رحم الله الشيخ اسماعيل هنية وطوبى له وللشهداء
الدكتور مهند عبد الفتاح النسور
31-07-2024 04:55 PM
ان الموضوع الحقيقي المقلق هو توقعاتنا من الاخرين و في هذه الحاله من ايران. ما اشبه اليوم بالامس الا يذكرنا اليوم بالاجتياح الذي يحصل لايران هذه الايام في ماضي العراق إبان حرب ١٩٩١. هل عاطفتنا دائما تسوقنا الى ايجاد او تصديق ان هنالك قوى كبيرة لدينا في عالمنا الشرق أوسطي، هل سقطت ورقة التوت عن ايران و ظهر حجمها الحقيقي و ليس كما نحن نريد او كما هم يصورون.
لا اعرف كيف لايران أن تنام ليلها و هي في هذا الوضع قبل شهور اغتيال رئيس الجمهورية في ارضها و اليوم اغتيال احد اهم قادة حماس على ارضها ايضا. هل انهار العمل الاستخباراتي و الدفاعي الذي عمل عليه قاسم سليماني لسنوات؟ كلها اسئله برسم الاجابه و لكن الواضح ان هنالك تحرك كبير و قوي لتحجيم ايران و برائي الشخصي المتواضع بان ايران لا يمكن ان تكون متواطئة في السماح و التنسيق و تنفيذ اغتيالات على اراضيها، فهذه مهانه وأيها مهانة.
يظهر بأننا نمني النفس دوما ، مع تحفظ الكثير منا على ايران، بأن تظهر دولة قوية توقف غطرسة الاحتلال و محبيه و لكن هيهات - مجرد احلام و اوهام و أمنيات .. ماذا عن أمنياتنا و أحلامنا في تركيا والتي لم تكن في منأى عن كل هذا هي أيضا و بتهديد نتنياهو لاردوغان مباشره بان تكون نهايته كغيره من روساء الدول العربية ….. ايضا نتمنى و نحلم ان تصد تركيا عنا العدوان و لكن هيهات هيهات -
يا أمة تعيش في الماضي و في أحضان الاخرين من قرون طويلة تارة في حضن الفارسية و تارة اخرى في حضن السلاجقة و الاتراك و ما اجمل و ادفىء الحضن الغربي ، أفيقي أمتي من نومك الطويل يكفي أن نكون اهل الوهم و الخيبات الجميلة ، استيقظي من سباتك العميق الطويل المعتاد…. الصحوة قادمة بلا شكً و لكن من اين سوف تكون و لكن المؤكد ليست من عالمنا العربي ..
وأنهي كلامي بالأبيات التالية لعل وعسى
"لكن أذكركم فقط فتذكروا ،
قد كان هذا كله من قبل واجتزنا به
لا شئ من هذا يخيف،
ولا مفاجأة هنالك
يا أمتي ارتبكي قليلاً، انه أمرٌ طبيعي
وقومي انه أمرٌ طبيعي كذلك"
رحم الله الشهداء و الصادقين و المستضعفين و تقبلهم، و رحمنا الله في رحمته و انا لله و انا اليه راجعون