهم كلمة لأ ، في الكرك يوجد قلعة ولكن مع الزمن ستكتشف بان هنالك هرم وتلاحظ الخير يطل منه عبر الكندوش الملئ بالخير وفيه ترحاب للقاصي والداني، مُطعم للضيفان وهو سبيل أعيال المغفور له الحاج يوسف صالح الطراونة ولد جبريل " أبو عاطف" الذي أسس لسواعد الخير منذ التواجد التركي العثماني إلى يومنا هذا ولا زال أبناؤه يحملون محبته ومحبة الناس في صدورهم وقلوبهم، وهو من أسس لمداميك الخير ومغاليق الشر، ألتصق أسمه ببواكير نشأة الأردن وهو سنابل لقمح التي عانقت السهول مختاله بالخير اجزله، يحملون معهم الخير إينما حلوا ، من مؤاب الفخر والذخر والكبرياء جنوبيي الهوى والمعدن وأن لوحتهم الأيام فأن والدهم أسس ليكون بيته محجاً لكل الزوار شأنه في ذلك شأن اهله ممن جسدت أفعالهم الخير والمعاملة الحسنة في كل بيوتهم.
ذات يوم كنا على باب منزل البكر المهندس عاطف أكبر إخوته، بادرت بالسؤال أين منزل أبا الليث لتخرج فتاة أردنية الهوى وجنوبية الجدائل، وتقول وصلت هذا منزل أبو الليث ، عرفت أنذاك أنه بيت الخير، وحينما غادرت أتفاجا بمكالمة هاتفية وإذا الليث الأبن البكر للمهندس عاطف يباغتني وصلت والأمانه وصلت للوالد وحينما ردد صديقي المرحوم النائب حازم المجالي وغنى في منزل أبو الليث عندما فاز بانتخابات مجلس النواب رئيساً " حنا كبار البلد حنا كراسيها" لم تخذله الذاكرة ولا السنين، ولم يخذلني الحنين ولا الجدائل الكركية، ذاك أن الكبرياء لم يأتي فجأة ولم يكن حقنة تباع في الصيدلية بل هو فعل يسبق القول لعيال يوسف صالح الطراونة رحمه الله وتغمده بواسع رحمته ورضوانه، ولم يكن وليد لحظة ولم يأتي بالعنف بل من سمعة طيبة ورثوها كابراً عن كابر في المجتمعات كلها، ويحسب لهم كل الحساب في كافة الميادين ذاك ان الخلق الكريم الي اكتسبوه من رحمة والدهم وأعمامهم تخولهم لقيادة الصف الكركي، فالمناقب كثيرة
والمقال لا يتسع لذكرها.
ذات مساء صيفي لاهب وفي مقر عاطف الطراونة بالكرك انبريت لأتحدث للحضور عن مكانة أبا الليث فحظيت بمحبةً تملأ الأردن مهابةً، كيف لا ونحن في حضرة الكرك وقلعتها وهرمها .
في الكرك حينما تطل من بين السهول يخطر إليك تذكر يوسف صالح الطراونة وإخوته وتتسائل يا الله ما الذي قدمه هذا الرجل في حياته ليلقى اولاده كل هذا القبول لدى الناس والمحبين، فمحبة الناس من الله يمنحها لمن يحب ،
يا أعيال يوسف الصالح ترى ماضيكم عز وفخر، وحاضركم شموخ وإباء وكرم وشهامه، وأنتم شامه على خد الجنوب الأردني الطيب، بوابة الفتح منذ جعفر الطيار صاحب السيف ومنذ جدكم صالح صاحب اليد العليا، وسيد فتيانها النجب وسنابك الخير " الكريم الصامت" حينما كانت بايكة القمح ومخازنه محجاً لكل الباحثين عن الزاد، في بيوتكم دفء إجتماعي، إينما تولون وجوهكم تحملون الصيت والعلم الأردني وخارطة الوطن معكم، بيت منبعه شرف ومراجع للعلم ، وانتم معول البناء الوطني، تزدان عقولكم بالحكمة والحنكة والدراية، تيممون نحو الهواشم ولا يوجد لكم أي قبله اخرى، اججتم بالأردنيين محبة الوطن والقيادة، مما زاد معدنكم لمعاناً....
فسلام عليكم وانتم اللذين إذا قالوا فعلوا ولم تعرفون الغدر ولا الخيانة بل متسامحين حد الورع فسلام على الجنوب حينما يكون النتاج وطنياً واليد التي تقف مقابل الشمس حينما تشتد حرارتها على وطني ، رحم الله والدكم الشيخ الحاج يوسف صالح الطراونه صاحب البخت والكرم والباب الواسع والديوان المشرع للضيوف ولمن تقطعت بهم السبل ومسكنه الآن يطيب وتفوح منه الرياحين والسؤدد...