الصورة الأدق .. هل قُتل هنية .. أم استُشهِد؟!
محمود الدباس - ابو الليث
31-07-2024 07:18 PM
ليس مهما إن قُتل اسماعيل هنية أم استُشهِد.. فقد أفضى إلى ما قدم.. ونحسبه شهيداً عند الله.. وندعو الله أن يحشره مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقا.. إن حدث تصفية اسماعيل هنية.. ما هو الا مسماراً كبيراً دُق في جسر التحرير.. ولن يكون -لا سمح الله- من آخر المسامير التي دُقت في نعش المقاومة..
هنية سار على درب من سبقوه.. وحمل راية الكفاح والمقاومة في وجه العدو المتربص.. ويكفيه شرفاً أن العدو استهدفه وحاول تصفيته.. لأنه لم يسلك طريق الرضوخ والانصياع..
إن قصة هنية.. هي قصة كل من وقف في وجه الظلم.. واستمر في النضال رغم كل الصعاب.. هي قصة الصمود في وجه الاستبداد.. والإصرار على تحرير الأرض والكرامة..
هؤلاء الأبطال.. الذين يسقطون على طريق التحرير.. لا يرحلون.. بقدر ما يخلدون في ذاكرة الشعوب.. وفي صفحات التاريخ..
هنية.. مثل غيره من قادة المقاومة.. يعرف أن الطريق إلى الحرية مليء بالتضحيات.. وأن العدو لن يتوانى عن استخدام كل وسائل القمع والإرهاب.. لإخماد صوت الحق..
لكن هؤلاء الأبطال يعلمون أيضاً أن الموت في سبيل الحرية هو حياة. وأن النضال من أجل الحق.. هو أسمى معاني الوجود..
العدو يظن.. وبغباء.. أن بتصفيته أحد القادة.. سينتهي أمر المقاومة.. أو ستضعف قوتها.. لكن.. غاب عنه أن المقاومة ليست مجرد أفراد.. بل هي فكر وفكرة.. فكر متجذر في العقول والاذهان.. مرتكز على ثوابت لا تتبدل.. ومبادئ راسخة..
وفكرة تولد من رحم الظلم.. وتنمو في قلوب الأحرار.. ولا يمكن قتلها أو إخمادها. مادامت هناك أرض محتلة.. ومادام هناك حق مسلوب مغتصب.. وستظل المقاومة مشتعلة في النفوس.. وستظل تنجب الأبطال الذين يسيرون على درب هنية ومن سبقوه..