الشرق الاوسط وسوء الارادات تركيا ايران ويهود وحماس!
أحمد سلامة
30-07-2024 02:55 PM
سيظل هذا الشرق الذي اسماه الغرب ( بالاوسط ) سرة الدنيا ، وكحل عين الحضارات ، ومزار الانبياء ، ودمع الامهات .. وستظل مصائره ومقدايره وقراراته لا تخصه وحده ولا يصنعها ابناؤه وحدهم !!!
ذلك ان التداخل في الجغرافيا الذي يجمع ( الافرقة ) ل ( الاوربة ) ل ( الاسيوة ) لا يتم الا عبر عالم العرب !!! وتلك مفارقة اولى !!!
كذلك .. فان حضارات سادت وابادها العرب باسلامهم قد اخذت اشكالا ثلاث
مصر .. قبلت العروبة والاسلام ولكنها وضعت شروطها السرية ( القيادة لنا او نترككم ونروح وحدنا على الكنيست نعلن نهاية الحروب ) !!!
وتركيا وايران وباكستان اقبلت على الاسلام بعد ان البسته ( قفطانا وطنيا يخصهم ، ورفضت العروبة فصار الاسلام في ايران منذ اسماعيل الصفوي او قبله ( خلطة مزدكية مانوية بابكية مع حب ال البيت ، والتحفظ على دور العرب وتلك مفارقة موءلمة )، كما ( عثمن الترك الاسلام واخذوه الى زوايا الحرملك وروكزيلان وسنان وسليمان القانوني !!
ولقد رفض جنس اخر العروبة والاسلام جملة قاطعة حاسمة ( الاندلس ) اذ بعد قرابة الثمانية قرون من ازدهار التداخل هناك ( بين الموشح والتشطير والتخميس ) تبخرت حضارة امة ماجدة وتركت اثارا تقي الاسبان من فقر الحياة ( سياحيا ) !!!
ولقد الح الغرب الاوروبي على العرب الحاحا جائرا قبيحا في ظلمه لان في وجدان ذلك الغرب انه ما من امة في التاريخ تجاسرت على تلك القارة اللغز ( اوروبا ) سوى امة العرب باسلامها ولم يطرق بابها مستعمرا لجزء منها الا امة العرب !!!
لذا.. اسمونا في ثقافتهم ( البرابرة ) وعوقبنا دوما بالاجتياح في كل لحظة ضعف تعترينا.. ما جعلني اكتب اليوم في هادا الامر الشائك.
هو عودة الابن الضال وممثل تيرسو في حضارة الغرب بنيامين نتنياهو بعرضه المسرحي الهزيل على خشبة مسرح عرائس اللامعقول ( الكونغرس ) الى استعماله وصف ( البرابرة ) للعرب والحرب بين الحضارة والبرابرة !!
ولم يتوقف على هذا المعنى احد عندنا هذا اخطر ما قيل منذ انشاء الدولة الوطنية في بلادنا بشروط سايكس وشقيقه بيكو لعنة الله عليهما !!!
البربرية النتنياهوية!!!
هذه الهوية التي اصطنعها واستردها من بطون السوابق في العلاقة الغامضة بيننا وبين الغرب الاوروبي ثم الامريكي قصد به مراده السري ( الاندغام بالحضارة الغربية عداوة للعرب لذلك قال ( نصرنا على البرابرة نصركم ) .. هذا النتنياهو يبحث عن ملاذ امن يزم اليهود بحضنه نحو الغرب والامركة وتلك خطيأته الكبرى !!!
اذ انى كان ضغط الغرب على العرب لن يبلغ شائوا باكثر مما نحن تحدرنا اليه من قاع مذل وليس بعد القاع الا قمة وقصة عرب غزة المحاصرين منذ سنة ١٩٥٦م الاحتلال اليهودي الاول ل غزة هي الرد الحاسم على ( خطيئة المدرسة اليهودية ) التي ترى ان معاشها بيننا يعتمد على السطوة وتفوق البارود وقوة النار !!!
المواجهة محسومة في نهاية التاريخ لصالح العرب وكذبة حماس وتدين البنادق واسلمة الصراع وتديينه من جانب يهود ليس في مصلحتهم على المدى البعيد !!!
فالنتيجة ؛ ان ميليشيا محصورة مقاطعة من المقاطعة ذائعة الشهرة في رام الله قد كتبت على رصاصها ( الاسلام هو الحل ) لان الغرب المتوحش قد افقد امة العرب اسلحته الاخرى الطبيعية … ولقد دفعت هذه المليشيا المتواضعة كل المشروع اليهودي الى ضعضعته وتقويضه وتعريته حتى امام اليهود ذوي النزعة الانسانية وان نتائج زلزال حماس على فكرة ( مشروع الهنغر اليهودي ) لا بد ان تخضع لمراجعة عاقلة من عقلاء سيولدون من غبرة غزة ومن وحي روح دماء غزة التي ستزكم انوفهم !!!
ما يهمنا نحن في الاردن الهاشمي في هذه اللحظة الفارقة بتاريخ الشرق الاوسط كله ( يهودا ، وتركا ، وايرانيين وايضا العرب ) ان نعيد قراءة الحياة بصورة عقلانية ووطنية وعربية ايضا ، فالتزلج على سطوح اللغة الفاخرة بالبلاغة وتخلو من المضمون ستودي بنا الى نكبة في التفكير موجعة … والامبراطوريات التي لو لم تخطيء لما زالت …
فنحن بازاء حاجة ماسة الى استنهاض كل قدراتنا الوطنية للاستمساك بمكاننا ، لان مكاننا هو حاءط الصد في وجه يهود وان بقائه ديناميكيا وقادرا على المناورة والمرونة يمهد الطريق لاعادة احياء الرسالة العربية التي هي اتية لاعادة تموضع الامة على نحو جديد كما نحب .. تعالو نتحدث بصراحة وبصدق وطني دون مكابرة (وانحيار حاراتي ) في التفكير الاردن دولة طرف وكيان طرفي بدور مفتاحي ، لكن دوره محكوم بقواتين الطبيعة.
والطبيعة تملي علينا القبول والاعتراف اننا لسنا بقادرين حسم صراع مع يهود ومهادنة مشروعة من جانبنا يفيد الامة باكثر مما يضرها الان .. كذلك ، فان الاردن المكان الذي منعه ان يكون مثل غيره ( حزام نار ايراني ) في صراع الدور بين ايران ويهود هو ( منعة رسالته الهاشمية ) ومن دون التقليل بقدراتنا كوطن فان النظام السوري كان يتمتع بهامش يقيه من السقوط ، والعطف الاوروبي على لبنان كذلك كان منعة بحد ذاته ، وكذلك العراق واليمن والخ القائمة !!!
وظل حزام النار الايراني محفوفا بالاخفاق طالما ان الاردن الهاشمي ليس في جيب احد وقد يقول عاتب او رافض لما اقول ها نحن بجيبة الغرب يعني مع اليهود !!
والجواب الحاسم ان الاردن الهاشمي لم تزل خياراته واختياراته خاضعة لارادة ورغبة الارادة هاشمية والرغبة عربية اصيلة كامنة فائرة في توجه وبناء اهله العرب الاصلاب.
سوال وجب طرحه الان !! ما هو الاردن ومن هو الاردن ؟!
في السكان الاردن وطن قبائل عربية قحة تتحدر من لخم وجذام ارتفعت بعد انهيار سد مارب منذ الالف الثالث قبل الميلاد لجنوب الاردن وجنوب فلسطين
لتشكل خامة العروبة الاولى الطاردة للاحتلال البيزنطي الذي عمر في بلادنا كثيرا وبعد الفتح العربي توطنت كندة في وسط الاردن من السلط حتى ( عكان ) عكا من ارض البلقاء واما الشمال في طرفي النهر فكان جملة من قبائل عربية نبيلة وكذلك رسبت هذي البلاد كل الاعراق والانسال والانساب الا يهودا ما كان في بلاد الاردن منهم واحدا
سالني احد الدهاة قبل مدة هل تظن ان سبب تماسك الاردنيين وانهم كانوا في تاريخهم الاستثناء بعدم ذبح بعضهم بعضا على قضية سياسية هل كان السبب عدم وجود اليهود اهل الفتنة بينهم فسلموا !!
واجبته بحسم لا اظن ذلك فالفلسطيني تذابح مع الفلسطيني والعراقي ذبح العراقي واليمني والليبي والسوداني والسوري واللبناني ما عدا الاردني وسبب ذلك
يعود ان الاردن تكون ( وطنا لرسالة ) وليس وطن حارات تطغى احداها على الاخرى.
الاردن … اخر همسة كان للمغفور له الشريف الحسين بن علي بعروبته وحلمه حين ننحاز للفكر النهضوي الهاشمي كعرب من كل ارجاء الوطن العربي علينا التنبه الى كيف صارت هذه الخلطة وهي من اسرار صمودها كيفية تكوينها التاريخي.
الاردن ( عجنة ) خميرتها الاردنيين وكلهم عروبة وطحينها كان من اهل الشام كلهم ومسكتها مسيحييها وشركسها وارمنها وبقايا رومها وبعض اتراكها وحلاوة كردها والخميرة تترك طعمها ومذاقها على كل العجنة ولقد كان الفرن الذي جعل العجين خبزا دافئا هو الخلق الهاشمي !!
كان هناك في التاريخ المعاصر نهضتان النهضة المصرية ولدت مع محمد علي وروحها كانت عسكرية صرفة وقيادتها البانية تركية خالصة فولدت قاسية وغريبة عن مصر ولم تمض الى امام.
والنهضة الثانية التي بداها مفكرو اهل الشام ( عبد الغني العريسي ، عبد الحميد الزهراوي ، جوزيف هاني ، كامل القصاب ، محمد الحمصاني ) وتوجه هولاء باحثين عن قيادة شريفة عربية عفيفة نظيفة وكان الحسين بن علي واولاده الملوك ( علي وعبد الله وفيصل وزيد ) ولأن اخفقت التجارب في الحجاز وفي العراق
فقد كان فرع عبدالله مجسدا لروح الامة وكانت الاردن رافعتها
حين فر الحسين بن علي الشهيد السبط الى قدره في كربلاء اراد ان يرسم بدمه خطا فاصلا بين البيعة وبين العنوة ويخلق فرصة التنوع في الامة وحين اختار الحسين بن علي المنفى مطلع القرن واثره على الملك الرغيد المتاح كان يود ان يرسل اخر رسالة له ان قبره بقادر ان يحمي مقدس الامة في القدس المسجد الثالث
وان احفاده سيواصلون مسيرة النهضة.
ختاما … سينجلي ليل غزة والعرب في اسواء حال ومن لا يتقن القراءة عليه ان يتوقف عن الكتابة.. الاردن بانتظاره فرصة مجيدة تكمل حلقات مشروع النهضة
ان فهمنا لعبة العصر واتقنا اعادة انتاج انفسنا بعيدا عن مهاترات ( الولدان غير المخلدين ) وان نستمسك برسالتنا الهاشمية عروتنا الوثقى بالعمل لا باللفظ التازيمي التقسيمي غير المحمود عروة الهاشمين الوثقى هي عروة نهضوية حضارية واقعية صادقة وهي عربية بالكامل ولا يجوز لاية قوة مهما كان مصدرها ان تضيف مساحيق فئوية على رسالة الامة غبار غزة مضمخ بدماء الشهداء وقيادتنا من استبسلت دونه حماية واشهارا ودعما ونحن الدولة الوحيدة القادرة اجراء انتخابات وسط ضجيج النار وحين يفشل اليهود من الدنو من الانتخابات نحن نصنعها.
فلنحافظ على سمو رسالتنا ولا نعمل على حشد بعض الصغار والصغائر.. الاردن الرسالة والوطن كبيران كثيرا اسال اهل الذكر الا نصغر اكتافنا ببعض ممارساتنا.