facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اغتيال هنية حدث مفصلي في مسار الصراع مع الاحتلال


د.رحيل الغرايبة
31-07-2024 03:45 PM

حدث الاغتيال ليس حدثا عابرا في معركة الوجود كما يسميها الكيان المحتل.. بل يشكل محطة تصعيدية مهمة في سلسلة المعارك المتصلة والمتسلسلة منذ سنوات واعوام عديدة، وفتحت الباب واسعا أمام احتمالات كثيرة وخطيرة.. يمكن ملامسة بعضها على عجل ..

* الاغتيال قرار بقطع رأس هرم المقاومة تم دراسته على أعلى المستويات، ولا يخلو الأمر من استشارة الإدارة الأمريكية أثناء زيارة رئيس حكومة الكيان للولايات المتحدة الأخيرة، ولا بد أنه تم وضع كثير من الأطراف في المنطقة بهذه الخطوة، لان الحدث سوف يلقي ظلاله على المنطقة بأسرها..

* الحدث إيذان واضح وإشارة قوية على الإستمرار بالحرب، وهو يمثل موافقة أمريكية على ضرورة السير بالشوط إلى نهايته، وكل مؤشرات الزيارة والإستقبال الإستعراضي المدروس بعناية الذي تم رسمه وإخراجه بالكونجرس يشكل رسالة إلى العالم كله: أنه لا قوانين دولية ولا محاكم ولا أمم متحدة ولا مظاهرات ولا طلاب جامعات ولا قيم ولا رأي عام عالمي سوف يشكل عائقا أمام تحقيق ما تم الإتفاق عليه مع كل الأطراف المعنية بالاقليم وخارج الإقليم.. لان إنهاء الحرب على هذا النحو يعد نصرا للمقا.ومة ؛ لانها سوف تعيد بناء نفسها بأسرع مما يتوقعه أحد ..

* الاقدام على اتخاذ قرار باغتيال راس المقاومة يعبر عن هدف الحرب كلها التي تتلخص بالوصول إلى مرحلة مهمة من مراحل بناء الكيان تقضي بإنهاء كل حالات المقاومة المسلحة ؛ في كل الدول العربية ضد الاحتلال ، والقضاء الحاسم على هذه الفكرة والرؤية التي قد تنمو وتكبر وتتطور في عقول وقلوب الأجيال الجديدة ، ولذلك يجب عدم السماح بمجرد التفكير في هذا المسار ،وأن عاقبة ذلك تعني تدمير وفناء وإبادة أمام أعين العالم كله ، مما يؤدي إلى نشوء فكر استنكاري شديد ينتشر في أوساط أبناء الأمة بما فيهم أبناء اللاجئين والمشردين والمطرودين من أرضهم وديارهم ،وسوف يخرج من أصلابهم ومثقفيهم من يعتبر المقا.ومة ضربا من الجنون والعبث وعدم المسؤولية ..!! هكذا يريدون لكن في المقابل ..

* الاغتيال سوف يلهب مشاعر الشعوب المقهورة ، وسوف يسهم في إشعال جذوة التفكير لدى الأجيال الجديدة بضرورة إعادة النظر في كل مسارات التسوية السياسية التي أسهمت في تقوية الاحتلال وتثبيت أركانه وتقويته وحمايته وتنفيذ مخططاته، وفي المقابل أدت إلى تدمير مقومات وجود الأمة العربية وشل قدرتها على المواجهة وعدم قدرتها على حماية أرضها ومقدراتها وصيانة أمنها ومستقبل أبنائها ، والحيلولة دون بناء قوتها ...

* بقي القول عن الدروس التي يجب أن تستخلصها المقا.ومة على صعيدها الداخلي بعمق ؛ فيما يتعلق بتحالفاتها أولا ،وفيما يتعلق بمواطن الضعف في مسار المواجهة الأمنية مع العدو ثانيا ،حيث أن مسار الأمن والمعلومات هو الأشد خطورة ، والأكثر إيلاما وربما الأضعف في مسار المواجهة ..

* إن اغتيال العاروري في مقار حزب الله وفي منطقته الأشد تحصينا وأمنا ينقل القضية برمتها إلى مرمى الحزب ، لأنه يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الإختراق من جانب ، ومن جانب آخر ينبغي أن يجعل حادثة الاغتيال ضربة موجهة إليه شخصيا قبل حما.س ، فهو المعني بالرد قبل أي طرف آخر قولا واحدا ..

واغتيال هنية في قلب طهران عاصمة إيران ينقل القضية لتصبح طعنة نجلاء موجهة إلى إيران نفسها ، بأعلى مستويات العناية والإعتبار السياسي والأمني ، لأن إيران هي المسؤولة عن أمن ضيفها الكبير والمستهدف ،وهنا لا تكفي عبارات الإستنكار والشجب وإبداء أعلى مظاهر الحزن والعزاء والمواساة..

إيران مطالبة بالرد والأخذ بدم هنية قبل حماس نفسها ، ولو كان لديها شك بعدم القدرة على توفير الأمن والحماية لمثل هذا المستوى من القادة كان عليها أن تعتذر عن استقباله مسبقا ..

أعتقد أن الأعراف الدولية والدبلوماسية والأعراف السياسية والكرامة الإنسانية تقتضي التمسك بهذه القاعدة المعروفة ، دون الخوض بتحليلات أخرى ..

* حادثة الإغتيال فتحت بابا لا يسد من حيث اتساع نطاق الحريق والتأثيرات المتوقعة وغير المتوقعة على شعوب المنطقة برمتها ، والتغيرات التي بدأت في عقول ونفسيات الأجيال الجديدة نتيجة تكشف كثير من الحقائق المؤلمة التي لا يسوغ إنكارها أو التعامي عنها.. وتبقى المشكلة الأكبر لدى كثير من المشتغلين بالسياسة أنهم كالدجاج يحفرون تحت أقدامهم يبحثون عن الفتات وهم في غفلة عن اليد التي تقوم بإحداد السكين ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :