رسالة ملكية قاسية لاتحاد العمال
نبيل غيشان
03-05-2011 03:41 AM
حملت ذكرى عيد العمال هذا العام نكهة مختلفة نضجت على وقع انتفاضات الشوارع العربية وارتفاع منسوب المطالبات الشعبية بالحرية والعدالة ومحاربة الفساد والاستبداد.
وفي الاردن استُبْدلت الاحتفالات والخطابات بعيد العمال وانجازاتهم باحتجاجات في الشارع ضد قيادة الاتحاد العام لنقابات العمال نفسه حتى ان جلالة الملك عبدالله الثاني تجاهل قيادة الاتحاد ولم يوجه رسالته التقليدية الى رئيس الاتحاد مباركا بالعيد كي لا تسجل على القصر الملكي اية ملاحظات في التعامل مع قيادة العمال التي لا ترضى عنها القاعدة بل تطالب بازاحتها.
وبالامس كرم جلالة الملك عبدالله الثاني عمال الوطن "عمال النظافة" في حفل غداء مهيب بالديوان الملكي غاب عنه رئيس اتحاد العمال مازن المعايطة وقيادة الاتحاد وهي رسالة ملكية ساطعة الوضوح يجب على قيادة اتحاد العمال ان تلتقطها مبكرا لان استبعادها في مثل هذا اليوم له دلالاته الغاضبة .
وقد فشلت قيادة اتحاد نقابات العمال في ترتيب الحفل السنوي التقليدي بعيد العمال نتيجة الخلافات الداخلية, فبات الخلاص من قيادة الاتحاد واشاعة الديمقراطية داخل الاتحاد ونقاباته مطلبا يتصدر قائمة المطالب العمالية.
ولا شك ان الحكومات المتعاقبة هي التي تتحمل وزر الحالة التي وصلها اتحاد العمال لانها هي التي وظفته لخدمتها وخدمة اهدافها من اجل كتم صوت وحراك الحركة العاملة الوطنية , حتى انها سكتت عن كل المخالفات والمسلكيات الخاطئة في رئاسة الاتحاد والنقابات التابعة له وخاصة التلاعب في الانتخابات العمالية واجراء انتخابات صورية وعدم شفافية في كل قراراتها وكل ما من شأنه جعل الحركة العمالية من دون وزن في المجتمع وقيادتها لا تقدم شيئا لمنتسبيها .
ان ملف اتحاد العمال تضخم واصبح من الصعب اخفاء عيوبه وروائحه والدولة تعرف انه بات ملفا مزعجا ومكشوفا وبات عبئا عليها والاولى ان تبادر الحكومة الى تصحيح الخلل بدل الاستمتاع بالنظر الى الاعتصامات والاحتجاجات العمالية وانتظار العرائض والاستغاثات, وعلى قيادة الاتحاد ان تستوعب الدروس قبل فوات الاوان .
ان منطق العصر بات واضحا للجميع ورافضا للفساد والاستبداد والهيمنة والتهميش والتجاوز على الحقوق , والاولى ان يقوم اتحاد العمال على اسس جديدة وقيادة جديدة تؤمن بأنها جزء من العمال وقائدة لهم تدافع عن مصالحهم وحقوقهم , قيادة تأتي بالانتخاب الدوري الشفاف النزيه بحيث لا يستطيع رئيس الاتحاد او النقابات العمالية البقاء في منصبه سوى دورتين متتاليتين.
عمال الاردن يستحقون اتحاد عمال ونقابات تحمل عنهم ملف البطالة والحد الادنى للاجور والعمالة الوافدة والتنظيم النقابي الحر ليكون العمال طرفا حقيقيا في المعادلة الاقتصادية والسياسية , لا ان يكونوا على هامشها .
nghishano@yahoo.com
(العرب اليوم)