facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احزاب وعشائر وقوائم


د. صبري ربيحات
30-07-2024 09:25 PM

اخر تقليعات الكتل البرلمانية تاسيس قوائم عشائرية جهوية خالصة داخل الدائرة الواحدة والعمل على اعتبار بعض البلدات داخل الدائرة الانتخابية منطقة انتخابية مغلقة لا تعطي ولا تأخذ من احد.

في محافظة جرش شكل إجماع اهالي الكتة ظاهرة تستحق التوقف عندها ، فهناك تقليد ان ينجح ابن هذه البلدة الوادعة الجميلة بفضل الاجماع الذي يتوصل له ابناءها على مرشح قبل ان تجرى الانتخابات بشهور،

هذا النموذج تكرر في حي الطفايلة بعمان فهناك نائب او اثنين من ابناء الحي بفضل الاجماعات العشائرية في كل مجلس من المجالس الثلاثة الاخيرة.

على امتداد الاردن تتعمق ظاهرة الاجماعات لتجعل من فكرة القانون الانتخابي واشتراط القوائم وتقسيم الدوائر والتصويت للقائمة قبل الاعضاء عقبة في وجه الاندماج واداة لتفتيت المجتمع وتغذية العصبيات اكثر من اي شيء اخر.

في الاردن لا شيء مؤكد حتى اللحظة فالكل مع الكل وضد الكل في حالة لا معيارية يصعب ان تعثر على اية اسس تحكمها. في الانتخابات التي يجري الاعداد لاجراءها تغيب الكثير من الاسماء التي يمكن ان تحافظ على تقاليد العمل المعروفة وذاكرة المؤسسة البرلمانية .

غالبية الاسماء التي اعتاد الناخب على ان يراها في القوائم اختفت هذه المرة .فعلى التوالي يخرج النواب السابقون لادلاء بيانات تقول انهم لن يترشحوا هذه المرة . التجهم الذي على وجوههم لا يوحي بأن الخيار خيارهم فهم إما يأسوا وإما زهدوا وإما ايقنوا ان لا جدوى من المحاولة وإما اكرهوا.

لم تصدر اي إشارة مبكرة عن أي من الذين اعتذروا عن الترشح تفيد بانهم سيعتذروا الا مؤخرا .على التوالي تفاجأ الناس بتوالي سلسلة الإعلانات بداءها النائب الأقدم عبدالكريم الدغمي الذي ما غاب عن مجلس منذ عودة الانتخابات ١٩٨٩. ليتبعه ايمن المجالي فخليل عطية ولتتدحرج الكرة لتصل مؤخرا الى مصطفى ياغي الذي نزل عن السرج ولا زال في جعبته مئات السهام.

ما يحدث في هندسة الانتخابات غير مفهوم حتى لمن اشرفوا عليها سابقا ولا للذين اداروا غرف عمليات الرصد في المجالس السابقة . لا اسس واضحة لماذا يستبعد هذا ويبقى على ذاك ولماذا يتقدم امين عام حزب القائمة ويظهر امين حزب اخر في ذيلها.

العشائر مضطربة هي الاخرى ومضطرة للتكيف مع البرنامج الاصلاحي والقوائم التي يشترط ان يكون المرشح عضوا فيها دون ان يحمل اعضاءها رؤى مشتركة او يكون بينهم رابط ايدلوجي او عقدي او فكري ...
ما يحدث هذه الايام يذكرني بلعبة الروليت الروسية فاللاعب القلق يضع نقوده على عدة أرقام حظ سواء كانت زوجية او فردية فهو لا يعرف الرقم الرابح من الخاسر لكنه يود ويحلم ان يحصل على ضربة حظ اذا ما استقر مكعب الزهر على احد الارقام التي غطاها بدولاراته.

بنفس الطريقة عمدت بعض العشائر الى توزيع ابناءها على كل القوائم المحتمله فتجد ابن قبيلة في قائمة حزبية واخوه في قائمة محلية وابن عم له على قائمة حزب اخر وشقيقة زوجته على قائمة الكوتا. .

حتى اليوم يحاول كل واحد ان يحدد خياراته قبل دوران العجل وحذف الزهر . لا أحد على يقين أين سيستقر الزهر الا الذين جلسوا على مقربة ممن يحذف الزهر فقد خبروا نمط الرمي وانتبهوا الى حركة اليد وسرعة دوران العجل وحسبوا عدد المرات التي هوى فيها على الأرقام الفردية والاخرى التي جانبها.

وسط هذا الصخب والفوضى تتوالى الاستقالات والانسحابات والبيانات .وترتفع وتيرة العتب ويزداد اللوم . فهناك من يرى انه استبعد خوفا من ما يمكن ان يحدث من تغيير .وهناك من يرى ان الرفاق خشيوا قوته ونجوميته فاثروا استبعاده.

الفصل الذي يخوض الاردنيون مسودة اولى فيها الكثير من الشطب والتغيير والتعريفات الغائبة والخط الممحي وفيها الكثير من المحاولة لدخول الموضوع الذي لم تنضج نظريته ويخضع تطبيق كل المباديء لاجتهادات أشخاص تسلموا الموضوع واسألوا عليه فهما قد لا يتسق مع ما كان في راس من اعده اصلا..

الأيام والاسابيع القادمة ستبدي لنا ما نجهل اليوم وستكشف لنا عن أمور نتمنى ان نكون مخطئين في تخميناتنا حولها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :