facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الميل الأخير من أجل الوطن


د. ديمة طارق طهبوب
30-07-2024 12:54 PM

لا بد ان الجندي فيليبدس اليوناني إما معتوه كبير او محب متفانٍ أخذ عليه وطنه و شعبه لُبه ليركض مسافة ٤٣كلم من منطقة المعركة في قرية ماراثون الى أثينا حاملا بشرى نصر اليونان على الفرس فوصل مدخل معبد الاكروبولس و صرخ "لقد انتصرنا" و لفظ انفاسه الاخيرة و سقط ميتا!!

ولكن العالم ورث هذه الاسطورة من التضحية و حب الأوطان و خلدها لتصبح رمزا للقدرة الرياضية و بسالة الإرادة و التحدي الجليل و الارتباط بالأعمال الخيرية و الانسانية العظيمة!

لم يكن ذلك الجندي اليوناني من قادة الصف الأول و لكنه كان صاحب همة و مبادرة و ارادة لتقديم شيء و ترك بصمة مهما كانت صغيرة!

لقد زرع الأمل في نفوس الناس فارتفعت معنوياتهم وازدادت قوتهم المعنوية التي تتفوق على القوة المادية، رأى ذلك الجندي انه يستطيع تقديم اضافة تصنعها خطوات متتابعة مخلوطة بنبض لا يهدأ في حب الوطن وعرق يتصبب في خدمته و أنفاس حرى لنصرته.

خطوة تبعتها خطوات فمشى مشوار الالف ميل حتى بلغ غايته، لم يقل ماذا أفعل؟ ماذا سأزيد؟ فلأترك الأمر للقادة؟ فخار يكسر بعضه! ماذا ستفيد خطواتي لو ركضت؟! ماذا سأستفيد؟ لن يتغير شيء سواء ربحنا ام خسرنا!!! رأى نفسه كما لو كان وحيدا ولم يبق للوطن حامٍ سواه فأخذ على عاتقه تلبية نداء الوطن و لو كان دمه الثمن!

ورثنا كما دول العالم مارثوان فيليبدس وأحييناه في نشاطات و صور كثيرة، واليوم يتجدد الماراثون في صورة الانتخابات التي مللناها وتعبنا من تركتها الأثيمة وحصادها المر الذي أقعد أجسادنا وأنفسنا يأسا من الاصلاح، ولدينا نفس التساؤلات التي رافقت القدوة الاولى الذي مشى الطريق الصعب لاجل وطنه: ماذا أفعل؟ ماذا سأزيد؟ فلأترك الأمر للقادة؟ فخار يكسر بعضه! ماذا ستفيد خطواتي لو ركضت؟ ماذا سأستفيد؟ لن يتغير شيء سواء ربحنا ام خسرنا!! و لكن في حال لم نمشِ في طريق البطولة اختيارا وشجاعة وقناعة واقبالا فستُسيّر خطواتنا قهرا وجبرا في طريق اليأس والخسران وسيأتي من يمثلنا وينطق باسمنا غصبا عنا فالذين لا يُمثلون أنفسهم سيُمثَلون!

ومقابل كل مصلح تنحى سيحل مفسد ومقابل كل بناء سيكون هدم ومقابل كل سنة تغيب ستحل بدعة فالطبيعة لا تعرف الفراغ!

اقترب الشوط الأخير واستعدت الخيول لنهاية السباق غير أن الخيول الأصيلة فقط دون غيرها من الهجينين هي من يبذل في الميل الأخير للسباق ما لا تبذله في أوله فرؤية خط النهاية الجليلة يغريهم بمزيد من البذل وهل من نهاية أجل من نهضة الوطن وكرامته ومنعته وعزة مواطنيه؟!

لو انتظر الجندي اليوناني ان يحصد ما زرعه ويرى نتائج تضحيته لما خلد في التاريخ ولما تحقق النصر ولما تألقت العِبرة!

انه ذات المبدأ في الحديث النبوي الذي يأمر بزرع الفسائل واكمال اعمال الخير مهما بلغ التردي وتدهور الاحوال وحتى لو كانت القيامة تقوم دون انتظار النتائج " إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا" هذا يعني ايضا ان لا تمل من المحاولة مرارا وتكرارا مهما تطلب الأمر فمن علت غايته طال طريقه وزادت عقباته وقلائل من يصعدون الجبال وكثيرون من يعيشون أبد الدهر بين الحفر!

كتب الدكتور أسامة ابو ارشيد "عندما أسمع البعض يشيع اليأس من التغيير في بلادنا فإني أشك في حبهم لها.

هذه أوطان.. والوطن يستحق القتال من أجله، التضحية بالغالي والنفيس لعينيه، والمعاناة في سبيله.

محاربة الطغيان.. التصدي للفساد.. محاولة البناء.. الخ تعابير عن حب.. هل نفهم ذلك؟

الوطن كالوالدين وكالضنى.. وهم جميعا لا يخذلون، ولا يتركون يواجهون مصائرهم على أيدي من لا يحفظ حقوقهم وأقدارهم"

نحن في الميل الأخير في هذا السباق من أجل الأردن فاشحذوا هممكم ولا تسمحوا للسباق ان يتوقف قبل بلوغ منتهاه في اصلاح و نهضة الوطن.

لا توقتوا عملكم على المكاسب أو الخسائر فحب الوطن مكسب كله ولا خسارة فيه اما التقاعد عن خدمته فغير وارد الا بمفارقة الروح للجسد.

نحتضن الوطن أحياء بكل طاقتنا ليحتضننا ترابه بعد ان نسلم الراية والأمانة الى المخلصين من ابناءه و نحن نردد :"لقد انتصرنا".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :