في اللقاءات والاتصالات الهاتفية اتلقى سؤال عن الصحة والاحوال وماذا افعل في هذه الأيام ، ويكون جوابي الدائم بأن أعلن بأنني ( مُجاز ) وليس متقاعداً والسؤال أيضاً ماذا يفعل زملائي الكُثر ، بإعتقادي أنهم اختاروا في السنوات مرحلة تفرض على كل مواطن أن يعيد النظر في تجربتهُ بغية تلمس الطريق تجاه ما يمر به الوطن الأردني وكذلك الأقليم ونكتفي بالمناسبات الأجتماعية وتلمس الأخبار بعضها يدمي القلب والأخر أخبار الكتل النيابية بانتظار الحسم في العاشر من أيلول القادم او شريحة كبرى تفضل الصمت وتستمر في ممارسة تفاصيل حياتهم اليومية الروتينية .
قبل بضعة أيام توقفت عند مقال نشر على " عمون " للصديق أحمد سلامة " الشرق الاوسط وسوء الارادات تركيا وايران ويهود حماس " ، وكعادته يتحفنا بالتحليل السياسي الراقي وبالذاكرة الفوتغرافية ، فأول ما تبادر الى ذهني أين معالي الخال نذير عبيدات رئيس الجامعة الأردنية من فكر أحمد سلامة ولماذا لا يختاره مدرساً في أحد فصول كلية العلوم السياسية " فري لانسر " وبالمجان لأننا نؤمن ما كان يقوله الراحل الأمريكي جون كندي " لا تسأل ماذا قدم لك وطنك ، لكن أسئل نفسك أنت ماذا قدمت لوطنك " .
كنت أحب أن أقرأ للعلامة علي محافظة ولعبد العزيز الدوري ، وجبراً أبراهيم جبراً ، كان ذلك في التاريخ أما اليوم فانني أحب أن أقرأ لأحمد سلامة ، ويبدو أنه غاب عن باله البيان رقم واحد وانقلابات الأمة ، لان الزمن بدأ يكشف أسرار أنقلابات الشرق الأوسط واهدافها ولا شك بان الزمن كفيل باعطاء المزيد من هذه الأسرار .
في الذكرى أستعمر الغرب الهند وواحدة من الروايات أنهم فعلوا ذلك من أجل التوابل ذات النكهة ؟ والمعادلة أن الأيام متداولها فيما بيننا فاذا الهنود يحكمون بريطاينا العظمى بما يسمى سوناك ، وأخرى ستحكم الدولة الأعظم الولايات المتحدة وهي كمالاهاريس الهندية أيضاً .
اذا كان شر البلية ما يُضحك فالبلية ذاتها تحولت الى صنعة عند المنتصرين في الحرب العالمية وعددهم خمسة فقط يساندهم نصف الأعضاء في الأمم المتحدة وبعضهم يُصدروا كتب ذكريات يعتقدون أنها جميلة وفي جيوبهم قنبلة موقوتة جاهزة للإنفجار إسمها حق النقض الفيتو ، ولديهم نظريات تُعلمنا حقوق الأنسان والديمقراطية وحق الإجهاض وغيرها من النظريات البائسة وكأني بهم يعلمون كما يُعلم كتاب " فن الطهو " وعمل الوجبات اللذيذة ، الا أنه لا يضمن لك النجاح اذا لم تتقيد بالتعليمات الواردة فيه ، كما لا يتضمن كتاب فن الطهو مسؤولية الوجبة المحروقة .
نقرأ نقداً ذاتياً وتقييماً وتخصيصاً ونشاهد قمماً تُعقد هنا وهناك في مقر الاتحاد الاوروبي وفي بلادنا ونستمع الى بيانات ختامية وهناك أشياءٌ تقال او يجب الا تقال هكذا بصراحتها ولو مؤلمة حتى لا تتعارضمع نواميس دولية كثيرة .
بالمقابل فان هناك مسيرة او مظاهرةً تُغلق الطرق وتُبشر بالأمل مع كذبة الحفاظ على حياة المدنيين في الحروب ومحاربة المجاعات وغياب المستشفيات وسيارات جمع القمامة .
في كتابات احمد سلامة لا يقول عن الاردن الضفة الشرقية ولا يتحدث في حلقة مُفرغة ولن يكتفي بالنقد الذاتي لانها فتحت الباب امام قرن من الزمن ويزيد من النضال وفي اطار جديد يتوسد التاريخ، ذلك القرن الذي مضى وقادهُ الهاشميون ولا زالوا اذا تلك صرخة القدس وفلسطين والأردن الغالي .
سلمت يداك ابو رفعت واقول لك واصل طريق حُلمك لمواجهة الوضع الجديد بعيداً عن الذي أعدهُ أصحاب الحل العسكري والسياسي وبعيداً عم التفاؤل والشاؤم ، لانك تلميذ الدكتور عبد الكريم الغرابية ومحمود السمرا وناصر الدين الاسد .
نختتم لنقول تقاعدنا صحيح لكننا لا نزال جند الاحتياط وننتمي الى فيالق الجيش العربي .