اغتيال هنية .. خرق أمني واضح والاحتلال يبحث عن نصر داخلي
31-07-2024 11:09 AM
عمون - منذر الفاعوري - تتواصل ردود الفعل والمعلومات المتدفقة حول عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية في فلسطين إسماعيل هنية، وأحد أفراد فريق حمايته في العاصمة الإيرانية طهران صباح اليوم.
وفي قراءة لما يجري، قال المحلل السياسي الدكتور خالد شنيكات لـ عمون، إن عملية اغتيال اسماعيل هنية تعكس الموقف الاستراتيجي للاحتلال الاسرائيلي الراغب بالقضاء على حركة المقاومة في غزة كليا "عسكريا وسياسيا" وهو الموقف الذي عبرت عنه القيادات الاسرائيلية منذ 7 أكتوبر.
وبين شنيكات أن الاحتلال الاسرائيلي غير معني بالتوصل الى تسوية سياسية أو "صفقة" مع المقاومة وهذا واضح من طريقة المماطلة الاسرائيلية المستمرة بالمفاوضات من خلال فرض شروط جديدة كلما وصلت الأمور لانفراجة أو اقتربت الصفقة لأي توافق بغية استمرار الحرب ومنع وصول المساعدات الاقتصادية والانسانية بما يخدم استراتيجية اسرائيل باطالة أمد الحرب.
وأشار الى أن تفعيل عملية الاغتيالات هي استراتيجية قديمة تنتهجها اسرائيل ويقوم بها الموساد وشملت عشرات القادة الفلسطينيين من قادة حركة حماس وغيرها من الفصائل الاخرى وتهدف الى سياسة ما يسمى "بجز العشب" أي منع وصول أي قيادات كارزمية فلسطينية ذات تمثيل شعبي، ولكن هذه الاستراتيجية لم تنجح منذ أمد بعيد لأنه كلما يتم اغتيال قيادات تنشأ قيادات أخرى أقوى من السابقة وتبقى اسرائيل تتجاهل المشكلة الرئيسية وهي "الاحتلال".
وفيما يتعلق بالبعد الأمني لعملية الاغتيال، قال شنيكات إنه مع تطور تكنولوجيا الاتصالات بات من السهل جدا الوصول الى الكثير من القيادات الفلسطينية أو غيرها وذلك بمجرد استخدام الهاتف النقال او وضع بعض اللواصق او شرائح في أمتعة اسماعيل هنية مثلا وخلال عبوره لمطارات ومناطق ليست مأمونة 100% كان من الوارد الوصول اليه بسهولة.
ومن جانب آخر تحدثت تقارير إعلامية عن أن عملية الاغتيال كانت بصاروخ موجه من طائرة إف 35 من خارج الأجواء الإيرانية، فمن الظاهر ان شبكة الدفاع الجوي في طهران لم تكن فاعلة والدليل على ذلك أنها لم تعترض الصاروخ الموجه وهذا خرق أمني واضح، الأمر الآخر أن مثل هذه العملية لا تتم من خلال اسرائيل لوحدها وربما يكون هناك تنسيق أمريكي في هذا الموضوع بتوفير الحماية والردع لأعداء اسرائيل وهذا ما أعلنه صراحة وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن سابقا في أكثر من مناسبة.
ويرى شنيكات أن عملية اغتيال اسماعيل هنية تهدف لايجاد نصر داخلي لنتياهو وتوفير الضمانات أو الأمان خاصة بعد عدم تحقيق نجاحات استراتيجية في حرب غزة رغم حجم الدمار الكبير والخسائر البشرية، إلا أن نتياهو يسعى الى اختراقات من خلال عمليات اغتيال نوعية كما يحدث في لبنان وغيرها، والواضح بأنه لن يكون هناك صفقة سياسية او تبادل للأسرى ما يعني أن اسرائيل ذاهبة في الحرب حتى النهاية.
وبدوره أكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور احمد زياد أبو غنيمة، أن جريمة اغتيال القائد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية في فلسطين؛ تضاف إلى سلسلة جرائم كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ٧٦ عاما، في وقت فشل فيه الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه التي أعلنها بعد الهزيمة المذلة التي تعرض لها في السابع من اكتوبر على يد المقاومة الفلسطينية.
وقال أبو غنيمة لـ عمون، إن حكومة الاحتلال لم تجد ما تقدمه لشعبها بعد أن فقدت هيبتها العسكرية والاستخباراتية أمام جحافل المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، سوى ان يلجأ لاساليب الاغتيال الجبان لقائد فلسطيني كبير بحجم الشهيد إسماعيل هنية، فالعدو يدرك تماما ان مسيرة النضال الفلسطيني لم تتوقف يوما ما منذ ٧٦ رغم تقديم الاف الشهداء من القادة وابناء الشعب الفلسطيني، ورغم كل الإجرام الذي يمارسه نازيو هذا العصر بدعم امريكي مفضوح متجاوزا كل القوانين والاعراف الدولية والإنسانية.
واعتبر أبو غنيمة بأن رحيل إسماعيل هنية لن يكون سوى محرك وحافز ثوري ومقاوم لكل الشرفاء في الشعب الفلسطيني ليستمروا في مقاوتهم للكيان الصهيوني وصولا للتحرير الكامل للتراب الفلسطيني؛ مشيرا الى أن السابع من أكتوبر وضع مرحلة متقدمة لطريق التحرير وهز كيان الاحتلال وحطم اسطورة جيشهم "الذي لا يقهر" كما كانوا يزعمون.