حزب إرادة: تجربة سياسية جديدة تتجاوز المألوف
الدكتور مهند عبد الفتاح النسور
29-07-2024 03:00 PM
في ظل التحديات المستمرة التي تواجه الأحزاب السياسية، خاصةً فيما يتعلق بعملية تشكيل القوائم الانتخابية، يبرز حزب إرادة كنموذج للتجديد والتفكير خارج الصندوق في هذا المجال، وتأتي خطوة الحزب بتضمين شخصيات بارزة في ذيل القائمة الوطنية الانتخابية للحزب منها على سبيل المثال لا الحصر، الشيخ ضيف الله قلاب والدكتور بشار الحوامدة، وغيرهم من شخصياتنا الوطنية المحترمة و المشهود لها، فضلاً عن إدراج أمين الحزب العام في المقعد الأخير كإستراتيجية غير تقليدية. حيث خرجت هذه الإستراتيجية المحكمة عن النهج التقليدي لتشكيل قوائم الانتخابات والذي يكون موجها نحو تحقيق الأهداف الانتخابية المباشرة، فقد تبنى الحزب إستراتيجية تبرز التزاما بالفكرة الحزبية وترسيخها وذلك لتعزيز الصورة العامة للحزب والعمل الحزبي بعيدا عن شخصنة الأمور. حيث خلقت القائمة المختارة توازنا بين الشخصيات الجديدة الوازنة والشخصيات المرموقة التي تحمل قيمة معنوية وسياسية على المستوى الحزبي والوطني، حتى وإن كان ترتيب القوائم لا يمنحهم فرصة الفوز المباشرة.
إن تضمين قائمة حزب إرادة لشخصيات بارزة في المواقع الأقل حظاً في الفوز هو تعبير عن الاحترام والتقدير لهؤلاء الأفراد الذين ساهموا في بناء الحزب وكان لهم التأثير في الساحة السياسية والذي يدل على تنبي الحزب للفكرة والابتعاد عن الشخصنة ما أمكن، وقد تكون رسالة مفادها أن الحزب يضع القيم الحزبية والسياسية في صدارة أولوياته، بدلاً من التركيز فقط على المكاسب الانتخابية المباشرة.
وضمن نفس الموضوع تأتي فكرة الحزب الجديدة بأن ترأس قائمته الوطنية الحزبية السيدة المحترمة دينا عوني البشير وهي من الكفاءات التي تمثل ايضا جيل الشباب الواعد الذي يملك خبرة نيابية سابقة. فهذا النهج يدل على أهمية المرأة، وليس على مستوى الكوتة النسائية فقط، وإنما في العمل الحزبي والوطني كفكرة ريادية لا يشق لها غبار.
إن النموذج الذي يتبناه حزب إرادة قد يفتح آفاقا جديدة في تشكيل القوائم الحزبية، وقد يشجع هذا النهج على التفكير بطرق مبتكرة لتقدير أعضاء الحزب وتعزيز صورته، كما قد يكون أنموذجا في كيفية التعامل مع تعقيدات الحياة الحزبية، مما يقدم من بصيصا من أمل وحلولاً لمشكلات معقدة ومتشابكة.
قد غدا نهج حزب إرادة إحدى المصابيح التي تضيء الطريق أمام استراتيجيات حزبية ووطنية جديدة مبتكرة، في نفق و مخاضات الحياة الحزبية الطويلة والصعبة، ولعل هذه التجربة أن تؤدي إلى تطوير رؤى جديدة حول كيفية التعامل مع التحديات السياسية وتقديم أساليب مختلفة في تشكيل القوائم و استجابة مبتكرة للتحديات التي لا تخفى على أحد، وسواءً كانت هذه التجربة ستنجح في تحقيق أهداف الحزب أم لا، فإنها بلا شك تقدم درساً قيماً في كيفية الابتكار والتفكير خارج الصندوق في السياسة والأطر الحزبية المعتادة.