يا بعض هؤلاء .. العبوا بعيداً عنا
فيصل تايه
04-08-2024 09:52 AM
مهما يكن.. فلن نسمح لأي صراع من صراعات الأشخاص وأحقادهم أن تطغى على تفكير اي منا، وعلى المازومين المترجفين أن يفهموا ان الاردن ليس رهناً لمشيئة أفراد أو جماعات او شلليات، بل عليهم أن يدركوا ان كل الاردنيين لهم الحق في المشاركة الفاعلة من اجل عيون الوطن، وفقاً لمبادئ التعددية والتوجه الديمقراطي بمفهومه الشمولي العميق، ونحن ماضون الى استحقاق دستوري سيفضي حتماً الى تكريس هويتنا الحضارية الجامعة عبر الآليات الدستورية التي تحترم الحقوق والمسؤوليات، والسياسات العامة الرشيدة، والتنمية المستدامة المتوازنة، ضمن دولتنا الاردنية المدنية المتحضرة.
لن يحبطنا بعض من هؤلاء الذين يعتقدون ان من الممكن لهم ان يتحكموا بأطراف استحواذية تملك فكرً اقصائياً مأزوماً، وفي ذلك نذكرهم انهم غير قادرين الا على الخنوع للواقع والاعتراف بالخيرين من ابناء هذا التكوين العتيد، وبحقهم في البقاء والمواطنة والمشاركة، وعليهم أن يسووا حساباتهم بعيداً عن تراب هذا البلد الأمن بالأمان وبالطرق التي يرونها مشبعة لأحقادهم وعداواتهم، وليعلموا ان الاردنيين برمتهم لا يعنيهم سوى الالتفات الى استكمال بناء الدولة الاردنية المدنية المتحضرة والخروج من اية احقاد ومكتسبات مرتبطة بالجاهلية الأولى ومن لف لفيفها، وعليهم المضي قدما في تحقيق أحلامهم في دولة المواطنة القائمة على العدل والحرية والمساواة والحياة الفضلى، بعيداً عن سلطة الاستثناءات من العصبويات المتخلفة المتنافية كلياً مع المفهوم المعاصر للدولة الوطنية الاردنية المعاصرة..
يجب ان نعي تماماً انه ليس من الخطأ ان نجتمع في إطار المواطنة، الخطأ أن يصبح الوطن شلليات مازومة -لا قدر الله-، لا ترى سوى نفسها، كما وان الخطأ هو أن ننحاز لعصبويات هدفها اقحامنا في اللاجدوى من القصص والحكايات، الخطأ هو أن يتحول المشروع الوطني النهضوي الاردني الذي مضينا العمر في انجازه إلى مشاريع في جيوب أشخاص عصبويين يتحكمون ويهيمنون ، الخطأ هو أن نكرس مبدأ الفرز على أساس الانتماء الجغرافي او المنبتية المقيته على اساس اصول الشرش والمنبع ، الخطأ أن يصر البعض على هذا النهج في إشعال الفتن ، لاننا شركاء في حياة كريمة آمنه نلتحف سماء الوطن بغطاء يحمينا من عبث العابثين .
كلنا صبرنا ، ونعيش باستمرار على أمل الغد ، في ظل ظروف عانى منها العالم اجمع ، فالكل منا ينتظر إنفراجا حقيقياً يطال حياة المواطن ويميط سحنة البؤسه ، انفراجاً يصلح كل المعضلات ويخفف من كارثة البطالة ويعزز دولة المؤسسات ، وينمي الاقتصاد القائم على الإنتاجية ، ما يعني أننا لا نملك خيارات متعددة وآمنة سوى المضي في إكمال مشاريعنا النهضوية والتصدي لايه محاولات ترمي الى ايقاعنا في اية تجاذبات مقيته لنخوض تراجيديا هزلية بطلها المتوّج هو الفوضى بلا حدود ، فلا داعي لاجترار مثالب من قبل البعض ولا ازدراء من الأخر ، المسألة الآن هي الكف عن واقع العدائية التأزيمية بالأدوات التي نبغضها جميعا .
نعلم يقيناً أن المعوقات امام عجلة الاصلاح الذي ترجاه كثيرة ، ونعلم أن الصراع تديره نفس العقليات ، ونفس الأشخاص، ونفس الثقافة، ونفس القوى ، وليس بالإمكان التخلص من كل هذا الإرث بسهولة، لكن كل المحاولات تستحق أن نستمر في خطى التوافق والجد والعمل فربما لدى المغيب ما يتمناه الجميع..
أخيرا دعوني أقول ان الإشكالية في الأساس إشكالية انتماء حقيقي ، وكذلك اشكالية ثقافية بحتة متعلقة بوعي الإنسان تجاه الدولة والوطن والمجتمع المدني والمواطنة الحقة ،
فلنعمل في إطار العمل الجماعي الذي يمتلك برنامجا أو مشروعاً للتنمية الشاملة والبناء النوعي، بعيدا عن العمل في خندق التصدي للآخر ومحاربته والحط من شأنه، بل اشراكة في العمل على هدف وحيد وهو مصلحة الوطن العليا ، في ظل ثقافة اجتماعية واحدة بعيدا عن ركائز الاستقواء والإلغاء والتشبث الأحادي بالفكرة والقرار والسلطة والأشخاص ولنستظل براية وفكر ابن هاشم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ولنكن على قدر المسؤولية في حياة حرة كريمة ، والتي توصلنا الى يقين دائم اننا نحن من نصنع مستقبلنا بايدينا وبجهود الشرفاء من ابناء تكويننا الواحد والتي يريدها لنا جلالته دوماً ابد الدهر ..
مع تحياتي