هنية ارتقى شهيداً فائزاً وايران قصرت في حمايته
د. محمد حيدر محيلان
31-07-2024 04:50 PM
ان مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية بغارة اسرائيلية على مقر اقامته في طهران يعتبر اعتداء واضح على الاراضي الايرانية وعلى دولة ايران جهارا نهارا ويعتبر مخالفا لميثاق الامم المتحدة وانتهاكا لسيادة ايران، وباعتبار ان اسرائل تعتبر حماس ممثلا ووكيلا عن ايران في المنطقة، وانها عدوها اللدود، فيوجب هذا على ايران الرد السريع والانتقام علاوة على مطالبتها بمقاضاة اسرائيل على تجاوزها وانتهاكها لاراضيها وسيادتها كدولة لها سيادتها وكيانها المستقل.
الإعلام إيراني، صرح أن "اغتيال إسماعيل هنية وقع في حوالي الثانية صباحا بتوقيت إيران، وكان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين في طهران"، اذا كان المقر خاص فكيف توصلت اسرائيل لموقعه؟ ، وهو ما يكشف قصورا او تقصيرا في حماية وتأمين شخصية كبيرة مثل هنية المعروف أنه على قائمة المستهدفين بالاغتيالات من جانب إسرائيل.
تصريحات ايران التي تحتفظ بحق الرد، او تتوعد بالكلام لا تبعث على الامل للانتقام لمقتل هنية، رغم ان مقتله كان على اراضيها وهو من اهم حلفائها على الاطلاق بل اتوقع كعادة ايران عند اغتيال اسرائيل لكثير من قادة حماس وفلسطين، ستصرح بكلام عام وتتهم امريكيا بالاشتراك بالتخطيط لمقتل هنية، لتفريق دم القتيل وتوزيعه بين الدول، لكي لا تطالب بالانتقام لمقتله، وستطالب ايران باحكام عامة وعقوبات اعلامية وتنديدات واستنكار لا تتجاوز مطالبة الراي العام ومنظمات العالم الرسمية باتخاذ إجراءات وعقوبات ضد اسرائيل، وربما تحدث ضربة من حزب الله او من ايران لموقع غير مؤثر في اسرائيل، ردا على مقتل هنية تعبيرا عن انتفاضها وانتهاك شرفها وسيادتها ،اشبه بغضب زليخة عندما طالبت بالسجن ليوسف عندما ادعت كاذبة انه راودها عن نفسها ولو كانت صادقة لطلبت قتله انتقاما لشرفها، (قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ) فاختارت مسبقا زليخة الرحمة ليوسف، عندما اعطت الحكم بالسجن او عذاب أليم، يعني تقول لزوجها احذر ان تقتل يوسف فهو عشيقها وحبيبها، وكذلك ايران لن يتجاوز رد فعلها التنديد والتصريح بان الرد سيكون مؤلم، ولكني لا اعتقد ان ترد ايران وحلفاءها بقوة وبشكل موجع ومؤلم لاسرائيل على مقتل هنية، وابادة الشعب المستمرة في غزة وفلسطين من قبل اسرائيل، مهما بلغ السيل الزبى وتعاظمت جرائم اسرائيل في حق غزة وفلسطين وغيرها، ولكني اتوقع رد فعل عنيف من المقاومة حماس ورفاقها في غزة وفلسطين، ولا اضن ان تتوسع الامور لتصل لحرب على مستوى اقليمي.
ان اغتيال القائد هنية سيعرقل مفاوضات التهدئة وتبادل الاسرى بين حماس واسرائيل ويعتبر نقطة تحول كبيرة في الصراع والحرب الاسرائيلية على غزة وسيكون له تداعيات كبيرة في المنطقة وردود فعل من قبل الجماعات الفلسطينية في غزة وغيرها.